كتاب 11
ماذا لو ؟؟؟
بمجرد طرحى لسؤال داعب تفكيرى كثيراً عن ماذا أنت فاعل اذا تم إغلاق موقع الفيس بوك ؟؟ واذا بوابل من التعليقات السريعة تنهال على صفحتى الخاصة بالموقع مجيبة على هذا السؤال الغير متوقع… والأغرب ان الاجابة على السؤال لم تكن ايضا متوقعة… فقد كنت اتوقع ان يظهروا فى تعليقاتهم بعض الألم أو القلق أو الخوف من اغلاق هذا الموقع الذى اعتادوا على استخدامه بشكل يومى ويتباكون على من سيفقدونهم ممن تعرفوا عليهم داخل صفحات الدردشة الخاصة من أصدقاء وأحباب .. ومن شاركوهم لحظات الفرح والحزن وكذلك لحظات النجاح والفشل وكل المناسبات الاسرية والعثرات والكبوات … الا اننى تفاجات عندما وجدت ان الرافضين لالغائه لم يكونوا الا نسبة قليلة ممن تفاعلوا مع تساؤلى … حيث اعربوا عن رفضهم لتلك الفكرة مؤكدين انه سيمثل بالنسبة لهم مشكلة خطيرة ستؤثر على حياتهم الشخصية لانهم يعتبرونه منبر حر ومتنفس كبير للتعبير عما تجيش به نفوسهم من مشاعر واحاسيس وآراء وافكار ولا يستطيعون التعبير عنها فى الواقع كما أنه يمثل حلقة الوصل بينهم وبين عائلاتهم وابنائهم واصدقائهم فى الغربة واقل تكلفة عن المكالمات الهاتفية متوقعين ان يزداد العنف فى المجتمع وترتفع حالات الانتحار.
اما النسبة الاعلى فكانت لم اعلن صراحة عن فرحه من طرح هذه الفكرة مهللين بانها عين العقل وان فى الغائه راحة نفسية كبيرة واصلاح للعديد من المشاكل الاجتماعية التى كان المتسبب الاساسى فيها هو هذا الموقع اللعين وانها فرصة للرجوع الى قراءة الكتب والتثقف الحقيقى وكذلك العودة الى فتح المصاحب وقراءة القران والتقرب من الله بالدعاء والصلاة والصوم والعمل الصالح بالاضافة الى انها فرصة رائعة للم شمل الاسرة والتعرف على اصدقاء حقيقيين والتفاعل الحقيقى مع الناس بدى من اقامة علاقات وصداقات وهمية تنتهى بمجرد انهائها بعمل “بلوك” وأكدوا على اننا سنعود الى الزمن الجميل .. زمن الاسرة المتحابة .. والجيران المتقاربة ..والصديق الحقيقى.
وفى الختام اود ان أوضح أن الأنترنت او بالاخص مواقع التواصل الاجتماعى مثل أى أختراع فى العالم أن أحسنت إستخدامه حقق لك فوائد جمة وإن أسأت إستخدامه سيكون مدمراً وسبباً رئيسياً للعديد من المشاكل والماسى فكم من بيوت هدمت بسببه ؟؟؟ وكم من أسر تفككت ؟؟؟ وكم إنتشرت من خلاله أفكار هدامة مسمومة من نفوس مريضة ضعيفة شاذة ؟؟؟ لكننا فى نفس الوقت لانستطيع ان ننكر أهمية دور شبكات التواصل الإجتماعي فمن خلالها ارتقت شعوب وتغيرت سياسات وخرجت أحزاب وحركات سياسية شبابية , وإستخدمها المدونون كمنبراً لنشر ارائهم وأفكارهم وتلاشى عصر الانغلاق واصبح العالم عبارة عن غرفة صغيرة ..
نعى جميعا ان لكل اختراع جديد ايجابياته وسلبياته فدعونا نستخدمه فى نشر الخير والحق والسلام والكلمة الطيبة ونجعله رسالة حب تجوب العالم كله.