كتاب 11
إنتخابات ومؤشرات
لم يعد يتبقى سوى شهور قليلة على بدء إجراء الانتخابات الرئاسية لعام 2018 وعلى الرغم من ذلك فلم نسمع حتى الآن عن اسماء المرشحين المنافسين الذين سيخوضون تلك المعركة سواء من الأحزاب والقوى السياسية أو من الشخصيات العامة كما لم يحدد الرئيس عبد الفتاح السيسى الى الآن ما اذا كان سيخوض تلك المعركة الشرسة أم لا؟؟ حالة من الضبابية تسود الأجواء السياسية فتحت الأبواب للتكهنات عن من سيتقدم لمنافسه الرئيس السيسى اذا خاض تجربة الانتخابات المقبلة فمنهم من اشار الى الفريق أحمد شفيق أو الفريق سامى عنان ومنهم من اشار الى خالد على وشخصيات آخرى يعتقدون أنها ذات مكانة وأهمية تمنحها فرصة النجاح.
وبالطبع ليس بمقدور أحد أن يتكهن بما سيكون ولكن هناك مؤشرات تجعلنا نتأكد من ان السيد الرئيس عازم بالفعل على الترشح لفترة رئاسية ثانية من ضمن تلك المؤشرات هو تأكيده فى مؤتمر الشباب الماضى على ضرورة المشاركة الفعلية والجادة والنزول بقوة فى الانتخابات المقبلة حتى نقدم للعالم صورة تليق بدولة قام شعبها بثورة من اجل الحرية والديمقراطية تلك الثورة التى كانت حديث العالم.
ايضا من يتابع الأوضاع الداخلية فى مصر سيجد ان القائمين على المشروعات التى أمر الرئيس بتنفيذها يسابقون الزمن حتى يتم افتتاح تلك المشروعات فى 30 يونيو 2018 مثل المشروعات السمكية والسكنية والمدن التسع الكبرى خصوصا المطلة على البحر المتوسط والانفاق تحت قناة السويس بالاضافة الى استصلاح مليون فدان جديدة خلافا للمليون والنصف التى تم الاعلان عنها منذ عامين وكذلك استكمال شبكة الطرق والمواصلات ومحاولة تذليل كل العقبات أما إتمام المشروعات الاخرى.
كذلك من ضمن المؤشرات التى تؤكد إعتزام الرئيس السيسى خوض المعركة الانتخابيه المقبلة هى عدم أعلانه رفضه للترشح حتى الآن وهو فى حد ذاته موافقه ضمنية على الترشح لفترة رئاسية ثانية وأن لديه يقين بان شعبه سيمنحه الثقة خاصة بعد أن يقدم كشف حساب عن الدورة الاولى الرئاسية. مع كل تلك المؤشرات الى تؤكد اعتزام الرئيس السيسى على الدخول فى معركة الانتخابات الرئاسية يبقى سؤال هام … من سيكون المنافس القوى الذى يستطيع الوقوف أمام الرئيس؟؟؟ ومن الذى سترضى عنه الأجهزة الأمنية ليكون خصما للرئيس ؟؟
الاجابة على هذا السؤال لاتعنينا بقدر مايعنينا ان يكون هناك أكثر من منافس وأكثر من مرشح من خلفيات مختلفة مدنية ويسارية وليبرالية ووسطية لهم افكار جديدة وبرامج حتى تكون بالفعل أنتخابات ديمقراطية ونستطيع ان نثبت للعالم اننا بلد يحترم الراى الاخر فنحن لانريد انتخابات شكلية بل نريدها انتخابات حرة منافسة وشريفة .
لذا لابد فى هذه الفترة ان يتم تنشيط العمل السياسى بكل السبل الممكنة فى هذه الفترة القصيرة التى تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، واتخاذ خطوات سريعة فى هذا الاتجاه، منها اعلان الرئاسة عن ترحيبها بمشاركة كل من تنطبق عليه الشروط القانونية فى الانتخابات، ودعوة الأحزاب لعقد مؤاتمراتها الجماهيرية لمناقشة برامج كل المرشحين، وتخصيص أوقات محددة فى قنوات التليفزيون الرسمية لكل مرشح لطرح أفكاره فى كيفية حكم مصر وحل أزماتها، والسماح بتطبيق قانون التظاهر بأكبر قدر من رحابة الصدر الأمنية وبهذه الخطوات تكتمل الصورة وتتضح زواياها ويكون النجاح طريقها.