كتاب 11
هل ترضى إيران بتدويل طهران أو قمّ؟
جنّ جنون إيران عندما رفضت المملكة زيادة عدد الحجاج الإيرانيين سوى النسبة المخصصة لها كسائر الدول الأخرى، وما الإصرار على زيادة الحجاج الإيرانيين إلا بنيّة مبيتة لإثارة الشغب والتآمر على المملكة لإحراجها أمام العالم، بتهمة الفشل في إدارة الحج، وهذا شيء غير خافٍ على المملكة بعد كل الحوادث التي رافقت الحج على مدار السنوات الماضية، وكانت إيران هي الضالعة فيها من أيام الخميني إلى خامنئ ، وما زالت الملفات بحقائقها في حوزة المملكة المعروف عنها سياسة ضبط النفس وطول الأناة،
ومع بداية موسم حج هذا العام بدأ التحريض على المملكة مبكراً من خلال دعوة خامنئ تدويل الحج ، بحجة أن الأماكن المقدسة لجميع المسلمين، وتبع هذا التحريض تلك الأبواق من حزب الله عن طريق فريقها المجند لخدمة إيران في مواقع التواصل الاجتماعي، من لبنان، ومن العراق، ومن الحوثيين في اليمن.. أية عقلية خرقة هذه؟ هل سمعتم عن تدويل الأماكن المقدسة لليهود والنصارى في أوروبا، أو أمريكا، أو أفريقيا، أو آسيا؟ هل ترضى إيران بتدويل عاصمتها ( طهران مثلاً أو قمّ ) بصفتها ذات قدسية بالنسبة لها؟. هذه اللعبة الإيرانية القذرة ليست جديدة على إيران فقد دعتْ في عهد حكم ( صدام حسين ) على العراق، إلى تدويل الأماكن المقدسة للشيعة في ( النجف وكربلاء) وكانت هذه الدعوة من أسباب اشتعال الحرب الإيرانية العراقية الأولى.. أو ما اصطلح عليه بحرب الخليج الأولى. وما زالت تكرر هذه الدعوة الفاشلة نفسها!! قبل خمس سنوات تقريباً دعتْ إيران المسلمين أن يحجوا إلى ( قمّ) ولم يستجب لدعوتها إلا الضالين ممن هم على مذهبها الطائفي الذي تلعب على وتره منذ الثورة الخمينية التدميرية، ورفض معظم الشِيعة من العرب والمسلمين، واستقبلوا الدعوة بالسخرية والاستنكار. والملاحظ على إيران أنها كلما فشلت دعوتها في تدويل الحج استبدلتْ الدعوة بمكان آخر ضمن نفوذها كما دعتْ هذا العام المسلمين أن يحجوا إلى ( النجف وكربلاء ) بعد أن كانت تدعو إلى تدويلها في عهد صدام، والمتأمل هنا سيدرك أن هدف الدعوة هو فرض سيطرتها، لأن ( النجف وكربلاء ) ضمن سلطتها الآن بعد أن خضع لها حكام العراق الجدد.
الحمد لله مرّ الحج هذا العام دون منغصات تذكر وبعد أن فشلت إيران في تجنيد مواطنيها الذين منعتهم من الحج احتجاجاً على تحديد النسبة، وفشلت في تجنيدهم عن طريق العراق، ولبنان، واليمن بواسطة الحوثيين..
المملكة السعودية شرفها الله بأن تكون الأماكن المقدسة ضمن أراضيها التي لا تتجزأ، واصطفاها لخدمة حجاج بيته الكريم وهذا مايغيظ إيران وأذنابها، ولو كان فيهم خيراً لكانت لهم من الله بإرادته وليست بإرادتهم . لن تستطيع ولا أقول البلدان بل قارات العالم كلها أن تدير الحج كما تديره السعودية، ولن تكون هناك دول تخدم الأماكن المقدسة كما تخدمها السعودية، مسخَّرة لها المال، والرجال، والتقنية، وقبل كل ذلك الأمن الذي لم يعرفه المسلمون في الحج إلا في ظل هذه المملكة التي لن يهزمها حاقد، أو حاسدٍ، أو مستفيد، لأن الله هو حارسها، وناصرها، وممكنها.. والله يصطفي من يشاء من عباده.. لقد نجح موسم هذا الحج بامتياز كبير فالمملكة لها من التجربة والخبرة في إدارة االحج مالم تستطع أن تكتسبه قارات العالم مجتمعة، حتى الإيرانين القادمين من خارج إيران شهدوا بذلك وأعربوا عن تقديرهم وشكرهم للمملكة حيث الخدمات المقدمة وبسخاء منقطع النظير، على مقدساتها، ومقدسات المسلمين عامة ، واستنكروا تعنت إيران ومنعها للإيرانيين من داخل إيران من الحج إذ حرموهم من اللقاء مع مواطنيهم فمعظمهم في نطاق دائرة المنع من دخول بلادهم سياسياً، حسب ما أوردته قناة العربية يوم الأثنين الماضي بتاريخ العاشرمن ذي الحجة الموافق، ١٢ سبتمبر٢٠١٦م ..
وسيظل الحج وخدمة الحجيج خصوصية ميّز الله بها السعودية وأهلها ماشاء الله لها ذلك رغما عن كل مجحف، وجحود..
وحسناً فعلت إيران إذ منعت مواطنيها من الحج ولم تمنعهم المملكة ، فهم يأتون مجبرين على تنفيذ أجندات الفوضى والتخريب في الحج، وكل عام وأنتم بخير