عرب وعالم
وزير الإعلام السعودي: صراعنا ضد الإرهاب أكبر من قطر.. والجزيرة أداة تخريب
قال وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد العواد، إن الدول العربية المقاطعة لقطر، لا تتهم المؤسسات التابعة للحكومة القطرية، بدعم الإرهاب، بقدر ما تتهم حكومة الدوحة بذلك وعلى أعلى مستوى، وأوضح العواد في حوار أجرته معه صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية، الإثنين، أن دول المقاطعة أعدت ملفات دقيقة، مدعمة بالوثائق والحجج، على تورط النظام القطري في دعم الإرهابيين.
وأوضح العواد رداً على سؤال الصحيفة حول إمكانية اتهام الرياض بالتهمة نفسها، أن “هذا الاتهام مردود لأصحابه لعوامل عدة، وهو ما يدركه القاصي والداني، إذ إنه منذ سنوات طويلة، ويُمكن تأريخ ذلك بالهجوم الإرهابي في الخبر سنة 1996 والذي خلف 36 قتيلاً، بينهم 19 أمريكياً، وبعد ظهور مؤشرات على تورط بعض السعوديين في تمويل الإرهاب، عملت الحكومة السعودية، على وضع خطة محكمة للتصدي لهذه الآفة القاتلة، وملاحقة المواطنين السعوديين الذين تورطوا في الإرهاب، أو دعمه، وتمويله”.
وأضاف الوزير: “لا يُمكن اتهام السعودية بذلك، وهي التي تعتمد أحد أكثر القوانين صرامةً في مكافحة الإرهاب، الذي تصل عقوبته إلى الإعدام، وفي النهاية ليس مهماً أن أحاول نفي هذه التهمة، أو تبرير الإجراءات التي تتخذها السعودية لدحر الإرهاب منذ سنوات طويلة، ولكن إذا كان بإمكان أي جهة إثبات هذه التهمة بالوقائع التي لا تقبل الدحض فنحن مستعدون لسماع ذلك، أما غير ذلك فمواقف تفتقر إلى الكثير من الدقة، حتى لا أقول المصداقية”.
وشدد الوزير على “أننا سنشكر فعلاً كل من يُثبت بالحجة والبرهان، تورط أي جهة سعودية في الإرهاب، لأن ذلك سيساعدنا فعلاً في تضييق الخناق على رعاة الإرهاب ومموليه، وهو الأمر الذي يتناقض مع ما يحصل في قطر، التي تدعم حكومتها بشكل مباشر الإرهاب، والإرهابيين، أقول بشكل مباشر، وليس عن طريق بعض الجمعيات أو المنظمات تحت شعار العمل الإنساني، فقط”.
وفي معرض رده على سؤال يتعلق بقناة الجزيرة والموقف الخليجي منها، قال الوزير العواد، إن “القول إن الجزيرة تُمثل حرية الإعلام المقموعة، ليس دقيقاً، فالجزيرة أكثر من مجرد قناة إخبارية، لكنها مشروع سياسي متكامل منذ البداية، وهدفه هدم أسس عمل حكوماتنا، إن الجزيرة مشروع علمي للتنظير للتشهير وتشريع وتبييض الإرهابيين”.
وأضاف الوزير السعودي: “يكفي النظر إلى منهجية عمل هذه القناة لملاحظة هذه التفاصيل الخطيرة، عندما بدأت هذه الجولة الأوروبية مثلاً، نظمت القناة حملة متكاملة للتشهير بهذه الزيارة التي جاءت بعد اندلاع الأزمة الخليجية، لكن عندما يتعلق بزيارة وزير الخارجية القطري الذي أدى زيارة مماثلة لدول أوروبية عدة للهدف نفسه، تتحول الزيارة إلى موضوع تغطية لا تتوقف، إن الجزيرة ليست مشروعاً إعلامياً بالمعنى المهني، هي أقرب إلى صناعة الـ “فيك نيوز” أو الأخبار الكاذبة، بالمفردات الرائجة اليوم، وهي أقرب إلى أداة العمل الفعال في يد منظمات مثل حزب الله، وبمجرد بث أي خبر تعمل الجزيرة وشبكتها الضخمة على صناعة الخبر الكاذب وترويجه، عن طريق ما لايقل عن 23 ألف حساب، تعمل جميعها على “تسميم” وتضليل الرأي العام”.
