عرب وعالم
بحضور عبدالله بن زايد.. الخارجية تحتفي بالعلاقات التاريخية مع إفريقيا جنوب الصحراء
اطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالتعاون مع “إكسبو 2020 دبي” بحضور الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي كتاب “رؤية مشتركة.. أصوات مشتركة”، تكريما للعلاقات المميزة التي تجمع دولة الإمارات بدول إفريقيا جنوب الصحراء.
جاء ذلك في الاحتفال الذي أقيم خلال حفل خاص استضافه حي الفهيدي التاريخي “البستكية سابقا”، أمس الأول، بحضور ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، بديوان عام وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وسلط الكتاب الضوء على العلاقة الخاصة والمميزة التي تطورت بين دولة الإمارات وإفريقيا جنوب الصحراء على مدى السنين، وعلى فرص التعاون الممكنة التي تسهم في ضمان مستقبل مشترك أفضل للأجيال المقبلة مدعومة من “إكسبو 2020 دبي”، الذي يعمل على إعداد المنصة المناسبة لمشاركة دول إفريقيا جنوب الصحراء في الحدث العالمي المرتقب.
وستتيح هذه المشاركة من منطلق التعاون الثقافي لدولة الإمارات وتلك الدول منبراً مهماً للبناء على تاريخ غني من العلاقات وتعزيز الروابط المشتركة، مع فرصة لا سابق لها، تتيح لدول جنوب الصحراء استعراض وتقديم أفضل ما لديها من أفكار وابتكارات مميزة وقواسم مشتركة.
ويتضمن الكتاب قصصاً وشهادات من مختلف أنحاء دولة الإمارات والقارة الإفريقية تستعرض وتروي تطور تلك العلاقات على مدى السنين، انطلاقاً من إحساس صادق وفهم عميق للمصالح والتقاليد والأهداف المشتركة.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي في هذه المناسبة.. “كتابنا هذا يعبر عن رغبة دولة الإمارات بتنمية أكبر وأعمق للروابط الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي تجمعنا.. وبينما يحتفي هذا الكتاب بالتبادل الحضاري واللقاءات والحكايات القيمة التي جمعت بين شعوبنا في الماضي فهو يطرح أيضاً تطلعات الإمارات العربية المتحدة نحو تحالف أعمق معا، ومن خلال الرؤية المشتركة سنستمر ببناء دولنا لتكون قوية صامدة وقادرة على إحداث التغير الإيجابي لنجعل سويا عالمنا أفضل”.
وتربط دولة الإمارات بالقارة الإفريقية علاقة تاريخية قوية مبنية على ثقافة وتقاليد مشتركة.. وعندما وجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس لدولة الإمارات، نظره إلى الغرب باتجاه إفريقيا وجد فيها قارة ضخمة متعددة اللغات والثقافات وذات تاريخ عريق، ولاحظ وجود روابط بين هذه الثقافات من شأنها أن توحدهم جميعاً حول أهداف مشتركة.
وعن علاقة دولة الإمارات بإفريقيا.. قال الشيخ زايد طيب الله ثراه: “إنني بقيام التعاون والصداقة بين العرب والأفارقة.. أؤكد أن من صالح العرب والإفريقيين أن تكون بينهم اتصالات أكثر وصداقة أكبر، فلا دين يفرقهم ولا مسافات تبعدهم، ولا عادات مختلفة تبعد بينهم، وإن التراث بينهم يتشابه وكذلك الأديان والعادات”.
وبفضل تلك الرؤية الثاقبة للشيخ زايد طيب الله ثراه لا يزال الإرث الذي تركه نابضاً بالحياة والحيوية.. بينما تمضي علاقات دولة الإمارات مع القارة بخطوات راسخة نحو مستقبل مشترك، يستند إلى أسس التفاهم والاحترام المتبادل التي أرساها الراحل الكبير.
وتشهد قارة إفريقيا اليوم نمواً متواصلاً وحضوراً متزايداً على الساحة الدولية بفضل قدراتها الذاتية، ومن المتوقع أن تصل حصتها من إجمالي التجارة العالمية إلى 12% بحلول عام 2045.
