مصر الكبرى
دكتور فندي يعلق على مقال الواشنطن بوست
مقال جاكسون ديل مدير تحرير الرأي في الواشنطن بوست عن مصر غاية في الخطورة ويجب قراءته عشرات المرات فمقالات جاكسون ديل في اغلبها تعكس حوارات غير معلنه بينه وبين اعضاء نافذين في الادارة الاميركية بمن فيهم وزيرة الخارجية واعضاء الكونجرس المهمين وربما الرئيس الاميركي نفسه. وكان يفعل جاكسون ديل هذا مع إدارة بوش الابن والان يفعل الشيء نفسه مع ادارة اوباما. اذا مقال ديل عن مصر يكشف حقائق تعرفها الادارة وًربما قد تلجأ لاستخدامها سياسيا في وقت الضرورة. جملة مهمة في المقال الذي يغطي مقصده الحقيقي عن صفقة الاخوان والامريكان بالحديث عن الديموقراطية، الجملة تقول " بدات الادارة في الشهر الماضي بالضغط الشديد على المجلس العسكري الحاكم من اجل الاعتراف بفوز مرسي في جولة انتخابات الإعادة واستطاعت ضغوط وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وضغوط وزير الدفاع ليون بنتا، ان تمنع المجلس العسكري تسليم الرئاسة لمرشحه المفضل احمد شفيق الذي كان رئيس وزراء النظام السابق".
بغض النظر عما قاله جاكسون ديل مدير تحرير البوست عن الديموقراطية، فالاساس في مقاله هو ان واشنطن هي التي انجحت مرسي من خلال ضغوط البيت الابيض ووزراتي الدفاع والخارجية ممثلتين في الوزير ليون بنتا وهلاري كلينتون على التوالي . إذن الحديث الذي كان يدور في الشارع المصري قبل اعلان النتيجة ليس بعيدا عن الحقيقة، ورغم انني سمعت هذ الكلام وانا في القاهرة قبل ايام الإعادة وبعدها، الا انني كنت اتوسم في أميركا خيرا، وقلت لبعض الأصدقاء ليست هناك مصلحة لأميركا مع الاخوان، لكنني اكتشفت بعد قراءة مقال جاكسون ديل ومقالات اخرى، انني كنت على خطآ وان الصفقة بين الأمريكان والإخوان قد تمت بشكل لم يكن اي منا يتوقعه. أميركا تقف وراء نجاح مرسي وهزيمة شفيق من خلال الضغط على المجلس العسكري الذي هو في حاجة مالية وعسكرية دائمة الى واشنطن،
لفت نظري، كما لفت أنظار كثيرين، ان قرار مرسي بعودة مجلس الشعب قد جاء بعد لقائه مع وليم برنز مساعد وزير الخارجية الأميركي. فهل أعطت واشنطن لمرسي الضوء الاخضر ؟ مقال جاكسون ديل ليس هو من نصب مرسي رئيساً ، ولكنه يكشف عن حقائق صفقة قد تمت بين الاخوان والأميركان والعسكر والثمن هو مصر.