مصر الكبرى
البحث عن إنجازات للرئيس
لم يمض الرئيس محمد مرسي ثمانية أيام فى القصر الجمهورى، ومع ذلك تنشط بعض وسائل الإعلام فى الحديث عن إنجازات الرئيس، والحديث عنه باعتباره يحمل عصا سحرية، يضرب بها المشكلات فيجرى حلها على الفور، وهو أمر غير صحيح بالمرة، ويترك تأثيرات سلبية على رئيس يتلمس خطاه فى الحكم.
بعد أيام قليلة فى القصر، أصدر الرئيس قرارا جمهوريا بمنح العاملين فى الدولة علاوة اجتماعية قدرها 15% من الراتب الأساسي، ورغم أن العلاوة كانت على جدول أعمال البرلمان قبل حله، ورغم أن العلاوة السنوية هى أمر اعتاد عليه الموظفون فى الدولة، طوال الجمهورية الأولى، فإن البعض حاول تسويق العلاوة باعتبارها فتحا مبينا للرئيس الجديد، وهى ليست كذلك على الإطلاق.ولعلنا جميعا نتذكر حين ترشح الرئيس السابق حسنى مبارك فى أول انتخابات رئاسية عام 2005، وضع مشروعا لزيادة مرتبات الموظفين بنسبة 100% خلال خمس سنوات، وسبق واعتدنا أن يحضر الرؤساء مبارك والسادات احتفالات عيد العمال ويلقى مكل منهما كلمة، وقبل أن يختم يسأله البعض المنحة يا ريس، فيرد: قررت صرف منحة قدرها كذا لجميع العاملين فى الدولة.. باختصار لم يخترع الريس مرسي أى جديد فى موضوع المنحة.القضية الثانية التى تحظى بزخم إعلامى ويعتبرها الكثيرون من أهم إنجازات الريس مرسي، موضوع ديوان المظالم الذى قرر الرئيس إنشاءه فى قصرى عابدين والقبة، ومعروف طبعا أن شكاوى المواطنين للرئيس كانت أمرا معروفا ودارجا، طوال حكم الرؤساء عبد الناصر والسادات ومبارك، حيث كان المواطنون يرسلون شكاويهم إلى قصر عابدين عن طريق البريد أو التلغراف، أو الحضور إلى القصر وتقديم الشكاوى.. إضافة إلى وجود لجنة فى مجلس الشعب تسمى الاقتراحات والشكاوى كانت تتلقى ألاف الشكاوى من المواطنين سنويا.القضية إذا ليست فى إنشاء ديوان للمظالم بقصر الرئاسة، أو تلقى الشكاوى بدون ديوان، أو وجود لجنة للاقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب.. القضية هى فى مدى توافر أليات بحث الشكاوى وحلها، وليس فى استخدامها كشو إعلامى للترويج للرئيس الجديد باعتبارها فتحا غير مسبوق.. وهو أمر غير حقيقى.. ويكاد يكون أشبه بالضحك على الذقون.