مصر الكبرى
راندا شعث التي يتوقف الزمن بين يديها :أخجل إذا جلست أمام الكاميرا لأتصور
الصورة رأي إذا ابتعدت عن سخافة الصحف العربيةالصورة تمنح للقضية الفلسطينية مشروعيتها القاهرة :سامي كمال الدين  هنا تتوقف الومضة الإنسانية السريعة لفيمتو ثانية أمام عدستها فيتوقف الزمن داخلها ، ثم يعبر دون أن يوقفه أحد كقطار لا تنتظره محطات الوصول .المهمشون هم عالم المصورة الفوتوغرافية الشهيرة رندا شعث ، في مجموعة أوراق فوتوغرافية بالأبيض والأسود ، تضعهم في باطن كتب لتبقيهم في حياة أجمل وأكثر أريحية .رندا شعث التي ولدت عام 1963 لأب فلسطيني هو الوزير نبيل شعث ، وأم اسكندرانية ، وقضت حياتها في مصر ، وبضع سنوات من الطفولة في بيروت قررت أن تكون " لقطتها " رأي ومصير مثلما فعلت في جزيرة " القرصاية " ، رصدت بالعدسة معاناة الفلاحين في مواجهة أحد المستثمرين للإستيلاء على أرضهم .صورها لوحة تشكيلية حية بتكوينها وإضاءتها وزواياها تسكنها قضية تخص أناس لا يسأل عنهم أحد .الحياة تمضى ، وعبر عدستها تتوقف دون سعي منها إلى الخلود ، فما الذي يفيد المتنبي الآن كشخص ، وهل يعيده خلوده مرة ثانية إلى الحياة ؟! 
لم يكن التصوير لديها مهنة ترتزق منها ولا " فلاش " وانتهى الأمر ، فعلى الرغم من دراستها للعلوم السياسية في الجامعة الأمريكية والماجستير في الإعلام المرئي إلا أنها درست التصوير الفوتوغرافي ليكون الإختيار الكلي في حياتها المهنية " لم يكن التصوير تقنية بالنسبة لي ، لكنه وسيلة للتعبير عن الرأي والقضايا ، مثله مثل الكتابة ، حاولت أن يكون اختياري دائماً قريبا من منطقة الشرق الأوسط حتى حين درست العلوم السياسية ، وحتى حين احترفت التصوير قررت أن ينصب اهتمامي على " هنا " وليس " هناك " ، لذا حين أقمت لبعض الوقت في سويسرا لم تستطع عدستي التعايش مع ذلك العالم ، وحين قررت دراسة الإعلام المرئي " كان جزء منه يدرس التصوير ، وكان الأساس في الدراسة كيف تستطيع عمل قصة مترابطة عن موضوع ما من خلال الصور ". بين كاميرا أهداها لها والدها الوزير الفلسطيني نبيل شعث وهي في السابعة من عمرها ، وكاميرا " ديجتال " أهداها لها مؤخراً ، تتضح علاقة والدها بها ، لكن يبدو أن هناك سرًا يكمن في علاقته " هو " بالصورة ، وليس بابنته فقط " والدي شجعني كثيراً حين اشترى لي تلك الكاميرا في طفولتي ، فهو يحب التصوير ، ولنا تراث كبير من الصور ، حيث يرى والدي في التصوير هواية تريحه من هم السياسة ، لكن حين منحني الكاميرا زاد اهتمامي بالتصوير وبالكاميرا ، وأنا فخورة بهذا التشجيع على الرغم من رفضه لدراستي التصوير ، حيث كان يميز بين دراسة الإنسان وهواياته ، واختلفت معه في البداية ؛ لكني تأكدت أنه محق بعد ذلك ، ذلك أنه أراد أن أتعلم شيئاً ، ثم ابدأ الإستفادة من هوايتي فإن فشلت فيها عدت إلى ما تعلمته في دراستي ، وحين أصبحت مصورة محترفة أصبح فخور بي ، وكان يستوعب قيمة المصور وقيمة الصورة ..