الحراك السياسي

09:24 مساءً EET

بالفيديو: أمير أول خلية جهادية في مصر يؤسس تنظيماً تكفيرياً يدعو لأفكار سيد قطب

أعلن الجهادي المصري مصطفى كامل محمد أحد قيادات تنظيم الجهاد، رفيق درب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، تأسيس جماعة جديدة، تحت إمرته، تحمل اسم جماعة “الصادعون بالحق” وذلك عبر بيانين تلاهما بحضور عدد من عناصر التنظيم الجديد.

وأشارت المصادر، إلى أن مصطفى كامل محمد، هو أحد عناصر أول خلية جهادية في مصر، والتي اشتهرت باسم “خلية المعادي”، وكانت تضم 13 شخصاً أبرزهم أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الحالى، ومصطفى كامل محمد أمير التنظيم الجديد، وعبد الهادى التونسي، وعصام القمري ومحمد الظواهري، وعصام هنداوي، وخالد مدحت الفقي، وأمير الدميري وخالد عبد السميع ونبيل البرعي، والسيد إمام عبد العزيز المعروف باسم الشيخ فضل، ونبيل البرعي.

والجهادي مصطفى كامل محمد، يتخطَّى عمره السبعين عاماً، وأعلن عن كيانه الجديد كجماعة عالمية مركزها مصر، ولديها أفرع في بعض الدول العربية والأفريقية، وتضُمُّ أفراداً وقيادات من جنسياتٍ مُختلفة بالعالم العربي والإسلامي، كما يبدو أن معظم التسجيلات تمَّ تصويرها في الصومال.

وقد ظهرتْ بعضُ أسماء القيادات في الجماعة في الفيديو المنشور لهم، ومنهم الدكتورعثمان عبد الله روبله، القيادي من حركة “الأهلي” في السبعينات، وهو أكاديمي معروف، وينتمي الى قبيلة “أبغال” المشهورة في الصومال، وبشير شيخ محمد عبدي من مواليد 1958، وهو رجل أعمال من نشطاء الجماعة القدماء، وعبد الله شيخ دون عبده، وينتمي الثلاثة إلى جماعةٍ صومالية تكفيرية، تعمل في الصومال منذ منتصف السبعينيات.

وخلال شريط فيديو بثَّتْه الجماعة الجديدة عبر شبكة الا‘ترنت أخيراً، أكَّدت الجماعة أنها تأسَّست عام 1974 أي قبل 40 عاماً، إلا أنها كانت خلال تلك الفترة تعمل في السِّرِّ ودون الإعلان عن نفسها، وأنها منذ نشأتها “بدأت تدعو الناس سِرَّاً إلى هذا الحق؛ فآمَنَ به أناسٌ من بلادٍ مختلفة، وتقوم ببث فيديوهات تعريفية خاصة بها وبأفكارها، يقوم بشرحها شخصيات قيادية بالجماعة”.

وأوضحت المصادر، أن جذور جماعة “الصادعون بالحق” تعود إلى منتصف الستينات من القرن الماضي، عندما شهدت جماعة الإخوان انشقاقاً ضخماً أدى إلى تأثر الكثيرين بأفكار سيد قطب المرتكزة على أدبيات “الجاهلية”، و”الحاكمية”، و”العزلة الشعورية”، و”الطليعة المؤمنة”، وجرت بين المنشقين وقادة الجماعة مناقشات أثناء السجن بعد إصدار رسالة “دعاة لا قضاة”.

وأكدت المصادر، أن جماعة “الصادعون بالحق” تعود أفكارها إلى أحمد عبد المجيد وعبد المجيد الشاذلي، وكلاهما من القيادات الإسلامية المعروفة بالفكر القطبي المتوافق مع الفكر التكفيري، فهم يؤمنون بالعزلة ويقومون بالدعوة ولا يجاهدون إلا حين تقوم لهم دولة.

