الحراك السياسي
نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جنوب السودان
وصف الرئيس عبد الفتاح السيسى، مباحثاته اليوم فى جوبا مع رئيس جنوب السودان سلفا كير بأنها مباحثات ثنائية معمقة ومثمرة، عكست توافر الإرادة السياسية المشتركة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتكاملة بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية جنوب السودان، أن مباحثاتهما تناولت تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك، لا سيما التطورات الجارية فى منطقة القرن الأفريقى وشرق أفريقيا ذات الأهمية الاستراتيجية، وكيفية العمل على احتواء تداعياتها المحتملة على المنطقة. حيث توافقا على تنسيق جهودنا المشتركة بما يحقق أمن واستقرار المنطقة، ويحافظ على مصالح شعوب الإقليم في إطار من الشفافية والمصلحة المشتركة.
وإلي نص الكلمة..
أخي العزيز فخامة الرئيس/ سلفا كير ميارديت
رئيس جمهورية جنوب السودان الشقيق،
السيدات والسادة الحضور،
إنه لمن دواعي سروري أن أتواجد معكم اليوم في جوبا، وأود أن أشكر أخي فخامة الرئيس “سلفا كير” على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في بلدي الثاني جنوب السودان، وهو البلد الشقيق الذي تجمعه بمصر وشعبها روابط أزلية وتاريخاً مشتركاً يمتد لعقود طويلة، شهدت مصر خلاله على تطلعات شعبكم العظيم نحو مستقبل أفضل، إيماناً منها بحقه في تحقيق آماله وتلبية طموحاته المشروعة، وتجسدت كذلك في العلاقة الخاصة التي جمعت مصر بالزعيم الراحل “جون جارانچ”.
لقد أجرينا اليوم مباحثات ثنائية معمقة ومثمرة، عكست توافر الإرادة السياسية المشتركة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتكاملة بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
كما بحثنا سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات، وعلى رأسها التنسيق السياسي والعسكري والأمني خلال هذه المرحلة المهمة التي تمر بها المنطقة، إلى جانب بحث المجالات الاقتصادية والتجارية، والسعي للارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين، وتشجيع الاستثمارات المصرية في جنوب السودان، بما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين.
كما تناولت المباحثات تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال الموارد المائية والري وجهودنا المشتركة لتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل، وأكدنا على رؤية مصر المستندة إلى أن نهر النيل يجب أن يكون مصدراً للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل، كما استعرضنا التطورات الخاصة بقضية سد النهضة ومسار المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.
واتفقنا كذلك على تكثيف التعاون في مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبناء قدرات الكوادر الوطنية في جنوب السودان الشقيق، وذلك من خلال مواصلة البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في مختلف القطاعات كالتعليم والصحة والزراعة والري وغيرها من المجالات المدنية والعسكرية المختلفة.
وقد أكدت خلال المباحثات على دعم مصر الكامل لجهود الرئيس سلفا كير، ونائب الرئيس الدكتور رياك مشار، وجميع الأطراف الجنوب سودانية من أجل تحقيق السلام في البلاد. وأود الإشادة في هذا الصدد بالجهود المبذولة من قبل الأطراف السياسية في جنوب السودان للمضي قدماً في تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية طبقاً لبنود اتفاق السلام المُنشَط، وهو الاتفاق الذي نحرص جميعاً على تعزيز آليات تنفيذه، وكذا دعم جهود حكومة الوحدة الوطنية لصياغة دستور جديد يحقق تطلعات شعب جنوب السودان الشقيق نحو السلام والاستقرار والتنمية.
كما شهدت مباحثاتنا تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك، لا سيما التطورات الجارية في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا ذات الأهمية الاستراتيجية، وكيفية العمل على احتواء تداعياتها المحتملة على المنطقة. وتوافقنا على تنسيق جهودنا المشتركة بما يحقق أمن واستقرار المنطقة، ويحافظ على مصالح شعوب الإقليم في إطار من الشفافية والمصلحة المشتركة.
ولا يفوتني في هذا الصدد الإشادة بجهود الرئيس “سلفا كير” في تحقيق الاستقرار في دول الإقليم، خاصةً جهودكم في الوساطة بين حكومة جمهورية السودان والفصائل الثورية، وهي الجهود التي تكللت بنجاح بالتوقيع على اتفاق سلام جوبا بين الطرفين في شهر أكتوبر الماضي.