عرب وعالم
نجاح لدبلوماسية محمد بن زايد الهادئة في ليبيا
التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في أبوظبي أمس بحثاً عن حلول تنهي الأزمة الليبية. وجرى تكتم على طبيعة ما جرى في اللقاء. وذكرت «وكالة الأنباء الليبية» أمس أن السراج وحفتر «اتفقا على فتح قنوات تواصل دائمة».
وقالت قناة «ليبيا روحها الوطن» أن الجانبين اقرا مبدأ «العمل للتجهيز لانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة في موعد أقصاه آذار (مارس) 2018. وورد في مسودة الاتفاق بين الطرفين ان الجيش الليبي سيوحد ويعمل تحت اشراف حكومة الوفاق.
ومن المقرر أن يجتمع فريقا عمل للاتفاق علی تفاصيل تشكيلة حكومية و رتيبات عسكرية بين ضباط القوات المسلحة العربية الليبية.
وكان المسؤولان وصلا أبوظبي الإثنين بدعوة من ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لإجراء محادثات بينهما وسط توقعات بإمكان نجاح الإمارات في حلحلة الأزمة و «الوصول إلى بعض التفاهم حول النقاط الخلافية في الاتفاق السياسي».
اللافت أن وصول السراج وحفتر إلى أبوظبي لم يُعلن رسمياً، كما لم يصدر عن الدوائر الرسمية الإماراتية أي تعليق على الاجتماع بين المسؤولين الليبيين، كما لم ترشح معلومات عن عقد لقاءات منفصلة للقيادة الإماراتية مع حفتر أو السراج أثناء وجودهما في أبوظبي خلال هذه الزيارة.
وجاء اللقاء بين السراج وحفتر بعد جهود ووساطات مكثفة قادتها الديبلوماسية الإماراتية في الأيام الماضية وعلى أعلى المستويات، بعدما تعذر عقد مثل هذا اللقاء بين الطرفين في وقت سابق بالقاهرة، التي أعلنت أمس عن زيارة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الإمارات اليوم ومحادثاته التي ستتطرق إلى الملف الليبي.
ونقلت مصادر إعلامية في وقت سابق عن العضو في مجلس النواب الليبي حمد البنداق، قوله إن «اللقاء بين السراج وحفتر في أبوظبي سيشكل خطوة لإنهاء الأزمة الليبية ويضع الحلول لها، بما يضمن استقرار الأوضاع في البلاد».
وتحتفظ الإمارات بعلاقات جيدة مع السراج وحفتر. وكان المسؤولان زارا الإمارات أخيراً واجتمعا منفردين مع ولي عهد أبوظبي.
وفشلت وساطات عربية وأجنبية في جمع الرجلين، كان آخرها قبل شهرين عندما رفض حفتر الاستجابة إلى مبادرة مصرية لعقد لقاء مع السراج أثناء وجودهما في القاهرة.
ولا يعترف حفتر المعيَّن من مجلس النواب، بسلطة حكومة الوفاق التي يترأسها السراج، في حين يصر الأخير على وجوب أن تكون القيادة العسكرية تابعة وخاضعة لسلطة المجلس الرئاسي.
وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، وتتجسد الأزمة السياسية الحالية بوجود 3 حكومات متصارعة، اثنتان منها في طرابلس، وهما «الوفاق» و «الإنقاذ»، إضافة إلى «الموقتة» في البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن مجلس نواب طبرق.