آراء حرة

07:29 مساءً EET

أحمد أبوزيد يكتب: التنمية قطعت رأس #الإرهاب

إن الحادث الإرهابي الذى استهدف حافلة شركة سياحية بعبوة بدائية الصنع في شارع مترامي بمنطقة الهرم نتيجة لخروج الحافلة عن مسار التأمين الذى بدوره مكن الإرهابي من تنفيذ عمليته الخسيسة، يدلل على مستوى الضعف واليأس والعشوائية التي تسيطر على فلول الارهابيين وداعميهم، بعد ان نجحت جهود الامن في محاربة الارهاب والقضاء على تنظيماته وصولا الى القضاء تماما على بقايا عناصره قريبا جدا.

من نافلة القول، إن الارهاب ظاهرة عالمية ولا توجد دولة بمأمن تام من شروره ومحصنة من أفعاله الخبيثة أيا كان موقعها الجغرافي أو مكانتها، كما نرى في كل انحاء العالم، وأيا كانت جاهزيتها العسكرية والامنية فالإرهابيون وخاصة بعد دمار ملاذاتهم وتنظيماتهم، كما نعلم، ليسوا قوة نظامية ولا هم يعملون بشكل علني، ولكنهم خفافيش ظلام ومن غير المتوقع ان يتم القضاء على افعالهم الغادرة نهائيا، ولكن ما نعيشه من حالة استقرار خلال السنوات الأخيرة مقارنة بموجات التخريب والارهاب السابقة بعد ازاحة حكم الجماعة المشؤوم، جاءت نتيجة الاجراءات المدروسة والقاسية لدولة تحافظ على امنها واستقرارها وتدفع شرور الارهاب عنها ويتمثل ذلك في المواجهة الصلبة العسكرية والامنية كما رأينا من فرض للأمن في ربوع مصر وخاصة شمال سيناء وذلك بعد اطلاق العملية سيناء 2018 للقضاء على الشر وأهله وتجفيف منابعه ومصادر تمويله وتفكيك أية حاضنة تساهم في اطالة أمد وجوده، فضلا عن جهود التنمية وخطواتها الطموحة التي وضعتها الدولة كاستراتيجية ناظمة لمستقبل الدولة، وكيف أن ثورة التنمية والبناء التي تتم الان تنبئ بتحويل سيناء إلى عاصمة اقتصادية لمصر بأكملها.. مصر المستقبل.. التي اعاد الرئيس عبدالفتاح السيسي اكتشاف قدراتها الكامنة لتضع قدميها على أرض صلبة وراسخة نحو مستقبل يليق بمكانتها.

إن جهود التنمية التى نحن بصددها الان أحدثت زلزالا لقوى الشر والارهاب وكشفت عن توجههم التخريبي الهدام في مقابل الدور التنموي الدؤوب الذى تتبناه القيادة السياسية والتنفيذية الذى يراعي المسئولية والضمير الوطني حتى في مجال مكافحة الارهاب، ولعله من السهل ان نرى ان هناك مسار من مسارات التنمية تمثل في تطبيق استراتيجية وطنية متكاملة للنهوض بقطاع السياحة الذي يمثل أحد أهم روافد الدخل القومي من العملة الصعبة، وهكذا يجب ان يكون.

عودة السياحة لبلادنا خلال العام 2018 وارتفاعها بنحو 50% عن العام الماضي، ويقاس ذلك بارتفاع حجم الاشغالات في فنادق مصر جميعها على إثر حالة الأمن والاستقرار المترسخة والاكتشافات السياحية الكبرى خلال العام المنصرم والتي وضعتها مجلة “أركيولوجي” الأمريكية ضمن أهم 10 اكتشافات خلال هذا العام على مستوى العالم، فضلا عن تعزيز حضور مصر اقليميا ودوليا في مجال سياحة المعارض والمؤتمرات والسياحة العلاجية والاثرية والدينية وسيما بعد تدشين مسار العائلة المقدسة والترويج له دوليا، وهي انجازات حقيقية انعكست على احوال ملايين العاملين بشكل مباشر او غير مباشر في قطاع السياحة، وهو ما عكسه تقرير منظمة السياحة العالمية الذى صنف مصر على أنها الوجهة السياحية الاسرع نموا في العالم، وكيف ان هذا التقرير وهذه الرسالة مطمئنة لمنظمي الرحلات وللسياح أنفسهم و لدولهم. إن مثل هذا التقرير جاء فى اطار الطفرة التي وصلت لها السياحة المصرية مقارنة بالأعوام السابقة ولم يكن ليتأتى ذلك بدون جهود الامن التي نراها حاضرة ومؤثرة وتحمل على عاتقها مسئولية تحقيق الامن والامان للمواطن المصري أولا ولضيوف مصر الأعزاء في بلدهم الثاني، وكيف أن حملات الدهم لأوكار الارهابيين جردتهم من أسلحتهم الثقيلة فلجئوا بخيبة أمل لعبوات بدائية الصنع.

إن هذه العملية الارهابية الجبانة تذكرنا بعمليات ما تسمى حركة حسم الارهابية أو غيرها من التابعين لجماعة الاخوان الارهابية، فبعد أن تم كسر ضلوعهم، يحاولون إثبات الوجود بعودتهم الفاشلة، بهذه العملية بالتزامن مع العودة القوية للسياحة التي نراها متنامية الان، ومع قرب احتفالات المصريين بأعياد رأس السنة الميلادية أو الكريسماس وعيد الميلاد المجيد، وغيرها من أعياد المصريين التي تكون بمثابة الفرصة لتعزيز روح المواطنة والتسامح والقدرة على تحقيق مفهوم التعايش المشترك بين بنى الوطن.

إن هذا الحادث الإرهابي لن يزيد حراس ترابنا الوطني وأمننا سوى عزيمة على عزيمتهم وبأسا على بأسهم برفع الجاهزية التامة لإرسال أي إرهابي الى جهنم، وهذا جزاء من تسول له نفسه بأن يعكر صفو حياة المصريين واحتفالاتهم ويحاول يائسا عرقلة جهود التنمية التي باتت سلاحنا البتار في مواجهة الأنشطة الهدامة والمؤامرات التي لم تعد تخطئها عين ترى. ستبقى مصر دائما هي دولة التحدي، العصية على الاحباط.. الأبية بشعبها العظيم على كل معتد أثيم.. ولن يلقى الخونة سوى الخيبات والحسرات والفشل الذريع.

التعليقات