وكانت إفريقيا ولا تزال صديقاً حقيقياً وشريكاً مهماً لدولة الإمارات، فقد بلغ إجمالي قيمة تجارة السلع بين إفريقيا ودولة الإمارات في عام 2014 نحو 17.5 مليار دولار، مقارنة بنحو 5.6 مليارات دولار فقط في عام 2005.. في حين بلغت قيمة التجارة غير النفطية نحو 32 مليار دولار.
وفي عام 2009 حظيت دولة الإمارات بدعم كبير من الدول الإفريقية للفوز بحق استضافة المقر الرئيسي العالمي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”.. فيما تعمل 21 دولة إفريقية اليوم مع وكالة “إيرينا” لإنجاز مشروع “معبر إفريقيا للطاقة النظيفة”.
وبغض النظر عن هذه العلاقات الثنائية تنظر دولة الإمارات إلى شركائها من الدول الإفريقية كأصدقاء يتبادلون قيم الانفتاح والتسامح والشراكة كجزء من مجريات الحياة اليومية.
وانطلاقاً من هذا التعاون العريق ودور الثقافة في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين دولة الإمارات والدول الإفريقية سيكون “إكسبو 2020 دبي” منصة تدعم مصالح شركائها الإفريقيين خلال الحدث العالمي المرتقب.
ومن أبرز الشواهد على عمق وقوة العلاقات بين الدول الإفريقية ودولة الإمارات، الدعم الذي قدمته هذه الدول لدولة الإمارات في عام 2013 لاستضافة أول معرض “إكسبو” عالمي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا.
وتواصل هذه الدول لعب دور محوري في تحقيق هدف “إكسبو 2020 دبي”، الذي يسعى إلى جمع العالم تحت مظلة واحدة من أجل إيجاد حلول مشتركة للتحديات التي تواجه البشرية، فهي شريكة في الجهود الرامية إلى تسخير القدرة على الابتكار في سبيل التغلب على التحديات في المجالات التي تمثلها الموضوعات الفرعية للحدث العالمي المرتقب، وهي: الفرص والتنقل والاستدامة من أجل بناء عالم أفضل لنا جميعاً.
وتحقيقاً لذلك اعتمد “إكسبو 2020 دبي” إستراتيجية جناح خاص لكل دولة، ليمنح جميع الدول المشاركة من إفريقيا جنوب الصحراء وبقية مناطق العالم فرصة وافية لعرض أفضل ما لديها، وإبراز مقوماتها أمام جمهور عالمي.
وانطلاقاً من إدراك “إكسبو 2020 دبي” للدور الرئيسي للثقافة في إكسبو الدولي فإنه يحرص على أن تشمل الأجنحة جوانب متعددة تعكس التراث والتاريخ والتقاليد، إضافة إلى القيم والمفاهيم الفنية والثقافية العصرية.
كما سيقدم “إكسبو 2020 دبي” الدعم لدول إفريقيا جنوب الصحراء بمساعدتها في تنظيم أجنحتها الوطنية، وتقديم أفضل ما لديها أمام جمهور عريض بما يحقق مساعيها على منصة دولية بارزة.
وسيكون الحدث العالمي المرتقب في عام 2020.. مهرجاناً حقيقياً يحتفي بالتنوع الذي تفتخر به دولة الإمارات، والتقاليد الأصيلة للمنطقة العربية عموماً، وكذلك ثقافات وتقاليد كل دولة من مختلف أنحاء العالم.
كما ستكون فعالية “إكسبو لايف” منصة لإثبات أن إفريقيا جنوب الصحراء منطقة نابضة بالإبداع حافلة بالصناعة ومكان يسعى فيه الناس إلى حياة أفضل من خلال العمل الجاد والأفكار الذكية.
وباستخدام الموارد المشتركة وتحفيز الطاقات الإبداعية في عام 2020، تأمل دولة الإمارات في خلق عوامل التمكين الإقليمي الذي تطمح إليه.. فضلاً عن تطوير شراكاتها الراسخة مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء بما يعود بالخير على كل المشاركين ولأجيال عديدة مقبلة.