الحراك السياسي
إثيوبيا تواصل التعنت: سد النهضة في مراحله الأخيرة
استمرارًا للتعنّت ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع الذي تنتهجه أديس أبابا في ملف سد النهضة، جدد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي التأكيد على مواصلة بلاده الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، مُعلنًا أنه “في مراحله الأخيرة”.
وقال آبي أحمد في رسالة تهنئة لمسيحيي إثيوبيا بمناسبة عيد القيامة أو “عيد الفصح”، السبت: “نحتفل هذا العام بعيد الفصح في خضم الأمل والنضال، متطلعين إلى نهضة بلادنا من جهة، والتصدي بكل جد لتجاوز التحديات التي تنتظرنا أمام نهضة إثيوبيا من جهة أخرى”، حسبما أوردت إذاعة “فانا” الإثيوبية.
وأضاف في رسالته بعنوان (قيامة سعيدة): “نحن في المراحل الأخيرة من سد النهضة الذي كنا ننتظره بشغف منذ سنوات. ونتطلع إلى الجولة الثانية من الفيضانات في يوليو المقبل. كلما اقتربنا من الأمل أصبح الأمر أكثر صعوبة، بينما نكافح مع الوقت والظروف لاتخاذ قرار وإكمال سدنا (سد النهضة) بنجاح”.
وأشار رئيس الوزراء الإثيوبي إلى أن الانتخابات العامة المقبلة في مايو والملء الثاني لسد النهضة في يوليو يمثلان “حجر الأساس لإحياء إثيوبيا”، وفق رسالته بالأمهرية التي نشرها على صفحته عبر فيسبوك.
وتُصر إثيوبيا على الملء الثاني للسد في موسم الأمطار في يوليو وأغسطس المُقبلين، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب، مصر والسودان. في حين تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق يضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه النيل.
وتكثف مصر جهودها لمواجهة ذلك، مشددة في أكثر من مناسبة على أنها “لن تتنازل عن أي قطرة ماء من نصيب مصر من مياه النيل”، حسبما أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء.
وقبل أيام، أكد سامح شكري وزير الخارجية، في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أن أزمة سد النهضة تواجه تعنتًا من الجانب الإثيوبي الذي رفض بعض الوساطات لحل الأزمة المستمرة منذ عقد من الزمان.
وحذّر الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخرًا من “عدم استقرار لا يمكن تصوره” قد تواجهه المنطقة بسبب السد الإثيوبي، قائلا إنه “لن يسمح لأحد بأخذ قطرة واحدة من مياه مصر”.
وقال الرئيس السيسي، إنه من الأفضل ألا نصل إلى مرحلة المساس بنقطة مياه من مصر لأن “الخيارات كلها مفتوحة”، مؤكدا على أن “التعاون والاتفاق أفضل كثيرا من أي شيء آخر”.