عرب وعالم
“اليونسكو”: واحة الأحساء مثال استثنائي لتفاعل البشر والبيئة
أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، أن واحة الأحساء تُعَد منظراً طبيعياً تراثياً وثقافياً فريداً، ومثالاً استثنائياً للتفاعل بين البشر والبيئة المحيطة بهم؛ مما أهّلها للتسجيل في قائمة التراث العالمي.
وقال بيان صادر عن “اليونسكو”: هذه الواحة الواقعة في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية، تزخر بالحدائق وقنوات الري وعيون المياه العذبة والآبار وبحيرة الأصفر ومبانٍ تاريخية ونسيجٍ حضري ومواقع أثرية تقف شاهدة على توطن البشر واستقرارهم في منطقة الخليج منذ العصر الحجري الحديث حتى يومنا هذا.
ونوّه البيان بالميزة التي تتفرد بها واحة الأحساء؛ حيث تُعَد أكبر واحات النخيل في العالم.
وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، قد أعلن عن تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي باليونسكو، خلال اجتماع لجنة التراث العالمي الذي عُقد في العاصمة البحرينية المنامة الجمعة 15 شوال 1438هـ؛ وذلك في فرع التراث الثقافي، كخامس موقع سعودي يضم للقائمة بعد موقع مدائن صالح في عام 1429هـ/ 2008م، وحي الطريف بالدرعية التاريخية عام 1431هـ/ 2010م، وجدة التاريخية عام 1435هـ/ 2014م، ومواقع الرسوم الصخرية في موقعيْ جبة والشويمس بمنطقة حائل في 1436هـ / 2015م.
وتقع واحة الأحساء في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، على مساحة إجمالية تفوق 85 كم2، وتشكّل مشهداً ثقافياً متطوراً يحتوي على بساتين النخيل، والقنوات، والعيون، والآبار، وبحيرة الصرف المائي، ومناطق أثرية شاسعة، ومجموعة مختارة من التراث العمراني داخل مستوطناتها التاريخية، التي تجسّد أهمية الواحة باعتبارها مستوطنة تقليدية كبرى طوال 500 عام الماضية.
وتمتلك واحة الأحساء “طوبوغرافية” واضحة تتمثل في مجموعة العناصر؛ كالعيون المائية، والكهوف، والجبال، والسهول، والقنوات الحديثة والتاريخية، وأساليب رفع المياه، والمستوطنات البشرية ومناطق الصرف الطبيعية.
وتعتبر واحة الأحساء، أكبرَ واحة في العالم، وقد حافظت على تماسك جغرافيتها الأصلية ووظائفها الاقتصادية والاجتماعية كمركز زراعي رئيسي لشبه الجزيرة العربية، ومركز اقتصادي مهم يرتبط منذ الحضارات العالية إلى بقية الخليج والعالم.
وتضمّ الواحة عدداً من المعالم التي أهّلتها لتكون ضمن مواقع التراث العالمي، مثل سوق القيصرية التراثي، والمدرسة الأميرية “بيت الثقافة”، ومسجد جواثي التاريخي، وقصر إبراهيم، وبيت البيعة “الملا”، إضافة إلى واحة نخيل الأحساء، التي تحوي عدداً من المباني والمواقع التراثية والطبيعية وغيرها.