عرب وعالم
“تهديد ترامب” يسيطر على محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ في مراكش
من المقرر أن تسيطر المخاوف بشأن فوز المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب على مفاوضات الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي التي تبدأ الاثنين في المغرب.
ويلتقي نحو 20 ألف مشارك في مدينة مراكش المغربية في اجتماعات تستمر لأسبوعين للاتفاق على قواعد جديدة لكبح ارتفاع حرارة الأرض.
واكتسبت هذه الخطط زخما بعد أن دخلت اتفاقية باريس لمكافحة التغير المناخي حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.
لكن ترامب، الذي يصف قضية التغير المناخي بـ”الخدعة”، تعهد بأن تنسحب بلاده من الاتفاقية حال فوزه في الانتخابات.
قواعد جديدة
وبعد توقيع 193 دولة على اتفاقية باريس لمكافحة التغير المناخي، أصبحت الاتفاقية الآن قانونا دوليا، ثم صدق عليها أكثر من 55 دولة مسؤولة عن أكثر من 55 في المئة من الانبعاثات الغازية حول العالم.
ونجحت دول العالم في التوصل لاتفاقية باريس بعد سنوات من المفاوضات الفاشلة، وتهدف لكبح ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ما دون درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن الجاري وتعهدت بـ “مواصلة الجهود” لكبح هذا الارتفاع بحيث لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية.
وحينما قدمت الدول خططها الخاصة، أو ما يسمى المساهمات المحددة وطنيا، حول ما سوف تغعله كل دولة لخفض انبعاثات الغاز والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، كان الكثير من التفاصيل حول كيفية التحقق من هذه الخطط غامضا.
وسيكون الاتفاق حول تلك التفاصيل أحد المهام التي سيضطلع بها المفاوضون من كل أنحاء العالم في مراكش في “مؤتمر الأطراف” (COP22) على مدار الأسبوعين المقبلين.
لكن الأيام الأولى من المؤتمر سيطغى عليها إمكانية فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.
وكان ترامب قد قال في وقت سابق من العام الجاري إنه سوف “يلغي” اتفاقية باريس إذا انتخب للرئاسة، وإن الاتفاق “يضر بالشركات الأمريكية” وسوف يسمح “للبيروقراطيين الأجانب بالتحكم في كمية الطاقة التي يستخدمها الأمريكيون”.
وأسهم القلق من فوز ترامب في إحداث زخم عالمي لإدخال اتفاقية باريس حيز التنفيذ، وأصبحت الاتفاقية الآن فعالة وملزمة للدول، ما يعني أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية لن يكون أمرا سهلا.
وقالت سيغولين رويال وزيرة البيئة الفرنسية، والتي لعبت دورا بارزا في التوصل لاتفاقية باريس: “اتفاقية باريس تمنع خروج أي دولة منها قبل مرور ثلاث سنوات بالإضافة إلى سنة هي مدة إشعار مسبق قبل الخروج، ولذلك سيكون هناك مدة أربع سنوات من الاستقرار”.
وعلى الرغم من أن ترامب لن يكون قادرا على الانسحاب بسهولة من اتفاقية باريس، فإن تشكيكه في علم المناخ وتصميمه على إحياء صناعة الفحم الأمريكية وضعه على تناقض مع أغلب قادة دول العالم.
وقال خالد بوتس من منظمة نادي سييرا Sierra Club البيئية الأمريكية: “انتخاب شخص يشكك في علم المناخ مثل ترامب سيجعل أمريكا أضحوكة العالم ويضعها في موقف محرج فضلا عن تخلينا عن دورنا القيادي في العالم”.
وأضاف: “القمم الجليدية لا تتفاوض، وكذلك البحار التي يرتفع مستوى المياه فيها. فشل ترامب الأخلاقي في الاعتراف بأزمة المناخ ربما يؤدي لكارثة تصيب هذا الكوكب إذا ما تم انتخابه رئيسا”.