هل تتخيل أن والدي كان ينـزل معي كسائق يقود لي السيارة لكي أصور ، أذكر ذلك جيدًا ذات عيد حيث ذهبت لتصوير الإستعدادات للعيد من مراجيح وملاهي ، وعمل لي سائقاً لكي أحصل على الصور المناسبة".مشوارها مع الصور بدأ من خلال دار نشر لكتب الأطفال عملت بها ، ثم في " الأهرام ويكلي " ل13  عامًا ؛ لتنتقل إلى وكالة الأنباء الفرنسية لما لا يزيد عن أربعة أشهر ؛ وتترأس الآن قسم التصوير بجريدة " الشروق " ، وهي تجارب مختلفة عن بعضها البعض من حيث الإيقاع اللحظي في الوكالة والأسبوعي في " الأهرام ويكلي " واليومي بخبريته في " الشروق " ، لكن رندا تراها واحدة " في الأهرام عملت مع حسني جندي – رئيس تحرير الويكلي رحمه الله – وقد ساعدني كثيرًا لأنه كان رجلاً نزيهًا ومهنيًا ، إضافة إلى حبه للتصوير ، كان يجلس إلى صوري متفرجًا ومتأملاً ومتسائلاً معي فيها وحولها ، بالطبع كنت أصور في دار النشر حسب مزاجي ، وقد أقنعتهم بطباعة كتاب مصور للأطفال ، ولهم فضل إتاحة أول تجرية لي ، بل ومنحتني دعماً ماديًا للسفر إلى رفح لمدة أسبوع لعمل كتاب عن مخيم فلسطيني على الحدود ، أما جريدة " الشروق " فأصور أقل ، لأني لم أعد أمتلك الوقت الكافي للتصوير ، وأحاول في هذه المرحلة نقل تجربتي إلى من يعملون معي – ( 11 مصور ومصورة ) – وأحاول أن أقدم لهم ما تعلمته في 25 سنة فوتوغرافيا . تحرص رندا شعث في لقطاتها الفوتوغرافية على مشاهد غاية في الإنسانية بين عالم المهمشين ، وهي تقتنص لحظات فرحهم ، وتتمسك بالأبيض والأسود في طباعة الصورة ، الذي يجعلك تقف مندهشاً ومتسائلاً فهل ترى اللون رسالة ثقافية للتعبير عن هذا العالم أم هو انحياز فني " لم أكن أرى في هؤلاء الناس تعاستهم وفقرهم ومشاكلهم ، كنت أرى فيهم تحديهم للظروف ومواجهتهم لها ، وكنت استمد من ذلك قوة لي لمواجهة ظروف قاسية كنت أمر بها في حياتي ، وعلى الرغم من أنني أصور الآن بالألوان ، فقد ظللت عشرين عامًا أصور بالأبيض والأسود وكان انحيازاً فنياً ، اذ كنت حريصة أثناء تصويري للموضوعات الإشتغال على مشروع خاص بي ؛ يبقى بعد ذلك ، كنت أحاول تكوين مجموعة صور على مراحل زمنية مختلفة تحكي حدوتة . أو حكاية مكان .. حكاية ناس ، كنت أحس في الأبيض والأسود بوجودي ، كنت أخاف من الألوان ، ولو لم يضف اللون إلى الصورة معلومة أو شيئاً ما أحس أنه " يغلوش " على الصورة ، وقد كنت أغمق وأفتح في الصورة لأعبر عما أريد التعبير عنه . حاولت محاربة " الديجتال " واكتشفت أنه من الخطأ أن يحارب المرء تقدم التكنولوجيا ، وأقاوم بالقول أن الأبيض والأسود عاش 150 سنة ، فـ " النيجاتيف " يعيش أكثر من " الديجتال " ، ذلك أن " الديجتال " عالم متغير ، وهناك كم كبير من المعلومات ضاع منا بسبب التكنولوجيا ، فكلنا نملك صوراً لأجدادنا بالأبيض والأسود ، لكن حين تم تغيير الـ " فلوبي ديسك " إلى ديسك كبير ضاع ما كان يمكن أن يحفظ ورقياً ".