وأفادت المصادر، أن التيار القطبي الذي انشق عن جماعة الإخوان في الستينيات من القرن الماضي هو الذي يؤمن بالمرحلة المكيّة التي يكف الناس فيها أيديهم عن القتال معتمدين على سرية الحركة والصبر، ثم ينتقلون بعدها إلى مرحلة جديدة شبيهة بمرحلة المدينة المنورة يجاهرون فيها بالدعوة، وهو ملخص فكر تلك المجموعة التي تزعم أنه قد آن أوان ظهورها وصدعها بالحق.

وأضافت المصادر، أن المناقشات انتهت بعودة بعضهم إلى التيار الأساسي للإخوان، فيما أصر كثيرون على أفكارهم وخرجوا من الجماعة وكوّنوا ما صار يعرف بالتيار القطبي الذي يعد من أبرز رموزه، أحمد عبدالمجيد عبدالسميع، الذي صدر ضده حكم بالإعدام مع سيد قطب لكنه لم ينفذ، وكذلك عبدالمجيد الشاذلي، صاحب الكتاب الشهير “حد الإيمان وحقيقة الإسلام” الذي يمثل منهج عمل التيار القطبي.

ذكر البيانُ التأسيسي الأول لجماعة “الصادعون بالحق”، والذي قرأه أميرها المصري مصطفى كامل، أنها ظلَّت في الساحة وأنها كانت تُراقِبُ الوضعَ، وأنه آلمها ما تراه وتسمعه في أنحاء العالم وما آلَتْ إليه الأمة التي كانت (يوم إسلامها) تملك زمام القيادة، وما تُعانِيه اليوم من تنازعٍ وشقاءٍ وانحلالٍ أخلاقي وتخلّفٍ وفقرٍ وعناءٍ وتبعيّةٍ لكل نَاعِقٍ يقُودها الى مزيدٍ من الشقاء، بحسب البيان.

وأوضحت جماعة “الصادعون بالحق” في بياناتها، أنها بعد ما شاهدت كل هذا “فإن المسئولية حتَّمَت عليهم الظهورَ لإنقاذ الأمة، وأن الحلَّ والشفاء من كل هذا الشَّقَاء، بحسب وصفهم، هو أن تعود الأمةُ طائعةً إلى خالق السموات والأرض، وأن تُعلِن إسلامها من جديد كما أعلنت اسلامها يوم بعثة الرسول، صلى الله عليه وسلم”.

وكانت هيئة علماء الصومال حذرت، أخيراً، الشعب الصومالي من خطر أفكار جماعة “الصادعون بالحق” التي أعلنها المصري مصطفى كامل محمد في منتصف أبريل(نيسان) الجاري.

وقالت الهيئة في بيان أصدرته، أنه “انطلاقاً من واجباتها تجاه حماية الدين ومصالح الشعب وبعد متابعة لإصدرات الجماعة الجديدة تأكدت الهيئة أن هذا التنظيم يتبنى فكرة التكفير التي نشأت داخل السجون المصرية في الستينيات من القرن الماضي على يد شكري أحمد مصطفى المتهم بقتل محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف المصري السابق”.

وأوضحت هيئة العلماء أن جماعة “الصادعون بالحق”، جماعة تكفر غالبية المسلمين كما هو موضح في سلسلة إصداراتهم الجديدة وخاصة الإصدار الثاني، مشيرة إلى انطلاقها من أفكار خاطئة لها علاقة بالمسائل العقدية والسيرة النبوية.

وأشارت الهيئة إلى أن هذه الأفكار تقود أصحابها إلى قرارات سيئة وإلى القيام بخطوات لا يحمد عقباها، محذرة الشعب من خطر الأفكار التكفيرية المروجة من قبل الجماعة الجديدة والجماعات التكفيرية المماثلة في البلاد مثل جماعة التكفير والهجرة بقيادة المدعو محمود نور عثمان.

وفي الختام، دعت الهيئة أعضاء تنظيم “الصادعون بالحق” إلى التوبة والرجوع عن الفكر التكفيري وتشويه صورة المسلمين.

كما دعت الهيئة شيوخ وعلماء المسلمين في العالم وخاصة في الصومال إلى القيام بواجباتهم تجاه شعبهم والتحذير من كل ما يمس أو يشكل خطراً على الإسلام والمصلحة العامة.

التعليقات