تحقيقات

10:30 صباحًا EET

الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

صدرت، في الشهر الماضي، دعوات عن الإدارة الأمريكية لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة خارجية إرهابية، وضمها إلى قائمة وضعتها وزارة الخارجية الأمريكية، تشمل حماس وحزب الله وداعش، وعددأ من المنظمات الأخرى.

وانضم إلى الأًصوات المؤيدة للاقتراح كل من مارك دوبوفيتز، رئيس مجلس إدارة مركز الدفاع عن الديموقراطيات، وراي تقيه، زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية.

وكتب الباحثان، في مجلة فورين أفيرز أن معارضي الاقتراح يدعون بأنه يمثل استفزازاً غير حكيم، وذلك بالرغم من كون الولايات المتحدة دأبت، طوال العقود الثلاثة الأخيرة، على اعتبار إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم. ويضاف إليه، مشروع قانون طرح في عام 2007، وأيده عدد من الساسة الديمقراطيين والجمهوريين، ومنهم السناتوران آنذاك، هيلاري كلينتون وباراك أوباما، وكان يهدف لمحاصرة الحرس الثوري وتقويض مصالحه.

صفة ملازمة
ويقول دوبوفيتز وتقيه، إنه منذ تأسيسه في عام 1979، كان الإرهاب صفة ملازمة للحرس الثوري الإيراني. إذا لطالما قاد تلك القوة المؤلفة من 125 ألف جندي، رجعيون متطرفون.

وفي بداية الثمانينيات، بدأ نشاط الحرس الثوري الإرهابي خارج إيران في استقطاب الاهتمام. فقد جمع بين تنظيمات شيعية مختلفة، وأسس حزب الله الذي أصبح أهم وكيل فتاك لإيران.

ويقول الباحثان إنه بتوجيه ورعاية من إيران، نفذ حزب الله تفجيراً في معسكر للمارينز في بيروت في عام 1983، ما أدى لمقتل 238 جندياً أمريكياً. ومنذ ذلك الوقت، واصل الحرس الثوري تدريب وتسليح متشددين شيعة غير إيرانيين، وغالباً ما أرسلهم لمقاتلة أمريكيين. وكان تفجير برج الخبر في عام 1996، والذي قتل فيه 19 أمريكياً، من تنفيذ مجموعة من الإرهابيين بتوجيه إيراني. ومنذ عام 2003، استهدفت قوات شبه عسكرية دربتها إيران القوات الأمريكية في العراق.

أول هجوم
وفي عام 2011، نفذ الحرس الثوري أول هجوم له على الأرض الأمريكية عبر محاولته اغتيال السفير السعودي لدى أمريكا، عادل الجبير، داخل مطعم شهير في واشنطن. ويومها أعلن إيريك هولدر، وزير العدل آنذاك، أن المؤامرة “تم توجيهها والموافقة عليها من قبل الحكومة الإيرانية، وبخاصة قادة بارزين في قوة القدس”، ذراع للحرس الثوري.

ويرى الكاتبان أن إدارة ترامب يجب أن تدرك أنها لا تستطيع تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون إضعاف قوة الحرس الثوري الإيراني. ولتحقيق ذلك الهدف، يجب محاصرة امبراطورية الحرس المالية. وربما يستطيع الرئيس ترامب تفعيل القرار التنفيذي الرقم 1324، الذي اتخذه الرئيس الأسبق جورج بوش بعد تفجيرات 11/9 مباشرة، والذي يخول الإدارة سلطة تجميد أموال أفراد أو مجموعات تنفذ نشاطات إرهابية، أو على استعداد لتنفيذها.

فيلق القدس
وبحسب دوبوفيتز وتقيه، يستطيع ترامب تفعيل القانون ليشمل قوات الحرس الإيراني وأنصاره، ومنعهم من الاستفادة من مؤسسات مالية أو أسواق تجارية. وقد استفاد بوش من هذه الصلاحية لتجميد أموال فيلق القدس في عام 2007، بعد تقديمه دعماً مادياً وعسكرياً لحزب الله وطالبان وثلاثة تنظيمات فلسطينية.

تبادل أدوار
ولكن، ووفقاً للباحثين، يبدو أن تجميد حسابات فيلق القدس، لم يكن كافياً. فقد أثبتت الحرب السورية أن الفيلق ليس كياناً منفصلاً، بل جزءاً أساسياً من الحرس الثوري، حيث تعمل وحدات الطرفين جنباً إلى جنب، وغالباً ما تتبادل الأدوار.

قمع داخلي
ويلفت دوبوفيتز وتقيه إلى تحول قوة الحرس الثوري الإيراني أداة طيعة بيد طهران لقمع الإيرانيين في الداخل، ولتنفيذ عمليات إرهابية خارج البلاد. ومن أجل تدجين الجمهورية الإسلامية، لا بد للولايات المتحدة من إيجاد وسيلة لتقليص قوة الحرس، وتصنيفه كقوة إرهابية ليس إلا بداية الطريق.

التعليقات