لكن هؤلاء المهمشين يعيشون حياتهم بالأبيض والأسود ، وشعث لا تسعى إلى تلوين حياتهم ، ولو حتى عبر الصورة " حياتهم ملونة طبيعي ، وأحاول أن أغير في الصورة لأنه بالفعل يضفي اللون معنى وإحساس للناس ، لذا يجب استخدامه بذكاء شديد ، كذلك وقت التصوير يجب أن يكون مختلفاً فإضاءة الصيف مثلاً تختلف عن إضاءة الشتاء ، كما أن الصباح الباكر أو قبل المغيب من أفضل أوقات التصوير ، ويخرج الصور بشكل أنقى ".يختلف العالم في النظر إلى الصورة ، فالبعض يراها خبر أو فعل أو رأي ، وقد يراها آخرون لوحة جمالية ، لكن شعث ترى كل هذه الأمور في الصورة ، ولا يعجبها تفرقة العالم في الصور ، " نحن كشعوب عربية متخلفين في مسألة النظر إلى الصورة ، فالصورة قطعة تشكيلية ، ولا يمكن النظر لها سوى كذلك ، ثم البعض يقول أن الصورة الخبرية " وحشة " ، ليس بالضرورة أن تكون الصورة الخبرية كذلك ، لابد أن تكون إضاءتها جيدة وتكوينها كذلك ".لكن الصورة لابد وأن تخرج من حيز الخبر إلى حيز الرأي " حين تقرر التقاط صورة لابنك هنا تتحول الصورة إلى رأي ، ثم الزاوية التي تلتقط منها الصورة هي أيضاً رأي ، فإذا صورت شخص من أسفل فأنت تعظم منه ؛ وإذا صورته من أعلى قللت من شأنه ، هنا أنت اتخذت رأياً قبل أن تأخذ " لقطة " ، حين تصور ابنك في صالون بملابس نظيفة وجديدة .. رأي ، وحين تصوره وهو خارج من الحمام .. رأي آخر ، طالما قررت أن تحترف التصوير فلابد أن تعبر عن رأيك من خلاله ، وعن إحساسك وفكرك ، وعن الأخبار التي تنقلها لآخرين لكي يرونها ". لكن الصورة قد تتحول لفعل ثقافي من خلال تقنيتها " حين يكف الإنسان منا عن الاستماع إلى كلام الصحف العربية التي لا تفهم شيئاً وترى الصورة مكملة لكلام أو عنوان ، فمن المفروض أن تقول الصورة شيئاً والعنوان والكلام يقولان شيئاً آخر ، هناك أشياء لا يستطيع الكاتب كتابتها وتستطيع الصورة تلخيصها وقولها ، الإحساس والتفاصيل التي تنقلها إليك الصورة من المفروض أن تكون مكملة للخبر فيما أراد الخبر قوله ، وليست خلفية مساعدة له ، وهذه هي طريقتي في العمل ".آرنِست هيمنجواي كان يرى أن الصورة تعدل ألف مقال في تعبيرها وفي قول ما تريد قوله " بالتأكيد الصورة تقدم تجميل للحظة إنسانية لا تتكرر ، وتخليد لها ، ومن الممكن أن يظل الكاتب يصف في عشرات الصفحات ما تستطيع الصورة قوله في " لقطة " واحدة ".تظل فلسطين حاضرة دائماً في أعمال شعث منذ أول معرض لها في نهاية الثمانينات عبر صور التقطتها لمخيم اللاجئيين ، ثم ورشة تصوير في غزة ورام الله عام 1998 ومشروعاً توثيقيًا من السلطة الذاتية عام 2000 ، ثم معارض متتالية في السنوات الأخيرة ، فما الذي تضيفه الصورة للقضية الفلسطينية من وجهة نظرها " فلسطين تظل دائماً في القلب ، ورغم أني مقيمة في مصر إلا أنه كلما سنحت لي الفرصة لأسافر إلى فلسطين أسافر بلا تردد ، فأنا لم أعش في فلسطين ، لكني أقيم فيها ورش تصوير أو أصور ، والصورة تضيف للقضية الفلسطينية الكثير ، فأنت هنا تسجل الأحداث