عرب وعالم
في حديثه لصحيفة “لوفيغارو”.. أنور قرقاش: على قطر احترام تعهداتها والوفاء بها
أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي يشارك في المؤتمر الدولي حول مكافحة الإرهاب باريس الذي انطلق اليوم الخميس، لصحيفة “لوفيغارو” أن دول الخليج اليوم في موقع أفضل لمكافحة تمويل الإرهاب، لافتاً إلى ضرورة مواصلة الجهود في هذا الشأن، وأهمية التوصل إلى رقابة أكبر على “المال الخاص” الذي يمول التطرف، معتبراً أن “هذه النقطة هي أحد محاور خلافنا الرئيسية مع قطر”.
+لوفيغارو: اتُهمت دول الخليج طويلاً بغض النظر عن تمويل إرهاب. أين أنتم حالياً من هذا الموضوع؟
– أنور قرقاش: ربما لم تُقدر دول الخليج خطر هذه الظاهرة بما يكفي في البداية، فاستفاد الإرهابيون من أحداث مثل حرب أفغانستان والثورة في إيران من أجل التأثير على الخطابات العامة. وقبلت دول عدة هذا الخطاب. ولكن تغير المشهد حالياً، واختفت المناطق الرمادية التي يمكننا التسامح فيها مع الإرهاب دفاعاً عن بعض القضايا. الجماعات المتطرفة مثل الإخوان المسلمين الذين استغلوا هذا الغموص، هي في موقف ضعيف.
هذا لا يعني أننا ربحنا الحرب على الإرهاب، ولكننا حالياً في موقف أفضل. في الإمارات العربية المتحدة، تشددنا باكراً على أن تشمل الحملة على الإرهاب هذا الشق المالي لتجفيف منابع الأموال التي تصل الى الإرهابيين، ولكن المعركة تشمل أيضاً رداً على مضمون الرسائل المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
على الصعيد الدولي، أصبحت تحالفاتنا ضد الإرهاب أكثر قوة، ولكن علينا مواصلة جهودنا، لهذا السبب يكتسب هذا المؤتمر الذي يعالج تمويل التطرف بمعناه الواسع، أهميةً كبرى.
+بعض المنظمات غير الحكومة الخليجية تمول مشاريع في أوروبا أو افريقيا تحت غطاء الأعمال الخيرية. هل تعي أوروبا ذلك؟
-هذه مشكلة كبرى، هذه المنظمات غير الحكومية أو المنظمات القريبة من حكومات تمول في الواقع إرهابيين، ومساجد متطرفة أو تؤثر على جماعات، مثل فرع القاعدة في سوريا، هي أحد مظاهر خلافاتنا مع قطر.
علينا التوصل إلى رقابة أكبر على هذا “المال الخاص” المزعوم. نعرف أن بعض هذه المنظمات غير الحكومية مرتبط بحكومات. يجب ألا ننسى أن “المال الخاص” يصل إلى أوروبا، حيث يشكل التطرف تهديداً قوياً.
+هل بذلت قطر جهوداً في ما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب؟
-نعم ولا. تدرك قطر أنها تواجه ضغوطاً من جيرانها، فقدمت تعهدات، لكن عليها أن تحترمها. وفي الفترة الأخيرة، نشرت قطر لائحة بأسماء ممولي الإرهاب، لكننا رأينا رئيس الوزراء يحضر زفاف نجل أحد الممولين الرئيسيين لهذه الظاهرة.
ولذلك لا يجب أن تستغل قطر مؤتمر باريس مناسبةً للعلاقات العامة، للتظاهر بأنها أوفت فعلاً بالمطلوب منها.
+ في الإمارات، تتهم مصارف بالتراخي مع المال القذر أو الذي يمول الإرهاب؟
-في هذه النقط بالذات، قوانيننا صارمة ونطبقها. ومع اقتصادنا مفتوح، ومجتمعنا متنوع. يُمكن أن تكون هناك ثغرات، ولكن بمجرد ظهور أدلة على ذلك، لا نتردد في التصدي لهذه التحويلات المشبوهة.