الحراك السياسي
«اتفاق تهدئة» بين مصر والسودان
في محاولة لمنع التصعيد على خلفية تراشق إعلامي وسياسي بين القاهرة والخرطوم، اتفق وزيرا خارجية مصر سامح شكري والسودان إبراهيم غندور في اتصال هاتفي صباح أمس، على إصدار بيان مشترك يؤكد «عمق وخصوصية» العلاقات المصرية- السودانية.
وأكد الوزيران رفضهما الكامل «التجاوزات غير المقبولة أو الإساءة لأي من الدولتين أو الشعبين الشقيقين تحت أي ظرف من الظروف ومهما كانت الأسباب أو المبررات»، وشددا على «ضرورة تكثيف التعامل بأقصى درجات الحكمة مع محاولات الإثارة والتعامل غير المسؤول من جانب بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية الذين يستهدفون الوقيعة والإضرار بتلك العلاقة بما لا يتفق وصلابتها ومتانتها والمصالح العليا لشعبَي البلدين الشقيقين».
وأشار البيان إلى أن الوزيرين توصلا إلى صيغة البيان المشترك، التزاماً منهما «بتوجيهات القيادة السياسية في البلدين بضرورة العمل المتواصل على توثيق أواصر التعاون والتضامن والتنسيق المشترك، والمضي قدماً نحو تنفيذ برامج التعاون» التي اُقرّت في اجتماعات اللجنة الرئاسية العليا الأخيرة برئاسة الرئيسين عمر البشير وعبدالفتاح السيسي.
واتفق الوزيران على عقد الجولة المقبلة من المشاورات السياسية في الخرطوم على مستوى وزيري الخارجية خلال النصف الأول من (أبريل) الجاري.
ولاحظ مختصون في الشأن السوداني أن البيان المشترك يستهدف التهدئة وإزالة الاحتقان والاستعداء ضد المصريين المقيمين والعاملين في السودان، وطمأنة السودانيين في مصر، سواء كانوا من المقيمين أو الزوار.
وكانت حملات إعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي زعمت أن السودانيين يتعرضون لاعتداءات في مصر، بينما حظرت الخرطوم استيراد الخضر والفاكهة من مصر. وفي الوقت ذاته، هاجم إعلاميون مصريون زيارة الشيخة موزة بنت ناصر المسند والدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، إلى منطقة مروة الأثرية شمال السودان والتي تضم أهرامات البجراوية التي يتم ترميمها بمشروع قطري- سوداني للآثار، ووصف إعلامي مصري هذه الأهرامات بأوصاف غير لائقة، ما دفع بمحللين ومسؤولين سودانيين إلى الرد باتهام مصر بمحاولة طمس الحضارة السودانية، مشيرين إلى أن الأهرامات السودانية أقدم من المصرية بألفي عام.
واستند معلقون مصريون في ردودهم خلال الأزمة، على تصريحات نُسبت إلى الرئيس السوداني عمر البشير باللجوء إلى التحكيم الدولي في أزمة مثلث حلايب وشلاتين الحدودي، وادعاءات بأن مصر تحرّض معارضين سودانيين، وتسلّح جيش جنوب السودان.