عرب وعالم
تصويت الولايات الأميركية.. فلوريدا المتنازعة
إنها ولاية لها وزن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فعدد المندوبين فيها 29 وهو يعكس ضخامة عدد السكان.
من المفارقات أن فلوريدا كان لديها 8 مندوبين حتى العام 1948 لكن عدد السكان تزايد بسرعة هائلة خلال السنوات الستين الماضية والأسباب عديدة ومنها لجوء الكوبيين إلى الولاية وكوبا على مسافة قصيرة جداً من جزر الولاية، بالإضافة الى نزوح المتقاعدين من الشمال إلى الولاية الجنوبية، فهم يفضّلون الطقس المعتدل في الشتاء ويتركون نيويورك ومحيطها إلى فلوريدا بعد الستين من العمر. يشير أيضاً تزايد عدد السكان الى مجيء الآلاف من العمال إلى مشروع ديزني في أورلاندا وكان وولت ديزني بنى مشروعه في أرض متروكة وجذب الآلاف من الأولاد والكبار للزيارة وتحتاج مدينة ديزني قرب أورلاندو إلى الآلاف من العمال لخدمتها وخدمة الفنادق حولها.
وربما يكون السبب الأهم لتصاعد عدد السكان هو اختراع “التبريد في المباني” في بداية القرن العشرين، فمن الصعوبة العيش في صيف فلوريدا من دون السيطرة على الرطوبة والحرارة.
يعيش في فلوريدا الآن 20 مليون شخص من بينهم قرابة 8 ملايين ممن يعملون و450 ألف عاطل ما يضع الولاية في المعدل العام للبطالة على مستوى الولايات المتحدة فيما يصل الدخل الفردي إلى 44 ألف دولار وهي في المرتبة 29 بين الولايات الأميركية، لكن إنتاج الولاية القومي يصل إلى 789 مليار دولار سنوياً وهذا يضع الولاية بالمساواة مع دولة إندونيسياا مع أن عدد سكان إندونيسا أكبر من فلوريدا بـ 12 مرة أما لجهة المساحة ففلوريدا لا تساوي جزيرة في إندونيسا.
هذه الدورة الانتخابية
شهدت هذه الدورة الانتخابية مرشحين من الولاية، جيب بوش الحاكم السابق للولاية وماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ الاتحادي، لكن الآمال الكبيرة المعقودة على بوش لم تساعده لتخطي المرحلة الأولى من الانتخابات التمهيدية وانسحب بعد خسارة كبيرة في ولاية ساوث كارولينا، أما ماركو روبيو فمني بهزيمة في ولايته على يد دونالد ترامب الذي حاز على أكثر من مليون صوت فيما حصل روبيو على 636 ألف وانسحب بعدما أخذ ترامب كل مندوبي الحزب في فلوريدا.
أما هيلاري كلينتون فحققت فوزاً موازياً وحصلت على أكثر من مليون صوت فيما أخذ برني ساندرز 566 ألفا.
تاريخ التصويت
إنها ولاية متنازعة بالفعل، أخذها الديمقراطيون مع باراك أوباما في الدورتين الماضيتين وأخذها جورج بوش في دورة 2004 وقبلها 2000 وكان الفارق بينه وبين البرت غور بالمئات وتأخّر إعلان النتائج الرئاسية لأسابيع إلى أن قررت المحكمة العليا أن النتيجة لصالح جورج دبليو بوش.
هذه المرة يراهن الديمقراطيون على استعداء دونالد ترامب للإسبان واللاتين والمهاجرين وفي المقابل فإن المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم كين يتحدث الإسبانية والديمقراطيون يريدون جذب أصوات اللاتين لمصلحتهم.
إحصاءات الرأي في الولاية تشير الى تقدّم هيلاري كلينتون على ترامب بنسبة 44% لصالحها و37% لصالح ترامب ولو حصل بالفعل أن صوتت فلوريدا للمرشحة كلينتون تكون هذه أول مرة يصوّت ناخبو فلوريدا للديمقراطيين ثلاث مرات متتالية منذ حقبة روزفلت ترومان بين العامين 1932 و1948.
شخصيات معروفة
من أشهر المتحدرين من الولاية الممثل سدني بواتييه وأول امرأة في منصب مدعي عام أميركا وهي جانيت رينو وكانت وزيرة العدل الأميركية أي المدعي العام خلال ولايتي بيل كلينتون في التسعينات.
أما الشخصية الأشهر في تاريخ أميركا الحديث فهو هنري بولسون المشهور باسم “هانك” وكان وزير الخزانة الأميركية عندما انهارت الأسواق الأميركية والعالمية في العام 2008 وقام بدور هائل لإنقاذ المصارف ومؤسسات الاستثمار خلال الانهيار وأعدّ لعودة الأسواق الى طبيعتها بعد أشهر قليلة من دون التسبب بانهيار كامل.
فلوريدا
فلوريدا رمز لانتقال الثقل الأميركي من الشمال إلى الجنوب وستبقى “يد الطنجرة” كما هي معروفة هكذا لعقود مقبلة، مع أمل أن يحوّلها الديمقراطيون عن طريق المتحدرين من جذور إسبانية إلى ولاية زرقاء دائماً.