مصر الكبرى
أهل الخبرة والكفاءة
أالنجاح والفشل مرهونان بالاختيار وكانت مشكلة مصر الدائمة هي سوء الاختيار،إما بقصد من خلال اختيار العناصر السيئة المشبوهة حتى تنفذ كل ما يُطلب منها دون تفكير,أو إختيار أهل الثقة حتى لو كانوا عديمي الخبرة والكفاءة،وتسبب ذلك في التدهور الذي طال معظم مؤسسات الدولة.
ولهذا كانت مشكلة مصر في الادارة وليست في الموارد.هكذا كان الحال قبل الثورة،والآن وبعد الثورة يجب ان يأخذ اهل الخبرة والكفاءة فرصتهم في بناء البلد وهم بالملايين،أنا شخصيا التقيت مع كثيرين منهم وفي كل المجالات وهم جميعا مستعدون لتقديم خدماتهم بدون أي مقابل،ويقدمون أنفسهم بيت خبرة مجاني – سواء لرئيس الجمهورية أو الحكومة – حبا لهذا البلد الذي أعطاهم الكثير.ولأن مصر في العهد السابق كانت طاردة للكفاءات والمواهب،فقد هرب منها أكثر من مليون من أفضل عقولها وعلمائها،هؤلاء أسهموا في بناء ونهضة الدول التي هربوا اليها,هم الآن على استعداد للعودة والمساهمة في بناء مصر الجديدة,فهل من الممكن أن يأخذوا أيضا فرصتهم في بناء بلدهم..؟على مدى العقود الماضية انتشرت الوساطات والمحسوبيات ولم يكن للمجتهد نصيب،وتم استبعاد اوائل الكليات من التعيين في المناصب والوظائف الهامة في الدولة وبالتالي تم حرمان الدولة من الاستفادة من ابنائها المتفوقين,والآن ونحن نتطلع لبناء بلدنا يجب اعادة النظر في التعيين في الجهاز الاداري للدولة،واعطاء الفرصة للمتفوقين واوائل الخريجيين حتى يجنوا ثمار تفوقهم،وتشجيعاً لغيرهم على التفوق.أيضا هناك آلاف الشباب ممن حصلوا على درجات الماجستير والدكتوراه،كثير منهم لا يجد فرصة عمل ومن يعمل لا يُستفاد منه,مصر لم تفتقر أبدا للعقول المتميزة،ولكن المسئولين عنها تعمدوا افقارها باختيار أسوأ العناصر في كل المجالات,وهذا يذكرنا برجل المخابرات السوفيتي عميل أمريكا،والذي كان مسئولا عن اختيار القيادات،وكان دائما يختار اسوأ العناصر وتمت محاكمته بتهمة الخيانة العظمى،لأنه ساهم في إنهيار الاتحاد السوفيتي.نرجو في العهد الجديد وفي اطار سعينا لبناء بلدنا ان ننتقل من مجتمع المكافأة الي مجتمع الكفاءة،ونمنح أهل الخبرة الفرصة في كل المجالات،وعلى كافة المستويات،ليس فقط في المناصب الوزارية ولكن في المحافظين ووكلاء الوزارات والمصالح الحكومية والهيئات وشركات القطاع العام وحتى رؤساء الاحياء.وأتمنى أن نقضي على ظاهرة المجاملة بالوظائف الهامة خاصة للعسكريين،حيث كان يتم منحهم مناصب المحافظين ومجالس ادارة الشركات الكبرى وفي السلك الدبلوماسي والمحليات،وكان يتم منحهم هذه المناصب مكافأة لنهاية الخدمة,كل ذلك أدى الى هذا الكم الهائل من الفساد المالي والاداري وتدني مستوى الخدمات والتدهور الذي حدث في كل المجالات.مصر الجديدة لن يبنيها سوى أهل الخبرة والكفاءة من المصريين في الداخل أو الخارج،والتي أتمنى أن تأخذ فرصتها وان يكون شعار المرحلة هو الكفاءة والعدالة والمساواة دون أي تمييز بسبب الجنس أو الدين.كما أتمنى من رئيس الجمهورية أن يخيب ظننا ويستعين بالكفاءات الكثيرة من خارج جماعة الاخوان المسلمين،وضرب المثل في المصالحة واعلاء مصلحة الوطن فوق أي إعتبارات أخرى,الإختيار يجب أن يكون للأفضل بصرف النظر عن إنتمائه الحزبي أو الفكري وهذا هو الأختبار الحقيقي والصعب أمام الرئيس لأن السوابق غير مبشرة سواء في تشيكل لجان البرلمان أو الجمعية التأسيسية.مصر بحاجة الى كل عقول وسواعد ابنائها المخلصين.وإن شاء الله مصر بكرة أفضل