عرب وعالم

01:32 مساءً EET

عبدالله بن زايد.. البطل الديبلوماسي الذي لا يتعب‎

أشاد البروفسور جمال سند السويدي بالمكانة البارزة التي تتمتع بها الإمارات العربيّة المتحدة على الصعيد العالمي، لافتاً في مقال رأي ضمن صحيفة “غلف نيوز”الإماراتيّة، إلى أنّ عدد الدول التي بإمكان الإماراتيين زيارتها من دون تأشيرة مرور بلغ 152 دولة ومن المرجح أن يتصاعد بعد.

وحين يُصنَّف جواز المرور الإماراتي بأنه الأول في الشرق الأوسط والعالم العربي والرابع عشر على المستوى الدولي وحين تُعزز الشراكات الإماراتية الاستراتيجية في الشرق والغرب، وحين يشعر الإماراتيون حول العالم بأنهم في وطنهم بفضل العناية التي يحصلون عليها من سفاراتهم، عندها يصبح واضحاً أنّ هذه الإنجازات هي ثمرة عمل ديبلوماسي نشيط يتميز بالفاعلية والمهنية والفهم العميق لأهدافه ووظائفه.

يقود هذا النشاط الديبلوماسي وزير متخصص كرّس نفسه للمهمة وقد حقق إنجازات كبيرة من دون ضجة أو دعاية. هذا الرجل هو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجيّة والتعاون الدولي والوجه المشع لسياسة الإمارات الخارجية. وهو يقود الديبلوماسية الوطنية نحو نجاحات مستمرة مدافعاً بوعي وإيمان عن مصالح وحضور الإمارات إقليمياً ودولياً. يجسد الشيخ عبدالله نهضة البلاد وقيمها وأسسها ومبادئها الراسخة والتي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي تبنتها وعززتها القيادة الحكيمة التي يرأسها سموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وهذا ما جعل الإمارات عنصراً جوهرياً في المعادلة الإقليمية والدولية.

أولويات الديبلوماسية الإماراتية
لا تأتي الإنجازات الديبلوماسية التي تحققت تحت قيادة الشيخ عبدالله من فراغ بل هي مبنية على رؤيته وفلسفته ومقاربته للعمل الديبلوماسي. فالشيخ عبدالله بن زايد هو أولاً الابن الجدير لمدرسة الشيخ زايد وهو يضع الإماراتيين في الداخل والخارج في مقدمة اهتمامات القيادة. يتبع هذه المدرسة ويجسدها الشيخ خليفة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب الرئيس ورئيس الحكومة الإماراتية وحاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكذلك إخوتهم في الإمارات الأخرى. عبر الاستلهام من مدرسته وتطبيق فلسفة القيادة الرشيدة، يقارب الشيخ عبدالله سعادة المواطنين الإماراتيين على رأس أولويات العمل الديبلوماسي الإماراتي. يتمّ ذلك من خلال إعطائهم إمكانية الوصول إلى دول حول العالم من أجل العمل، السياحة، العلاج الطبي والتعليم من دون تأشيرة مرور وأيضاً من خلال تأمين عناية شاملة لهم في الخارج عبر البعثات الديبلوماسية لخدمتهم. وتستجيب هذه البعثات سريعاً لحل المشاكل وتخطي العراقيل التي قد يواجهها الإماراتيون حول العالم.

استراتيجية الوزارة
إنّ وزارة الخارجية الإماراتية مهتمة جداً بخدمة مواطنيها وضمان سعادتهم كما برهنت ذلك استراتيجية الوزارة 2017-2021 التي تم إطلاقها في فبراير (شباط) 2017. وتتضمن الاستراتيجية خدمة المواطنين بامتياز كهدف أول للوزارة، وتظهر حرص الإمارات على جعل جواز سفرها واحداً من أقوى خمسة جوازات سفر في العالم سنة 2021. وبسبب وجود فهم عميق لدور الديبلوماسية في خدمة التنمية الوطنية، يسعى الشيخ عبدالله بن زايد جاهداً لتعزيز علاقات الإمارات التجارية والاقتصادية مع مختلف دول العالم. يعكس هذا الدور وعيه الكامل لأهمية هذه العلاقات في خدمة رؤية التنمية الإماراتية المبنية على التنوع الاقتصادي وتعددية الموارد استعداداً لعصر ما بعد النفط. والالتزام بتعزيز العلاقات الخارجية للإمارات ليس محصوراً بالمستوى السياسي بل أيضاً بالمستويات الفكرية والاجتماعية والثقافية. لهذا السبب، لا تقتصر الزيارات الخارجية للشيخ عبدالله على الاجتماعات السياسية التقليدية بل يستهدف أيضاً لقاء رجال الأعمال والمستثمرين ومراكز الأبحاث والبرلمانات ودوائر نفوذ أخرى.

مخاطبة العالم الخارجي
يتوجه الشيخ عبدالله بن زايد إلى الرأي العام العالمي من خلال نشر المقالات في الصحف الأجنبية والعربية حيث يبرز نظرة الإمارات إلى عدد من المسائل المتنوعة، ممّا أعطى دفعاً لصورة البلاد في الرأي العام العالمي معززاً القوة الناعمة للإمارات ومشدداً على مواقفها المتوازنة ومبادراتها الحضارية وإنجازاتها الإنمائية حول العالم. وهو يؤمن أيضاً بأنّ الديبلوماسية الفعالة تأخذ المبادرة وتسعى إلى استغلال الفرص بثقة ذاتية ومراكمة العلاقات والمصالح وإدراك المتغيرات الدولية المستمرة التي تعدّل بدورها المواقف والعلاقات والتوجهات والتحالفات. ويتطلب هذا الأمر يقظة واضحة لمتابعة التطورات والأحداث. وبرزت دينامية الشيخ عبدالله المتواصلة والفعالة في المعركة الديبلوماسية لاستضافة مقرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة سنة 2009.

كيف حقق طموحاته؟
وكان للشيخ عبدالله بن زايد دور أساسي في الصراع الديبلوماسي لكسب معرض أكسبو 2020 بفضل نشاطه الديبلوماسي واستثماره طويلاً في العلاقات مع مسؤولين من مختلف دول العالم. وتكللت هذه الجهود بالنجاح على الرغم من وجود منافسة حادة من دول أخرى ذات تاريخ ديبلوماسي طويل. وكان الشيخ عبدالله على دراية تامة بأنّ تحقيق أهدافه الطموحة يتطلب فريق عمل متميزاً. لذلك أعاد هيكلة الوزارة مطوّراً خططاً واستراتيجيات واضحة وعمل على تشكيل كوادر وطنية مؤهلة ومدربة وقادرة على التحرك والتواصل وفهم مسار الأحداث إقليمياً ودولياً.

يذكر البروفسور كيف شعر بامتلاك الشيخ عبدالله بن زايد سمات الإبداع والتميز منذ أن كان طالب علوم سياسية في الجامعة الإماراتية متوقعاً أن يكون له مستقبل مشرق في خدمة بلاده. على ضوء الإنجازات العظيمة التي حققها، يخلص الكاتب إلى أنّ الشيخ عبدالله يمثل مدرسة ديبلوماسية متميزة لا على المستويين العربي والإقليمي وحسب بل أيضاً على المستوى العالمي.

 

التعليقات