عرب وعالم
100 صاروخ على سوريا و الانفجارات تهز دمشق
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن العمل العسكري من البيت الأبيض. وبينما كان يتحدث بدأت الانفجارات تهز دمشق.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قوات بلديهما شاركت في الهجوم.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد إن أكثر من 100 صاروخ أطلقت من سفن وطائرات استهدفت منشآت الأسلحة الكيماوية الرئيسية الثلاث في سوريا.
ووصف ماتيس الضربات بأنها “ضربة واحدة فقط” لكن ترامب أثار احتمال تنفيذ المزيد من الضربات إذا استخدمت حكومة الأسد أسلحة كيماوية مجددا.
وقال الرئيس الأمريكي في كلمة بثها التلفزيون: “نحن مستعدون لتكرار هذا الرد ما لم يتوقف النظام السوري عن استخدام مواد كيماوية محظورة”.
وتهدد هذه الضربات بزيادة التوتر في منطقة مشتعلة بالفعل، لكنها لن تؤدي على ما يبدو لرد فعل عسكري من جانب روسيا وإيران.
لكن رد حكومة الأسد وروسيا كان غاضباً.
وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدةعلى تويتر أناتولي أنتونوف: “نتعرض للتهديد مجدداً. حذرنا من أن مثل هذه الأفعال لن تمر دون عواقب”.
وقالت وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية (سانا): “العدوان انتهاك فاضح للقانون الدولي”.
ولم يتضح إن كانت هذه الضربات ستردع الأسد عن استخدام أسلحة كيماوية مجدداً.
ولا يبدو أن الضربات سيكون لها تأثير كبير على ميزان القوة في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الثامن التي تحرز الحكومة السورية تقدماً مستمراً بها ضد المقاومة المسلحة منذ تدخل روسيا لصالحها في عام 2015.
ووجه ترامب كلمات قاسية للأسد ودوره المشتبه به في الهجوم الكيماوي الذي وقع في الأسبوع الماضي. وقال ترامب: “هذه ليست أفعال إنسان. إنها جرائم ارتكبها وحش”.
“استوعبنا الضربة”
وقال شاهد من رويترز إنه “سمُع دوي ستة انفجارات على الأقل في دمشق وشوهد الدخان يتصاعد فوق المدينة”.
وقال شاهد آخر، إن |الضربات استهدفت حي برزة في دمشق الذي يضم مركزاً رئيسياً للأبحاث العلمية”.
وقال مسؤول كبير في تحالف إقليمي يساند الأسد لرويترز إن الحكومة السورية وحلفاءها “استوعبوا” الضربة، وإنه تم إجلاء المواقع المستهدفة منذ أيام بناء على تحذير من روسيا.
وقال التلفزيون الرسمي السوري، إن “الدفاعات الجوية السورية أسقطت 13 صاروخاً أطلقت في الهجوم الذي تم بقيادة أمريكية”. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن “الصواريخ التي تم إطلاقها لم تدخل أي المناطق التي بها منشآت تحميها نظم الدفاع الجوي الروسية في طرطوس وحميميم”.
ويبدو أن الهجوم الذي نفذته أمريكا وبريطانيا وفرنسا أشد من هجوم مماثل أمر ترامب بشنه قبل نحو عام على قاعدة جوية سورية ردا على هجوم سابق بأسلحة كيماوية نسبته واشنطن للأسد.
وشملت الأهداف مركزاً سورياً في منطقة دمشق لأبحاث وتطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيماوية وبيولوجية، وكذلك منشأة لتخزين أسلحة كيماوية بالقرب من مدينة حمص.
كما جرى استهداف موقع ثالث قريب من حمص أيضاً يضم منشأة لتخزين أسلحة كيماوية ومركزاً للقيادة.
وفي إفادة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، قال دانفورد إن “الضربات الجوية التي نفذت اليوم جرى تخطيطها بحيث تقلص فرص سقوط ضحايا في صفوف القوات الروسية في سوريا”.
وقال ماتيس إن “الولايات المتحدة نفذت الضربات الجوية استناداً فقط إلى أدلة حاسمة على استخدام غاز الكلور في هجوم السابع من أبريل(نيسان) في سوريا”.
وأضاف أن “الأدلة على استخدام غاز السارين غير مؤكدة”.
وقال ماتيس، إن الضربات نفذت مرة واحدة فقط لردع الأسد عن “تكرار ذلك”. وقال مسؤولون أمريكيون إن “ماتيس حذر من قبل أثناء نقاشات بشأن التدخل في سوريا من أن الهجوم قد يهدد بمواجهة مع روسيا إذا كان كبيراً جداً”.
لكن مسؤولاً أمريكياً مطلعاً على التخطيط العسكري قال إنه قد يكون هناك المزيد من الضربات الجوية إذا أكدت المخابرات أن الأسد لم يتوقف عن تصنيع أو استيراد أو تخزين أو استخدام أسلحة كيماوية، بما في ذلك غاز الكلور المستخدم في أغراض عسكرية.
وأقر المسؤول بأن ه”ذا قد يستلزم المزيد من الوجود الجوي والبحري الأمريكي المستمر في المنطقة إضافةً إلى مراقبة مكثفة بالأقمار الصناعية وغيرها لسوريا”.
ترامب ما زال يريد الخروج
رغم الهجوم الذي نُفذ اليوم لا يحبذ ترامب التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط ويريد سحب قرابة ألفين من أفراد القوات الأمريكية من سوريا المشاركين في الحرب على تنظيم داعش.
لكن الضربات الجوية تهدد بتورط الولايات المتحدة أكثر في الحرب الأهلية السورية لا سيما إذا قررت روسيا وإيران والأسد الرد.
وقال ترامب في خطابه الذي استغرق ثماني دقائق: “لا تسعى أمريكا لوجود لأجل غير مسمى في سوريا بأي حال”.
وأضاف “الهدف من تحركاتنا الليلة هو ترسيخ ردع قوي ضد إنتاج ونشر واستخدام أسلحة كيماوية”.
ووجه الرئيس الأمريكي، الذي حاول بناء علاقات جيدة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، انتقادات حادة ولاذعة لروسيا وإيران بسبب دعمها للأسد.
وقال ترامب: “بالنسبة لإيران وروسيا أتساءل: ما نوع البلد الذي يريد أن يكون مرتبطا بالقتل الجماعي للرجال والنساء والأطفال الأبرياء”.
وقالت ماي إنها فوضت القوات المسلحة البريطانية “لتنفيذ ضربات منسقة ومحددة لتجريد النظام السوري من قدرات الأسلحة الكيماوية”.
ووصفت الهجوم بأنه “ضربة محدودة وموجهة بدقة” وتهدف لتقليل الخسائر البشرية بين المدنيين.
وقال ماكرون: “لا يمكننا التسامح تجاه استخدام أسلحة كيماوية”.
وقال مسؤول رفيع في التحالف الإقليمي المؤيد للرئيس بشار الأسد، في الحرب السورية إن “الهجوم الذي قادته الولايات المتحدة على سوريا سيعتبر “محدوداً” إذا لم تقع جولة ثانية من الضربات”.
وقال المسؤول “إذا كان قد انتهى ولن تحدث جولة ثانية فسيعتبر محدوداً”.