والأشخاص والمباني دائمة التحول والتغير ، هذا التسجيل يحفظ في الذاكرة القضية ويكشف بعد فترة أن هذه الأراضي التي استولى عليها الإسرائيلين كانت لفلسطينين .. كانت وطنهم الذي سرقوه منهم "! إذن الصورة تمنح للقضية مشروعيتها مثلما فعلت أشعار توفيق زياد ومحمود درويش وغيرهم " بالتأكيد لأنه لا فرق بين من يكتب مقال أو نص جيد أو فيلم جميل أو صورة جيدة ، فكل زوايا الإبداع مترابطة مع بعضها البعض ". لكن ترى هل صور رندا تحريضية مثل كتابات محمود درويش " اشتغلت على مشروع اسميته " الحدود " ؛ حاولت من خلاله تصوير العمال الفلسطينيين الذين يسافرون من غزة للعمل في اسرائيل ثم يعودون مرة أخرى .. يعبرون من معبر ايرس ، ثم يمشون مسافة 3 كيلو على أرجلهم ، ويتم تفتيشهم أكثر من مرة ، صورت بشكل تسجيلي لأرى قدرة الإنسان على معايشة ظروفه ، ومواجهة الحروب .. إنني أوثق اللحظة حتى تبقى " .هكذا تعتز راندا شعث بفلسطينيتها ، لكن المناقض ما تردد عن إشرافها وترتيبها وزوجها لمعرض تصوير في الجامعة الأمريكية لمصورة إسرائيلية تدعى " هولي بنـزار " ، وهنا تنفى لنا شعث هذا الأمر " بالفعل قابلت هذه المصورة وهي ليست صهيونية ولكنها يهودية أمريكية ، عاشت في اسرائيل لفترة مع زوجها حيث كانا يعملان ، وعرضت علي صور مشروع كبير عن الجولان ، وهي ترى أن الجولان لابد وأن تعود إلى سوريا ، حيث قامت بعمل توثيق للجولان من وجهة نظر المحتلين له ، ولا أفرق بين أحد لدين أو جنسية طالما متفقة معه في المبادئ والآراء ، وقد حضرت معرضها بالفعل ، لكن ليس لي علاقة بتجهيزه أو الإشراف عليه ، ولم أحضرها إلى القاهرة ، على الرغم من أني فخورة بلقائي بها ، ولا علاقة لزوجي في الترتيب لمعرضها ، لكنه يعمل مع مجموعة مكونة من عشرين شخصًا صوتوا على إقامة معرضها وكان من ضمن من قالوا نعم ". يرى البعض أن صور " هولي بنـزار " لا تدعم القضية الفلسطينية ، فأغلب صورها عن اليهود في البلاد العربية تتنوع ما بين صورة لحارس عجوز للمعبد اليهودي بالإسكندرية إلى صور لعجائز حارة اليهود بالقاهرة " لم أشاهد هذه الصور لها ، لكني شاهدت المشروع الخاص بالجولان ، وبهرتني طريقة التقاطها للصور ، وشجعني أن لديها موقفا مختلفا تجاه الجولان والفلسطينيين "." وطني على مرمى حجر " كتاب شعث الأول ، تناولت فيه بالصور سكان " مخيم كندا " على الحدود المصرية الفلسطينية .. ثم لها كتاب " مصر أم الدنيا " وهو كتاب مصور عن القاهرة الإسلامية ، حيث كان تعد مشروعاً لتصوير المصريين الذين يعيشون حول الآثار ، صورت كيف يستخدم الناس مثل هذه المباني .. كيف يعيشون حولها ،ثم كان كتابها الأخير والهام جدًا " تحت سماء واحدة : أسطح العمارات " عن الذين يلتحفون بالسماء ويتشبثون بها هربًا من الفقر وبحثاً عن مكان في أعالي القاهرة .. وهما نتاج ثقافة مجتمعية وثقتها بالصورة ، لتبدو الوثيقة هنا وفي كتب وكأنها تخليد للصورة ومن فيها " هو محاولة لجمع هؤلاء المهمشين في كتاب ليراهم من لا يراهم ، كأشخاص وكفكرة وكبشر لهم حق الآدمية ".