تحقيقات
انتصارات التحالف في الحديدة تكشف تآمر النظام القطري مع إيران
دخلت العلاقات الإيرانية القطرية مرحلة جديدة، تكشف عمق حلف الشر بين تنظيم الحمدين ونظام الملالي، في الوقت الذي تحقق فيه قوات التحالف العربي والمقاومة اليمنية تقدماً سريعاً في الحديدة، فضح انزعاج طهران في اتصال هاتفي بين الرئيس الإيراني حسن روحاني وأمير قطر تميم بن حمد، من التراجع الكبير لميليشيا الحوثي الموالية لها في اليمن.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، أكد روحاني في اتصاله الهاتفي مع أمير قطر، أن “الأزمة اليمنية ليس لها حل عسكري وينبغي أن تحل من خلال القنوات السياسية”.
تعزيز الفوضى
وقالت صحيفة “عكاظ” السعودية، اليوم الثلاثاء، إن الاتصال بين أمير قطر والرئيس الإيراني هو الثاني في أقل من شهر، وجاء تأكيداً من قبل الأمير تميم بن حمد لمتابعته الشخصية لتطوير علاقة بلاده مع نظام الملالي، كما شدد فيه على أن الدوحة “لن تنسى مواقف الحكومة الإيرانية”.
وعلقت الصحيفة على الاتصال الهاتفي قائلةً: “يبدو أن البلدين اللذين يواجهان العزلة بسبب تورطهما في دعم الإرهاب وبث خطاب الكراهية وتغذية الفوضى في المنطقة، متفقان في وجهات النظر حيال العديد من القضايا، إذ لفت الرئيس الإيراني حسن روحاني، المتورطة بلاده في دعم ميليشيا الحوثي الإرهابية بالسلاح والصواريخ الباليستية، إلى أنه لا حل عسكرياً في اليمن، في مراوغة سياسية مفضوحة”.
تحالف تآمري
وقالت صحيفة “البيان” الإماراتية، إن “المكالمة الهاتفية أتت على وقع تسارع عمليات القوات اليمنية المشتركة المدعومة من التحالف العربي، لتحرير الحديدة ومينائها من سطوة ميليشيا الحوثي الإيرانية”.
وأَضافت الصحيفة: “من الواضح أن الانتصارات الباهرة التي يحققها تحالف دعم الشرعية في اليمن وما ستمهد له من تدفق المساعدات الإنسانية والمواد الأولية لملايين اليمنيين في شمال اليمن، والدفع قدماً بالعملية السياسية، وإعلان بداية نهاية مشروع إيران، لم ترق لتميم بن حمد الذي سارع إلى التأكيد مجدداً وقوفه إلى جانب نظام الملالي، في مواجهة محيطه العربي”.
وقالت الصحيفة نقلاً عن وكالة “مهر” الإيرانية، إن “روحاني وتميم، وتحت زعم تبادل التهاني بشأن العيد، تغزلا بالعلاقة الوطيدة التي تربط بين بلديهما، إذ جاهر تميم بأنه يقف شخصياً وراء تعزيز العلاقات، فيما لم يختلف رد روحاني، الذي رد تحية تميم، بتأكيد وقوف إيران إلى جانب تنظيم الحمدين في أزمته الناجمة عن قطع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، علاقتها مع قطر”.
وكشفت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، أن “روحاني أعرب عن قلقه تجاه مسار التطورات الميدانية في ميناء الحديدة، وتراجع الحوثيين الموالين لطهران”.
اختراق دبلوماسي
وأكدت صحيفة “العرب” اللندنية من جهتها، أن تصريح أمير قطر في المكالمة مع روحاني لا يمثل مفاجأة في واقع الصراع السياسي في المنطقة، لكنه بمثابة اختراق على المستوى الدبلوماسي، الذي عادة ما يشهد تحفظاً في تبني مواقف مثيرة للجدل، خصوصاً على مستوى زعماء دول.
وقالت الصحيفة أيضاً، أن هذا الموقف، الذي جاء في توقيت حساس للغاية، يُمثل مخرجاً لإيران من إجماع دولي ضدها، ويتشكل تدريجياً للضغط عليها لوقف تمويل ميليشيات مذهبية وسياسات طائفية تعصف بدول المنطقة، وتشكل وقوداً لحروب أهلية دائرة في عدة دول.
وأكدت “العرب” أن موقف تميم من إيران، يشير إلى حسم قطر مواقفها بالانتقال بشكل نهائي إلى معسكر إقليمي تقوده إيران على حساب منطقة الخليج واستقرارها، طالما أن الظروف في المنطقة لم تعد مواتية لتحقيق مصالح قطر الضيقة.
يقول مراقبون، إن تهنئة أمير قطر بعيد الفطر، ليست موضوع المكالمة الحقيقي بينهما، مؤكدة أن العنصر الجوهري في المكالمة يتمحور في توقيتها، الذي يتزامن مع “احتدام معركة الحديدة الدائرة حالياً بين المقاومة اليمنية المدعومة من السعودية والإمارات، والميليشيات الحوثية التي تحظى بإسناد من عناصر من حزب الله اللبناني، ودعم مباشر من طهران”.