كتاب 11
02:40 مساءً EET
عرس وتغيير… ورسائل!
من كان لديه شكوك وظنون بأن العالم لا يتغير، فما عليه إلا أن يتابع مراسم الزواج الملكي البريطاني بين الأمير هاري والممثلة الأميركية ميغان ماركل.
العائلة المالكة البريطانية هي مؤسسة عريقة وقديمة بالجذور التقليدية، فهي «مؤسسة» تبلغ من العمر أكثر من ألف عام، عاصرت العديد من التحديات والمآسي والأفراح، ولكن دائماً ضمن الالتزام النصي والصارم بالأصول والقواعد من العادات والتقاليد المقيدة. ولكن هذا الزواج كان إيذاناً صريحاً بأن هذه المؤسسة العريقة أقبلت وقبلت التغيير؛ «قبول» ميغان ماركل، المطلقة الأميركية صاحبة العرق الثنائي، فهي من أم أفريقية الأصول وأب أوروبي، وكل هذه الصفات كانت من «المحظورات» في شروط قبول أي عروس لأي من أفراد الأسرة المالكة البريطانية. أيضاً وجود فرقة أداء كورالي من أصول أفريقية داخل كنيسة سان جورج للأسرة المالكة البريطانية ينشدون أغاني حماسية ومناسبة للزواج الملكي، وكذلك وجود أكثر من قس من طوائف مسيحية أخرى (من أصول أفريقية أيضاً).
العائلة المالكة في بريطانيا أدركت أنها الآن جزء من العالم، وأنها أيضاً اليوم جزء من عالم متغير، وبالرغم من كون العائلة المالكة البريطانية تحكم نظرياً عن طريق دول الكومنولث أكثر من 44 دولة حول العالم من كندا إلى أستراليا، ولكن هذا التنوع في الثقافات والأعراق والحضارات لم ينعكس من قبل على ثقافة القبول للآخر داخل الأسرة المالكة البريطانية، ولكنها اليوم تبعث برسائل كثيرة مهمة ومتنوعة بأنها هي الأخرى تتغير وتتبدل وتتطور، وقد تكون هي آخر الأسر المالكة الأرستقراطية العريقة المستمرة في أوروبا قبولاً للتغيير، خصوصاً بما حصل في الأسر المالكة الهولندية والبلجيكية والإسبانية والدول الإسكندنافية التي كانت أكثر تقدمية وقبولاً في ترحيبها بالآخرين وثقافتهم.
رغم حالة «الشعبوية» المؤقتة التي جاءت بأشكال ورموز عنصرية بغيضة في سياساتها وتوجهاتها، فإن الطرح العنصري البغيض الذي يميز ويفرق الناس على أسس دينية وعرقية وطائفية وعشائرية ومذهبية ومناطقية لا مكان له بين الأمم السوية اليوم، وأن آخر المعاقل الكبرى التي كانت «تقاوم» التغيير والقبول والانفتاح بحجة الحفاظ على التراث والأصول والعراقة كلها تتآكل وتتفتت أمام الضغوطات الأخلاقية التي باتت تعيب وتجرم أياً من أشكال التمييز والتطرف العنصري.
العرس الملكي البريطاني بالإضافة إلى أنه كان مناسبة سعيدة، كان كذلك مناسبة للاحتفال بسقوط حاجز آخر من حواجز التمييز، والاحتفال بانتصار الفطرة السليمة للبشر على شهوات وغرائز الشر لإرساء التمييز بينهم تارة بالسياسة، وتارة بالدين، وتارة باسم العادات والتراث والتقاليد، والدين من كل ذلك براء.
الفطرة البشرية ميالة للخير، وترفض الفطرة الطبيعية كل أشكال الشر العنصري. لعل أبلغ تعليق على التغيير الذي طال مؤسسة العائلة المالكة البريطانية هو ما قاله مذيع أميركي: الأسرة المالكة البريطانية مؤسسة عريقة في المحافظة على تقاليدها، ولكنها أدركت أهمية التغيير بعد الحرب العالمية الأولى، فغيرت اسم الأسرة «الألماني» إلى اسم «إنجليزي»، وأصبح اسمها رسمياً «بيت وندسور»، واليوم المؤسسة نفسها ترى التغيير واجباً وليس اختياراً.
