داعش الإرهابية،،وخطاب البغدادي الإنقاذي !!

بث أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة ” داعش ” تسجيلا صوتيا لا يمكن النظر لتوقيت بث التسجيل الصوتي إلا ان التطورات الحاصلة على الأرض في العراق أجبرت البغدادي بعد فترة صمت طويلة جدا بث مثل هذا التسجيل الصوتي الذي يمكن تسميه ” الخطاب الإنقاذي ” والذي يريد أبو بكر البغدادي من خلال هذا التسجيل الصوتي إنقاذ تنظيمه بخاصة في ظل تصاعد الحرب على الإرهاب في الأراضي العراقية والتقدم الحاصل للقوات العراقية في معركة تحرير الموصل ،،

خطاب زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي الذي بث في تسجيل صوتي نجد أن هذا الخطاب جاء على عدة نقاط وهي بالطبع نقاط مهمة يمكن من خلال النظر لها والوقوف عليها وتحليلها معرفة نتائج الحرب على الإرهاب في الأراضي العراقية في ظل ما تحققه القوات العراقية من تقدم في معركة الموصل ، وأيضا معرفة مدى قدرة تنظيم داعش الإرهابي على الصمود وتأثير الحرب على تنظيم داعش في العراق على بقية الفروع في مناطق الصراع وبخاصة في الأراضي السورية ،،

من النقاط المهمة التي جاء على ذكرها البغدادي في خطابه المسجل صوتياً هو ” دعوته لعناصر تنظيم داعش الإرهابي بالثبات وطاعة الأمراء ” من هنا نجد أن البغدادي الذي اراد التأكيد على عناصره التمسك والثبات كشف عن الانهيار الحاصل في صفوف عناصر داعش والتي لم تستطع هذه العناصر الثبات في معركتها مع القوات العراقية ، من هنا نجد ان فرع تنظيم داعش الإرهابي في العراق اليوم يسير على طريق التفكك والانهيار ،،

من جهة أخرى نجد أن تشديد البغدادي في خطابه الذي وجه إلى عناصر تنظيمه ” بطاعة الأمراء ” نجد أن ذلك ربما يكشف لنا ما قد يكون قد حدث داخل صفوف عناصر التنظيم من الهروب من مواجهة القوات الحكومية والانسحاب الانهزامي من بعض المواقع ، وأيضا نجد أنه في ظل التقدم الحاصل للقوات العراقية وهروب قيادات تنظيم داعش خلق ذلك لدى عناصر التنظيم حالة من العصيان لأوامر القيادات الداعشية ،،

من جهة أخرى أخذ خطاب البغدادي في بعض المواضع الطابع الهجومي عندما هاجم أطراف ودول وطالب عناصره بتنفيذ اعمال إرهابية فيها ، باعتقادي أن البغدادي أراد متعمداً أن يميل نحو الطابع الهجومي الذي جاء في خطابه في محاولة يائسة منه للتغطية على خسائر تنظيمه وعلى الجانب الانهزامي الذي ظهر في مواضع كثيرة من خطابه المسجل صوتياً في محاولة وهي بالطبع فاشلة بأن تنظيمه الإرهابي قادر على التمدد ولديه القدرة على خلق الفوضى في مناطق جديدة ، وأبو بكر البغدادي بتلك النبرة الهجومية اراد أن يبعث برسالة تشجيعية لعناصر تنظيمه الذي بدأ واضحاً أنه يسير في مرحلة التفكك والانهيار وان يعمل على طمأنتهم بأن التنظيم قادر على الصمود ،،

بالرغم من أن خطاب أبو بكر البغدادي أخذ في مواضع منه الطابع الهجومي إلا ان هذا الهجوم لايعد إلا محاولة فاشلة للتغطية على الانهزامية التي يعيشها التنظيم على الأرض والتي كانت هذه الانهزامية هي السمة الرئيسية للخطاب ، مايعني ذلك أن هذا التسجيل الصوتي للبغدادي كشف عن حالة التقهقر التي يعيشها فرع تنظيم داعش في العراق والتي لم يستطع أبو بكر البغدادي إخفاؤها في خطابه والذي كانت الانهزامية وعدم القدرة على الصمود واضحة برغم محاولات البغدادي الفاشلة للتغطية عليها بالإيهام بأن تنظيمه قادر على الصمود والانتصار في معركة الموصل ،،

بالنظر لخطاب البغدادي نجد أن فرع تنظيم داعش في العراق والذي يعيش في مرحلة التقهقر والتفكك والانهيار الحاصل في صفوف عناصر التنظيم ، نجد أن ما يحصل لفرع تنظيم داعش في العراق والذي كان القاعدة الرئيسية التي خرج منه فروع داعش وبخاصة في سوريا سوف يكون لذلك التأثير الكبير على بقية فروع التنظيمات وبخاصة في الأراضي السورية ما يمهد ذلك الطريق أمام المعركة المرتقبة وهي معركة تحرير الرقة السورية من فرع تنظيم داعش في الأراضي السورية ،،

الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي العراقية نجد أن القوة العسكرية ليست إلا نصف المعركة وحتى يتم الخلاص نهائيا من تنظيم داعش الإرهابي فهذا يتطلب تحقيق تقدم في الجانب الأخر من المعركة وهو الجانب السياسي ، لذلك نجد حتى يؤتي استخدام القوة العسكرية ضد تنظيم داعش ثمارها كاملة لابد من حدوث تقدم في مسار العملية السياسية في العراق والعمل على إحداث إصلاحات سياسية والقضاء على السياسيات الطائفية التي ساهمت هذه الممارسات الطائفية في تمهيد الطريق لولادة تنظيم داعش الإرهابي في العراق ،،