تحقيقات

05:01 مساءً EET

دبلوماسية عُمان وإعلان وقف إطلاق النار في اليمن

عمانيون في كل حدث إيجابي ولكل حدث إيجابي، عمانيون يصنعون البناء ويخطون بسلوكهم وأفعالهم وبأقوالهم وتصريحاتهم خارطة طريق خالية من الأشواك سالمة من التعرجات والانحناءات طريقا معيدة سالكة.

الدبلوماسية العمانية وبالتحديد يوم الثلاثاء 15/11/2016 م تعلن عن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في اليمن بداية من يوم الخميس.

إن ذلك الاتفاق من حيث التطبيق والتفعيل مرهون كما جاء، في تصريح معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي عبد الله بالتزام الأطراف بتطبيق الاتفاق ووقف الأعمال القتالية هذا يوم الخميس الموعد المضروب لبداية الالتزام بالمتفق عليه.

إن السلطنة وهي تحتفي بعيدها الوطني السادس والأربعين المجيد لم تنس قط محيطها بأن تهديه خبرا يبهج النفس ويسعد الدول.

إن جلالة السلطان أخذ على عاتقه دعم السلام لأي كان وفي أي مكان ولذلك فالسلطنة وعبر الخارجية تبذل جهدا وتستفرغ، وسعا ورحلات مكوكية واستقبالات دائمة لضيوف من الجزيرة العربية وضيوف من أمريكا ودول غربية ذلك كله من أجل حلول الضياء في اليمن وانقشاع دخان الحرب عنها.

السلطنة بوابة السلام لأنها مؤمنة به وللكافة وليس، فقط للإقليم أو لها،
إن هذا الخبر الذي جاء على لسان الدبلوماسية العمانية هو ثمرة جهود مضنية قامت بها السلطنة عندما تطلب منها الأطراف ذلك ولولا حيادها الإيجابي ووثوق الأطراف الإقليمية والدولية بها وتيقن الجميع من أنها لم تقرع يوما طبول حرب ولم تكن يوما جزءًا من مشكلة لما أمكن الإعلان عن ذلك.

الإعلان طبعا نص أن جني ثمار هذا الاتفاق مرهون على تطبيق سائر الأطراف لبنوده أي إن الكرة الآن في ملعب اليمنيين كافة والبلاد بلادهم.

فرصة مواتية قد لا تعوض وظرف دولي يجب التقاطه بالنسبة لدول التحالف قبل أن تهب الرياح بما لا يسر من خارج حدود الجزيرة العربية.

إن السلطنة تهدي هذا الاتفاق لها لأنها داعية السلام وهو ينسجم مع نهج قيادتها وميول شعبها وتهديه لأهل اليمن الذين طحنتهم الحرب فهدمت ما كان فيها عامرا وخربت قلاعا وحصونا وآثارا قديمة جدا وأزهقت أرواحا بريئة ودمرت بنية تحتية وسوت بالأرض ما كان عليها قائما.

إن السلطنة تهدي هذا الاتفاق لأهل اليمن الذين بات افتصادهم الهش أصلا في مهب الريح وبات الشعب على شفا مجاعة وباتت الأمراض الفتاكة قاب قوسين أو أدنى من التفشي والانتشار.

إن السلطنة تهدي خطواتها من أجل السلام لأهل اليمن الذين باتت بلادهم مقطعة في نسيجها الاجتماعي وباتت نعرات شمالي أنت وأنت جنوبي تطل برأسها.

إن السلطنة تهدي خطواتها من أجل السلام لأهل اليمن الذين باتت نعرات العصبية المذهبية تطفو على السطح وليس أشد فتكا ولا أكثر خرابا للبلدان من داء العصبية المذهبية والتعرات القبلية فإنها أشد تخرييا من الأرضة التي أكلت عصا سليمان عليه السلام القوية وأشد تدميرا من السوسة التي تدمر سدا عظيما.