العائلة المالكة البريطانية هي مؤسسة عريقة وقديمة بالجذور التقليدية، فهي «مؤسسة» تبلغ من العمر أكثر من ألف عام، عاصرت العديد من التحديات والمآسي والأفراح، ولكن دائماً ضمن الالتزام النصي والصارم بالأصول والقواعد من العادات والتقاليد المقيدة. ولكن هذا الزواج كان إيذاناً صريحاً بأن هذه المؤسسة العريقة أقبلت وقبلت التغيير؛ «قبول» ميغان ماركل، المطلقة الأميركية صاحبة العرق الثنائي، فهي من أم أفريقية الأصول وأب أوروبي، وكل هذه الصفات كانت من «المحظورات» في شروط قبول أي عروس لأي من أفراد الأسرة المالكة البريطانية. أيضاً وجود فرقة أداء كورالي من أصول أفريقية داخل كنيسة سان جورج للأسرة المالكة البريطانية ينشدون أغاني حماسية ومناسبة للزواج الملكي، وكذلك وجود أكثر من قس من طوائف مسيحية أخرى (من أصول أفريقية أيضاً).
العائلة المالكة في بريطانيا أدركت أنها الآن جزء من العالم، وأنها أيضاً اليوم جزء من عالم متغير، وبالرغم من كون العائلة المالكة البريطانية تحكم نظرياً عن طريق دول الكومنولث أكثر من 44 دولة حول العالم من كندا إلى أستراليا، ولكن هذا التنوع في الثقافات والأعراق والحضارات لم ينعكس من قبل على ثقافة القبول للآخر داخل الأسرة المالكة البريطانية، ولكنها اليوم تبعث برسائل كثيرة مهمة ومتنوعة بأنها هي الأخرى تتغير وتتبدل وتتطور، وقد تكون هي آخر الأسر المالكة الأرستقراطية العريقة المستمرة في أوروبا قبولاً للتغيير، خصوصاً بما حصل في الأسر المالكة الهولندية والبلجيكية والإسبانية والدول الإسكندنافية التي كانت أكثر تقدمية وقبولاً في ترحيبها بالآخرين وثقافتهم.
رغم حالة «الشعبوية» المؤقتة التي جاءت بأشكال ورموز عنصرية بغيضة في سياساتها وتوجهاتها، فإن الطرح العنصري البغيض الذي يميز ويفرق الناس على أسس دينية وعرقية وطائفية وعشائرية ومذهبية ومناطقية لا مكان له بين الأمم السوية اليوم، وأن آخر المعاقل الكبرى التي كانت «تقاوم» التغيير والقبول والانفتاح بحجة الحفاظ على التراث والأصول والعراقة كلها تتآكل وتتفتت أمام الضغوطات الأخلاقية التي باتت تعيب وتجرم أياً من أشكال التمييز والتطرف العنصري.
العرس الملكي البريطاني بالإضافة إلى أنه كان مناسبة سعيدة، كان كذلك مناسبة للاحتفال بسقوط حاجز آخر من حواجز التمييز، والاحتفال بانتصار الفطرة السليمة للبشر على شهوات وغرائز الشر لإرساء التمييز بينهم تارة بالسياسة، وتارة بالدين، وتارة باسم العادات والتراث والتقاليد، والدين من كل ذلك براء.
الفطرة البشرية ميالة للخير، وترفض الفطرة الطبيعية كل أشكال الشر العنصري. لعل أبلغ تعليق على التغيير الذي طال مؤسسة العائلة المالكة البريطانية هو ما قاله مذيع أميركي: الأسرة المالكة البريطانية مؤسسة عريقة في المحافظة على تقاليدها، ولكنها أدركت أهمية التغيير بعد الحرب العالمية الأولى، فغيرت اسم الأسرة «الألماني» إلى اسم «إنجليزي»، وأصبح اسمها رسمياً «بيت وندسور»، واليوم المؤسسة نفسها ترى التغيير واجباً وليس اختياراً.