عرب وعالم
تميم يفتح أبواب الدوحة للحرس الثوري الإيراني
فاض الكيل بالرباط من العبث الإيرانى باستقرار المملكة وأمنها فأعلنت قطع علاقتها مجددا مع طهران وطرد سفيرها، وذلك بعد أن تأكدت من وقوفها خلف دعم جبهة البوليساريو عسكريا ولوجستيا للانفصال عن المغرب وهو الأمر الذى تعتبره أمن قومى وخط أحمر لا يمكن غض البصر عنه.
موقف المغرب لاقى دعما كبيرا من قبل عدد من الدول فى مقدمتها السعودية والإمارات والبحرين وهى الدول التى طالما حذرت الوطن العربى من الخطر الإيرانى المتمدد، وبالطبع فالدعم من قبل الثلاثى الخليجى للمغرب أمر مفهوما ومبررا، أما ما ليس له محل من الإعراب فى تلك الأزمة هو التداخل القطرى الغير مفهوم، حيث أعلنت إمارة الإرهاب التى فتحت أبوابها على مصراعيها للحرس الثورى الإيرانى عقب مقاطعة الرباعى العربى لها دعمها للمغرب، فى موقف أثار علامات استفهام كثيرة حول كيف يفكر حكام الإمارة.
موقف تميم الداعم للمغرب تم تفسيره من قبل المراقبين على أنه محاولة لاتخاذ مواقف مماثلة للثلاثى الخليجى من أجل غسل السمعة، بعد أن صار معروفا أن إمارة الإرهاب تحولت خلال الأشهر الماضية إلى محافظة إيرانية وتحولت الدوحة إلى داعم رئيسى لسلوك طهران تجاه الملفات الإقليمية وتدخلها فى الشئون العربية كما يحدث فى سوريا واليمن، فى حين اعتبرها آخرون محاولة للتنصل من علاقة قطر المعروفة بالبوليساريو وتقديمها هى الآخر دعما لهم.
وأعربت قطر، عن تضامنها العميق والكامل مع المملكة المغربية فى “المحافظة على سلامة ووحدة أراضيها فى وجه أى محاولات تستهدف تقويض هذه الوحدة، أو تستهدف أمنها وسلامة مواطنيها”، وشددت وزارة الخارجية، فى بيان بثته وكالة الأنباء القطرية على “أهمية احترام المبادئ التى تحكم العلاقات بين الدول وفى مقدمتها احترام السيادة”، وكذا “عدم التدخل فى شئونها الداخلية وحل الخلافات بالحوار ومن خلال الوسائل والطرق السلمية المتعارف عليها دوليا”.
اللعبة القطرية لم تخل على المسئولين فى المغرب، حيث قالت مصادر مطلعة لصحيفة المغرب اليومية أن قطر تجنبت ذكر إيران فى بيانها، ودعت إلى الحوار بمعنى وكأنها غير موافقة على قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران وذلك بحكم العلاقات التى تجمع بين النظامين القطرى والإيرانى، ومن المعلوم أن قطر بدورها سبق أن تمت الإشارة إلى جزء من علاقتها بالبوليساريو، حيث سبق أن منحت طائرة لزعيم الانفصاليين إبراهيم غالى للتنقل لبعض الدول الأفريقية وقدمت مساعدات إنسانية للجبهة، ما أثار تساؤل العديد من المهتمين والمتتبعين حينذاك.
علاقات قطر بالبوليساريو ليست خافية على أحد، فقبل أيام من قرار المغرب بقطع العلاقات اتهم على النعيمى، رئيس دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبى، دولة قطر باستهداف أمن واستقرار المغرب، عبر توفير الدعم لجبهة البوليساريو الانفصالية، من خلال قناة “الجزيرة”، الذراع الإعلامى لقطر.
وكتب النعيمى فى تدوينة له بحسابه الشخصى فى “تويتر” أن “صناعة الفوضى ودعم كل من يزعزع استقرار الدول العربية هو نهج النظام القطرى باستخدام مختلف الوسائل المتاحة، وبالذات الإعلام”.، وضرب مثلا باستهداف قطر لأمن المغرب عبر ذراعها الإعلامى الشهير، قائلا: “وكمثال على ذلك، هو استهداف أمن المغرب الشقيق من خلال دعم قناة الجزيرة لمنظمة البوليساريو”.
وأعقب الأكاديمى الإماراتى تغريدته الأولى بتغريدة ثانية اتهم ضمنها دولة قطر بتخصيص أموال الشعب القطرى “لدعم كل الجماعات التى تستهدف أمن واستقرار كل الدول العربية دون استثناء”.، وأكد رئيس دائرة التعليم والمعرفة بأبو ظبى اتهامه لقطر باستهداف أمن المغرب، عبر دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، بقوله: “يأتى دعم الجزيرة للبوليساريو فى إطار دعم النظام القطرى لكل خائن لوطنه”.
وفى إحدى الخرائط المعتمدة لدى جمعية قطر الخيرية، وهى إحدى الجمعيات المعروفة بدورها فى تمويل الميليشيات المسلحة، وضعت منطقة الصحراء الغربية باعتبارها منطقة مستقلة عن دولة المغرب، وهو الموقف الذى كان من الصعب تفسيره.
وعلق الإعلامى السعودى عبدالعزيز الخميس على البيان قائلا: “للنفاق… دوحة واحدة.. هى عند الحمدين … الله يخلصها من شرورهم وتعود لأهلها … لا ذكر لإيران أبدا فى البيان… خواف وجبان ومنافق… المغرب نصت على إيران والحمدين لا يستطيعون التصريح .. سلبت عروبتهم تماما”.
وعلق الصحفى السعودى منصور الخميس على بيان قطر عبر صفحته بموقع تويتر إن قطر نفسها تدعم جبهة البوليساريو استنادا إلى تغطية قناة الجزيرة التى تعتبر الناطق بلسان سياسات الدوحة وتوجهاتها فى المنطقة، وكتب فى تغريدة “الدعم القطرى لا يختلف عن الدعم الايرانى لجبهة البوليساريو على الأقل من الجانب الاعلامى من خلال قناة الجزيرة حيث أصبحت الجزيرة الناطق الرسمى لجبهة البوليساريو وصوتها للعالم فمن خلال هذا الدعم تمكنت الجبهة من جمع المؤيدين لها وتفاقم الأزمة بين الحكومة المغربية والجبهة”.
وقال المحلل السياسى المغربى بوستة الهاشمى لصحيفة إرم نيوز الإماراتية إن “امتناع قطر عن ذكر إيران يظهر الحرج الذى أوقعت فيه الدوحة نفسها جراء تنامى علاقاتها مع طهران التى تبدو مصممة على زعزعة أمن العرب من المحيط إلى الخليجى”.
وأضاف أن البيان القطرى يبدو كردة فعل لـ”حفظ ماء الوجه، مقارنة بالمواقف الصريحة والواضحة من السعودية والإمارات والبحرين فى دعمها للمغرب، وذهب محللون ومعلقون آخرون إلى أن هذه الفوارق فى المواقف قد تدفع المغرب إلى مراجعة نظرتها لأزمة قطر مع جيرانها الخليجيين.
وقال المحلل السياسى خالد الزعتر إن “الحياد المغربى فى الأزمة القطرية كان نتاجه قطع العلاقات مع إيران، وقريبا ستتخذ المغرب موقفا تجاه قطر، لأنه لايوجد مشروع لإيران بدون دعم قطر، من كان يراهن على الحياد تجاه أزمة قطر سوف يكتشف فيما بعد أن الدوحة هى المستهدف الرئيس لأمنه واستقراره”.