كتاب 11
خامنئي وحملة الحج الوهمية!
لا يوجد في العالم سوى وزارة حج واحدة، وهي من نصيب السعودية، لأنها وزارة فريدة من نوعها، وخاصة هي في مهماتها، وهي تواجه تحديات وجرائم من نوعية خاصة جدًا، ولعل أبرزها التي تقع في موسم الحج، جريمة النصب والاحتيال والخداع ببيع وترويج «حملات الحج الوهمية». تذكرت هذا جيدًا وأنا أقرأ وأتابع أخبار حملات الحج إلى كربلاء، التي روج لها زعيم إيران المثير للجدل علي خامنئي.
كنت في نقاش عن تلك المسألة مع بعض رجال الأعمال العرب من الأصدقاء المقربين، وكان النقاش عن «المصالح» الموجودة التي ستتم الاستفادة منها خلف دعوة «الملايين» إلى مكان واحد، عبر حملات منظمة من قبل «جهات» محددة بعينها. فالقرار بالتالي ليس قرارًا «دينيًا» فحسب، ولكنه أيضًا قرار مالي واستثماري، لأن به عوائد هائلة وعظيمة وفورية تفوق أي استثمار آخر مثيل له.
والقرار على الرغم من غرابته فإنه قرار «استغلالي» بحت، وهنا تحضر صديقي رجل الأعمال المصري المعروف بتعليقه الذي قال فيه: «إذن القرار من الممكن أن يكون قد جاء من (الغريزة التجارية والصناعية في طهران)، فهو قرار فيه خيال واسع لدرجة (السلطنة)، ولكنه في نفس الوقت قرار مالي بحت».
بعدها أضاف رجل آخر تعليقًا جديدًا ولافتًا قائلاً: «ألا يمكن للمسلمين أن يحاكموا خامنئي على أنه قام بحملة حج وهمية (خدع فيها الملايين من الأبرياء)؟».
الأمر المثير هناك هو تطرق رجل الأعمال إلى المسألة بشكل أعمق وأعرض، وبدأ طرحه غير بعيد عما يمكن أن تتطور إليه الأمور.
«اليوم أطلق خامنئي بالون اختبار في الهواء، وهو الحج إلى كربلاء، فلماذا لا يطلق بعدها حملة أن القبلة هي قم، فبعد أن جرب «الخدعة» الأولى ووجدت الحد الأدنى من القبول، فلماذا لا يطلق فكرة أخرى؟!»، وهنا لمعت أعين المتحدثين.. وأضاف آخر: «نعم.. نعم، والصيام يكون في محرم بدلاً من رمضان»! وأضاف أحد الحضور: «هل أنتم متخيلون حجم المصالح التي من الممكن أن تتولد جراء قرارات من هذا النوع وحجم المال الذي من الممكن أن يتكون؟ هذه عوائد على الاستثمار غير مكلفة، ولكنها تحقق مردودًا يفوق شركات آبل ومايكروسوفت وجنرال إليكتريك».
هنا أضاف أحدهم عبارة جعلت الكل يستلقي من الضحك: «أما خامنئي طلع (صايع) يا جماعة» (!) حملات الحج الوهمية التي أطلقها خامنئي إلى كربلاء بالإضافة إلى كونها حملة مضللة في مضمونها الديني، فإنها حملة «نصب» مالية لا فرق فيها بين شركات توظيف الأموال التي نصبت على المسلمين باسم الدين، أو النصاب مادوف، المستثمر الأميركي الذي خدع أعدادًا مهولة باسم الجشع.
ويستمر الاحتيال باسم الدين.