وبسؤاله عن المطالب العربية، وصرامتها، والتي رفضتها قطر، قال الوزير السعودي، إن “صرامة المطالب مردها وعينا للخطورة الكبرى التي أصبحت تُمثلها قطر على دول الخليج المجاورة والدول العربية الأخرى، بعد أن اخترعت آلة جهنمية مدمرة، تعتمد على الإرهاب، لإشاعة الاضطرابات في دول المنطقة، وشراء كل ما يُباع لخدمة هذا المشروع، بما في ذلك كأس العالم لكرة القدم 2022، بحثاً عن مكانة، ونفوذ في المنطقة يُمكنها استغلاله ضدنا لاحقاً”.
وأضاف الوزير مخاطباً محاوره فينشينزو نيقري أن “الدفاع عن حرية الإعلام مهمة نبيلة بالتأكيد، ولكن لنتحدث قليلاً عن الجزيرة، فهل سبق لكم أن شاهدتم مثلاً تقريراً لهذه القناة عن أمير قطر مثلاً، كما التقارير التي تعدها عن حكام الدول المجاورة؟ إننا في دول الخليج المقاطعة، نُدرك تماماً أن هذا التهديد الوجودي الذي تُمثله قطر، غير قابل للاستمرار، وأنه على الشعور بالتهديد أن ينتقل إلى الدوحة نفسها”.
وبسؤاله عن دفع قطر إلى أحضان إيران، بحثاً عن حليف في وجه دول المقاطعة، قال العواد “إن السعودية ودول المنطقة، تعرف منذ فترة طويلة، ما يُحاك فيها، وتقدر حقيقة الأحداث في المنطقة، وبما تمر به السعودية نفسها من ظروف على أكثر من صعيد، من الحرب في اليمن، إلى حماية الدول الحليفة في المنطقة، ولكن ذلك لم يمنعنا من التنديد بالسياسة الإيرانية ونقدها، ولكن ذلك لن يمنعنا، قيادةً وحكومةً وشعباً، من التوجه إلى قطر بهذه الرسالة: الآن يكفي، لن نقبل بمزيد المناورات والمخططات ضدنا”.
وعند سؤاله عن التهديد الذي تُمثله إيران، وإمكانية حل الخلافات معها بشكل آخر، رد الوزير قائلاً “إن الموقف من إيران، ليس انفعالياً أو ردة فعل عابرة، ويكفي النظر إلى سلوك الحكومة الإيرانية، وعند التوصل إلى اتفاق مع طهران حول النووي الإيراني، بإلحاح من إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما، حذرنا من ذلك الخيار وانعكاساته لمعرفتنا بسلوك إيران الدقيقة، وذلك في الوقت الذي كانت بعض التقارير تتحدث عن إمكانية انصراف طهران إلى العمل على الاستفادة من رفع العقوبات و، وتحسين ظروفها الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، فماذا كانت النتيجة؟ انظروا إلى المنطقة وتدخلات إيران في شؤونها وفي دولها، من اليمن، إلى سوريا، ومن العراق، إلى المناطق الشرقية في السعودية، وصولاً إلى البحرين، سياسة لا يُمكن فهما إلا بعد النظر إلى طبيعة النظام في إيران، وسعيه إلى تأمين التواصل الجغرافي لمناطق نفوذها وصولاً إلى المتوسط، حتى لو اقتضى الأمر هدم دول المنطقة، ودوسها لتحقيق هدفها، ما يدفعنا لمواجهة هذا المشروع لضمان الاستقرار في المنطقة، لمصلحتها ومصلحته شعوبها، ولمصلحة استقرار الدول الغربية أيضاً”.
وعن مواقف الدول الغربية والأوروبية من الأزمة، قال الوزير في رده، إن قطر تسعى “إلى إظهار المسألة على أنها صراع على كسب تأييد الدول الأوروبية والغربية، ولكن دول المقاطعة تجاوزت هذه المواقف منذ بداية الأزمة، فنحن لا نبحث عن تأييد أو دعم، ونقدر سياسة الحياد والتوازن في العلاقات التي تعتمدها الدول الأوروبية، فنحن صراعنا أكبر من قطر، صراعنا ضد الإرهاب، وتمويله، والاضطرابات في المنطقة، وتأكيد الإصلاح والتطوير، وترسيخ العمل السلمي المشروع، ولم يكن ممكناً لولا القرارات الحازمة ضد قطر، الوصول إلى بعض النتائج سريعاً، انظر إلى انهيار داعش، وتحرير الموصل مثلاً، وستكون هناك أنباء مماثلة أخرى في الأيام القليلة المقبلة، بفضل استمرار الحزم، والضغط على قطر”.