إن المذهبية والقبلية بيت الداء في كل مجتمع ومجمع كل آفة في كل أمة.

إن السلطنة تهدي أهل اليمن هذا الجهد الذي بذلته لكي ينطلق أبناء اليمن إلى مدارسهم وحقولهم.

آن لليمن السعيد أن يكون سعيدا.

إن السلطنة من منظومة مجلس التعاون الخليجي وعصب التحالف عدد من دول الخليج وحيث إن هذه المنظومة يجب أن تكون في الخير كالجسد الواحد ترى أنه يجب الحفاظ على دول الخليج قوة عسكرية بالحفاظ على أرواح الجميع وقوة اقتصادية بالحفاظ على أموال هذه الدول من النزيف الدائم خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية على غير ما يرام من انخفاض أسعار النفط ووجود تخمة منه في السوق وبروز طاقة أخرى قد تصير بديلة عنه بالإضافة إلى ما تحتاجه الحروب من تمويل مالي كبير.

يبدو أن العالم سيشهد تقلبات قد تكون شديدة وهناك أيضا صدرت قوانين قد تؤدي لو تم تفعيلها إلى سحب مليارات من الأموال الخليجية.

إن السلطنة جبلت على عدم السرور برؤية جثث القتلى بين سائر الدول ومنها دول الخليج.

أتصور أن السلطنة إذا تم الالتزام بالاتفاق ستتمكن من توفير عشرات العشرات العشرات من مليارات دول الخليج المشاركة في التحالف فقيمة الصاروخ الواحد عالية جدا والطلعة الواحدة للطائرة عالية والسلاح عالي التكلفة وهو ينهك اقتصاديات دول الخليج ويستنزف ما بقي من ثروات صناديقها السيادية.

إن هذه الحرب تؤدي إلى شرخ بالغ في العلاقات الاجتماعية بين أبناء الخليج أنفسهم وبينهم وبين أبناء اليمن من جهة أخرى.

إن هذه الحرب تصرف جهد دول الخليج المشاركة في الحرب بعيدا عن تنمية الداخل.

إن السلطنة تهدي الملاحة العالمية هذا الاتفاق فهو يسهم في حفظ ممرات العبور الدولية آمنة مطمئنة مستقرة من غير وجود تهديد عبر باب المندب وغيره.

إن السلطنة وهي تستعد غدا الجمعة للاحتفال بالعيد الوطني السعيد لتزف البشري إلى أهل اليمن والخليج والعالم هذا الاتفاق فهي كما تنعم بالسلام والأمن ترغب أن ينعم الجميع بذلك.

إذا كان مؤشر المنظمات الدولية منذ يومين جعل السلطنة الأولى عربيا في الأمن والاستقرار والخلو من التطرف والإرهاب فإن السلطنة تريد أن يعم هذا المؤشر بلاد العرب كافة.

إن هذا يتحقق بأمور منها وعي القيادات بأهمية الحوار وضرورة تجنب الصدام وعدم اللجوء إلى القوة وضرورة أن يكون الدبلوماسي دبلوماسيا فعلا بتجنب التشنج في التصريحات والبعد عن الخطابات النارية لأن أي دبلوماسي يقوم بالتصعيد يتحول من دبلوماسي إلى وزير حرب إذا كان خطابه ناريا تصعيديا.

لقد منّ الله على عمان بقيادة حكيمة، واعية هادئة ومن الله على عمان دبلوماسية تحسب لكل تصريح وتقدر عواقب الأمور فلا تندفع وراءغريزة بل تسير وفق دواعي الحكمة ونداء العقل.

اليمنيون ها هي الفرصة قد أتت وها هو الصبح قد أشرق وها هو الفجر قد انبلج وها هو الصبح قد تنفس فليغتنم التحالف واليمن هذا الوجه المليح السافر من دعوة السلام من بلاد السلام بلاد قابوس والأمة العمانية.

التعليقات