لها أيضاً مشروع هام " عالرصيف " حيث سعى إلى كشف ديناميكية التغيير والعلاقة المعقدة بين الناس والمكان العام في القاهرة " بالمناسبة هذا مشروع لا ينتهي ، فقد بدأت التصوير فيه بنفس المنطق الذي كنت أصور به منذ عشرين عاماً ، وهو محاولة تحدي الإنسان لظروفه ، وحتى وهو على الرصيف ، وحاولت أن أرصد عدة أشياء من خلال هذه الصور منها العنف المستتر في الشارع المصري ، التعدي على الشارع بلوحات الإعلانات التي تشمئز منها الأنفس ، التعدي على أذني من الأصوات الصاخبة ، التعدي على حريتي الشخصية لأني لا أرتدي حجاب ، كل هذه الأشياء كنت أحاول رصدها من خلال الصورة ، لكني رصدت أشياء أخرى ، ولم أستطع تكملة المشهد للأسف ".حاولت أن أعرف الطريقة التي من الممكن أن يتصور بها الفرد منا من خلال رؤية مصورة محترفة مثلها .. حاولت التوصل إلى كيفية تحاور المرء منا مع العدسة " لا أعرف ..! أخجل كثيرًا إذا وقفت لأتصور ، لذا أتفهم خجل من أصورهم ، فالكاميرا آلة مستفزة وتبدو وكأنها تقتحم خصوصيتك ، لذا أصور كثيرًا " فشنك " في البداية حتى يعتاد الناس على الآلة ، فأنا ضد سرقة الصورة ، أحاول احترام رأي الآخرين ، وأتركهم ليتصوروا ".هي مصورة خجول إذن ، والمرء منا خجول في مواجهة الكاميرا فمن الذي يصنع الصورة إذن " حدث الأمر في كتابي الذي تحدثنا عنه عن المهمشين ، ومنه مشروع جزيرة " القرصاية " وحياة الناس الذين يعيشون فيها ، حاولت أن أعرف الشخصية قبل أن أصورها ، أحاول اكتشافها حتى اكتشفها بالكاميرا كما أردت وكما عرفت عن هذه الشخصية ، أحاول أن " ألتقط " شيئاً معينًا في كل شخص ".لكن النجوم يختلفون في صورهم عنا نحن الأشخاص العاديين " لأن النجم لديه استعداد للصورة ، ومعتاد على مواجهة الكاميرا ، كما أن الصورة تختلف حسب المكان ، المشاهير بشر لكن العبرة كيف تلقطهم ، فمثلاً لدي صورة لهيكل تختلف تماماً عن الصور التي تؤخذ له ، كما أني لا أستطيع تصوير شخص لا أعرفه ، لو حدث ذلك أتضايق كثيرًا ". بعض الأحداث تخلد مصوريها مثل مكرم جاد الكريم وصورته لحادث المنصة ، ومثل صورة جيفارا التي تتطاير فيها خصلات شعره بفوضوية للمصور الكوبي ألبيرتو كوردا ، والتي التقطها له مصادفة عام 1960 أي قبل موت جيفارا بست سنوات ، لكنها صارت الأشهر وبيع منها ملايين النسخ ، وصورة فتاة أفغانستان ذات الأنف المقطوع ، وصورة عبد الحليم حافظ وهو يقبل يد أم كلثوم لفاروق ابراهيم ، لكن رغم ذلك يضيع المصور في دروب النسيان وتبقى الصورة ومن فيها " هكذا حال الدنيا ..! لا يهمني تخليد اسمي كشخص ، المهم الناس ، يعنيني اللاجئين في مخيماتهم ، كل منا في محيط البشر عبارة عن نقطة يضعها ويمضي ، الصحفي ، الطبيب ، الطباخ ، كلنا في محيط الإنسانية نلعب الدور المقدر لنا ، حين أموت ما الذي يفرق أو يختلف إن خلد اسمي أم لم يخلد ، في النهاية " طظ ".