مصر الكبرى

06:59 مساءً EET

د. إلهام حمدان تكتب… أحد معانى التخلف

الحاضر أشبه بمحطة قطارات تتوسط بين الماضى بمحطاته العديدة والمستقبل بمحطاته التى هى تحت الإنشاء . بالنسبة لنا المستقبل هو حاضر الشعوب المتقدمة .

نستقبل فى محطتنا القطارات القادمة من هذا المستقبل محملة ببضائعه ، نلتقط تلك البضائع ونضعها فى القطار المتوجه للماضى . ونظل هكذا فى هذه المحطة مستوردين لبضائع المستقبل (حاضر الآخر المتقدم ) لنصدرها للماضى . تلك البضائع هى منتجات التكنولوجيا الحديثة . مثلا نستورد السلاح لنستخدمه فى المشاجرات وقطع الطريق والسرقات ونستورد التليفزيون لإعلام فاسد يكرس الفساد والتفكير السلفى عبر القنوات الدينية أو البرامج الدينية فى القنوات الأخرى . نستخدم النت فى ممارسة ألعاب الأطفال والشتائم ونشر الإشاعات . نستورد المحمول لاستخدامه فى أى شىء ما عدا الاتصالات الأساسية . التكنولوجيا فى أيدى المتخلفين هى المستقبل يسخر لتكريس الماضوية والسلفية . الإبداع بدعة والفن حرام والاختراع والبحث العلمى يلهى عن ذكر الله . لا نضيف للمعرفة الحديثة شيئا وإن درسناها لا نستفيد منها الإ بالنذر اليسير الذى يخدم الماضى مثل الحديث عن الإعجاز العلمى للقرآن الكريم ولبعض الأحاديث الشريفة ، بدلا من تمثل مابهما من قيم عظيمة قد تفتح لنا أبواب المستقبل . نختلف كثيرا حول المادة الثانية من الدستور تلك المادة التى لاجدوى منها ، لأن الشريعة ليست مرادفا للإسلام . السلفيون يطنون أنهم شريحة تشكل الأحزاب وتمارس الحكم إن استطاعت ، وهم أكثرنا صراحة إذ سموا أنفسهم سلفيين وقد يعارضهم الكثير منا دون أن ندرى أن الشعب المصرى كله سلفى لاحتفاله بالماضى دون المستقبل . حديثنا عن المستقبل دائما حديث بغبغة لأن من يتحدثون عنه يستخدمون لغة الماضى الذين هم فى عشقه غارقون ، وبأساليب سلوكه يتعاملون . وفى النهاية ،لعل هذه الكلمات أحد تفسيرات معنى التخلف

التعليقات