آراء حرة
يحيى حميد الفحام يكتب: إنسانيتنا . . جوهر وجودنا
منذ الخليقة والكل يسعى شعوراً منه الى توفير فرص العيش
لتأمين ديمومة الوجود بالتعايش مع الآخرين ضمن حركة المجتمع
حتى تطورت أساليب الأحساس بالتماس مع مصلحة الفرد
داخل محيطه الأقليمي لتوفير أمنه الغذائي والأجتماعي . .
لذا بادر بالتفكير لتطوير حلقات أهداف الصراع من أجل البقاء ألى أن
أصبحت تأخذ من أهتمام الجماعات والأمم والشعوب حيزاً كبيراً
لتأمين دورها والحفاظ على مكتسباتها مما نتج عنه كرد فعل
أدت الى أنقسامات نتجت عنها صراعات تباينت
أفكارها ونواياها أدت الى أبتعاد سبيل الأحساس الى التفكير بالتقارب
بين البشر كهدف أسمى لذا أنحسرت النظرة الى المصالح التي تقاس
على أساسها العلاقات المشتركة . . كما أن تعدد الثقافات والأتجاهات
على مر العصور أخذت تتسع بتوسيع رقعة الخلافات التي خلفت من ركام
الحروب مآسي يندى لها جبين الأنسانية إذكانت للأنانية والجهل والتعصب
دوراً مأساوياً هاماً أسهم في تأجيج روح الكراهية أتجاه الآخر
ولا زالت الأرض تتأرجح غضباً لتعصف حيث ما أشتهت عوامل الشر أن
تؤجج نار الحقد الموروث . .
بماذا نفسر أينما نحل ونرتحل في وطننا العربي خاصة والأسلامي عامة
نجد أكثر من حَمالة حطب ووجود أكثر من أبي لهب . .
ما أحوجنا الى بعضنا لبناء هيكلية منظومتنا الأجتماعية من جديد ؟ بعد أن
بعثرها وعبث بها أصحاب النوايا الخبيثة المغرضة تجار الحروب والمآسي
بهدف تمزيق كيانها . . وما أحوجنا مرة أخرى الى بعضنا لنعي دورنا
الحقيقي في الحياة لتعزيز دورنا الأنساني المتحضر . .
لماذا أدمنا على روح الكراهية حد الثمالة ؟ . .
لماذا قلَ دعاة الأصلاح وكثر دعاة التفريق والفتنة ؟ . .
لماذا لا ندعو الى وحدة الكلمة فيما بيننا بعيداً عن المسائل المعلقة ذات
الطابع الجدلي والعقيمة منها والتي هي حصراً من أختصاص أولياء الأمر منا ؟ . .
لماذا لا يضع كل واحد منا بصمة في الأتجاه الصحيح لردم الهوة
الفاصلة بيننا لغرض تقريب وجهات النظر وأصلاح ذات البَين ؟ . .
كم هوعظيم أن نسعى الى التفكير بأنسانيتنا عودة الى ذات الأهداف النبيلة
لتعزيز دورنا الأنساني الأسمى في الحياة وقوفاً عند دعوة الرسل والأنبياء
والصالحين عليهم السلام لتوفير المناخ الى نبذ الخلافات طريقاً الى السلام
إذن أين نحن اليوم إذا ما أردنا أن ننظر الى مستوى العلاقة فيما
بيننا نحن البشر . . بالتأكيد وكنتيجة لسِعة رقعة الخلافات نجد أننا
قد تطورنا كثيراً في صناعة ماكنة الشر حرصاً منا على أثبات وجودنا
وهو مؤشر واضح الى أن الجميع يسير الى الهاوية بأرادته . .
ومن كل ما تقدم من ظلم وأنتهاكات لحقوق الأنسان كانت
ولا تزال الشعوب التي أبتليت بشياطين السوء لا حول لها ولا قوة
تحت وطأة المتسلطين الذين أنجبتهم الأقدار وفرضتهم عوامل الخلل
الأجتماعي قسراً مما أباح لهم أن يكون لهم دوراً لأرباك المنظومات
الأجتماعية برمتها تحت العديد من المسميات التي أثقلت الفكر الأنساني
بأعباء الشذوذ الى الشرود الذهني لسلب كل عوامل التفكير الطليق
الى رحاب المعرفة . .
لقد حان الوقت الذي ننتظره من الجميع لكي يكون كل واحد منا
رسول سلام ومحبة لقطع الطريق أمام كل من يريد بالأنسانية سوءاً . .
أقطعوا الطريق أمام العابثين بمقدرات الشعوب وأصحاب المنافع الشخصية
بكلمة حق يرضاها الله سبحانه وأرفضوا الكلمة التي من وراءها
مآرب مغرضة سرعان ما تتحول الى حدث يرقص له أصحاب
القلوب الغليظة . . كونوا أحبة لبعضكم ولا تفتعلوا الأزمات فيما بينكم
والتي هي بالأساس لها خيوط يروم من خلالها المتربصون أستغلالها
أنا واحد منكم أشعر كما تشعرون وبما تفكرون رغم أنني مجرد جزء
من ذرة تسبح في فضاءات عالمنا المليء بالأحداث