عرب وعالم
أزمة داخلية في نظام الملالي تبرز نفسها في الصراع بين الحكومة وقوات الحرس
ألقى روحاني ونائبه الأول جهانكيري كلمة في اجتماع تحت عنوان التشاور بين المديرين الحكوميين الأقدمين. وهجم روحاني الذي تهكم على قوات الحرس في مراسم يوم الجيش في 18 إبريل على الأخيرة بكل صراحة هذه المرة وحشّد الجهاز الحكومي فيما يتعلق بهذا الأمر حيث خاطب المديرين قائلا: «لزم بعض المديرون الحكوميون الصمت كصيام الصمت … ولا أعرف مما يخافون، وعلى كل واحد في أي مركز حكومي وأي مستوى إداري أن يعرف بأنه يحظى بالقابلية وذلك طبقا للدستور والواجب الشرعي وعليه القيام بواجبه وإذا يخاف من مجرد تقطيب الجبين بوجههم من قبل هذا وذاك فليستقيل …». وذهب روحاني أبعد حيث أعلن عن مكانته بأنها في مستوى خامنئي أو حتى أعلى من الناحية التنفيذية في موازين القوى لصراع السلطة داخل النظام وهكذا أصر على حله.
ولكن السؤال الجدير بالتأمل والاهتمام هو لماذا يهجم روحاني بهذا الشكل على الطرف المقابل محرضا المديرين في الأجهزة الحكومية على الوقوف في وجه ما تفرضه قوات الحرس؟ في الحقيقة يعتمد روحاني على الظروف المتردية والمتأزمة للنظام وعجز خامنئي. كما يستند أحمدي نجاد هو الآخر إلى هذه الظروف المتأزمة كالتالي: • النظام على عتبة نهاية الموعد النهائي والعقوبات الخانقة والعزلة الإقليمية والدولية على الأبواب. • الظروف الاقتصادية المتفاقمة وارتفاع قيمة العملة بشكل مخيف. • الظروف المحتقنة والتفجيرية في المجتمع، في كازرون وخوزستان والأهواز المزارعين في مدينة أصفهان ومدن كردستان وطهران وإلى ما ذلك فضلا عن الشعارات غير المسبوقة كـ«نحن الرجال والنساء المناضلين» و«عدونا هنا» وما شابهها …
وفي هذا الاجتماع حذر جهانكيري النائب الأول لروحاني العصابة المتنافسة من خطورة الظروف وإذا ما لا تنتبهون فتتحول المشكلات إلى تحديات سياسية واجتماعية وأمنية. وقال إننا واقفون بجانب النظام والقيادة، رغم كل الانتقادات، واقفون معا حتى الرمق الأخير.
ورغم ذلك، يظل خامنئي صامتا وصمته وطبقا لتجربته بشأن الاتفاق النووي يؤد سبيلا تنتهجه حكومة روحاني. وبالنتجية يتمتع روحاني بتأييد ضمني لخامنئي. مأزق طال النظام هو السبب الرئيسي لتشديد الصراع بين عصابات النظام
والنقطة الملحوظة التي تظهر في الصراعات المتزايدة بين العصابات هي أنه وبالرغم من أن القاصي والداني يعرف أن هذا الأسلوب في الكلام مع البعض وارتفاع نبرة الصراع الفئوي يعد أمرا خطيرا لهم من يسمون أنفسهم بركاب سفينة واحدة، ولكن الظروف متأزمة إلى حد يضطرون فيه إلى اللجوء إلى مثل هذه السجالات حيث يقول أي واحد منهم للآخر أن نهجا تسلكونه لا يؤدي إلا إلى تدمير النظام غير أنهم يسلكون نفس السبيل وذلك بحسب ما تقتضيه مصالح زمرتهم وعصابتهم وليست هذه الأقوال إلا لمصلحتهم. وفي الحقيقة تعرض خامنئي والنظام برمته للمأزق وهذه الأدلة كلها تشير إلى هذا المأزق وليس إلا.