تحقيقات

12:31 مساءً EET

زويل .. غاب العالم وبقى العلم

يغيب العالِم .. ويبقى علمه ينير الطريق للبشرية ..وسوف يسجل التاريخ باحرف من النوراسم العالم الجليل احمد زويل الذى غيبه عنا الموت .

ترك زويل ارثا علميا بدأ بحلم حققه بعمل متواصل وإخلاص ..،وكان التميز والنجاح هدف وأسلوب حياة .

وبين الصعاب والتحديات ..والتفوّق وكسر حواجز اليأس كانت حياة العالم الجليل احمد زويل الذى عاش عاشقًا للعلم متناسيًا كل مانع يعرقل مسيرة نجاحه .حتى رحل عن عالمنا ، بعد عمر حافل بإنجازات علمية سطرت تاريخاً مشرفاً له.

ونعته رئاسة الجمهورية ببيان جاء فيه: “إن مصر فقدت ابنا بارا وعالما نابغا بذل جهودا دؤوبة لرفع اسمها عاليا في مختلف المحافل العلمية الدولية ،وسيظل الفقيد رمزا للعالم الذي كرس حياته بشرف وأمانة وإخلاص للبحث العلمي, وخير معلم لأجيال من علماء المستقبل الذين سيستكملون مسيرة عطائه من أجل توفير واقع أفضل للإنسانية”.

مسيرة إنجازات خالدة..

وللراحل الكبير تاريخاً مشرفاً حافلا في الحياة العلمية، حيث نشر له أكثر من 350 بحثاً علمياً في المجلات العلمية العالمية المتخصصة.، وورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأميركية، كما جاء التاسع من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة حيث ضمت هذه القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل.

وُلد أحمد حسن زويل في 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور في محافظة البحيرة وتلقى تعليمه الأساسي في مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ قبل حصوله على شهادة البكالوريوس في تخصّص الكيمياء من جامعة الإسكندرية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل كمعيد في الكلية إلى جانب إكماله الدراسات العليا وحصوله على درجة الماجستير متخصّصا في علم الضوء.

سافر زويل إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر، ومن ثم تدرّج في المناصب العلمية في جامعتي كاليفورنيا “بركلي” (1974 – 1976) و”كالتك” التي تعد من أكبر الجامعات العلمية في الولايات المتحدة،إلى أن أصبح أستاذا رئيسيا لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في البلاد.

الطريق إلى “نوبل”..

حصل زويل على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء “الفيمتو”؛ حيث ابتكر نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر، له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

ويعتبر زويل أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، ولُقّب بخليفة الكيميائي الأعظم في القرن العشرين لينوس بولنج الحاصل على جائزة نوبل مرتين، الأولى في الكيمياء والثانية في السلام العالمي.

و في حيثيات منحها الجائزة لأحمد زويل أكدت الأكاديمية السويدية أن هذا الاكتشاف قد أحدث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به؛ إذ أن الأبحاث التي قام بها تسمح لنا بأن نفهم ونتنبأ بالتفاعلات المهمة.

اوسمة ونياشين وجوائز عالمية ..

حصل زويل على العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العالمية لأبحاثه الرائدة في علوم الليزر، وعلم الفيمتو التي حاز بسببها على 31 جائزة دولية منها: “جائزة ماكس بلانك وهى الأولى في ألمانيا، وجائزة وولش الأميركية، وجائزة هاريون هاو الأميركية”.

كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم، وجائزة هوكست الألمانية، وانتخب عضوًا في أكاديمية العلوم والفنون الأميركية، وحصل على جائزة الامتياز باسم ليوناردو دا فينشى.

منحته جامعات أكسفورد الأميركية بالقاهرة وجامعة الإسكندرية ، الدكتوراه الفخرية، بجانب حصوله على جائزة ألكسندر فون همبولدن من ألمانيا الغربية وهي أكبر جائزة علمية هناك.

سلطنة عُمان أيضًا كرّمت زويل، بمنحه جائزة السلطان قابوس في العلوم والفيزياء، كما حاز جائزة وولف الإسرائيلية في الكيمياء لعام 1993.

انتخبته الأكاديمية البابوية ليصبح عضواً بها ويحصل على وسامها الذهبي سنة 2000، ونال أيضًا قلادة بريستلي أرفع وسام أميركي في الكيمياء سنة 2011.

وعلى المستوى المحلى ، نال أيضًا زويل وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وقلادة النيل العظمى وهي أعلى وسام مصري، كما أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين في البلاد، وأصدرت هيئة البريد المصري طابعي بريد باسمه وصورته، وتم إطلاق اسمه على صالون الأوبرا المصرية.

ويقول زويل في سيرته الذاتية التي نشرها عام 2003 تحت عنوان “رحلة عبر الزمن .. الطريق إلى نوبل”، إن االبيئة الحافزة – كما أسماها – كانت سر نجاحه؛ فقد حظي بتنافس حاد بين الجامعات الأمريكية لاستقطابه لديها ورعاية ابتكاراته وتمويل أبحاثه الخاصة.

اختاره الرئيس الأمريكي باراك أوباما كبير مستشاريه العلميين..

واستعان به الرئيس عبدالفتاح السيسي كعضوًا بالمجلس الاستشاري العلمي لكبار علماء وخبراء مصر ..

ميلاد كيمياء الفيمتو ..

علم الفيمتو ثانيه الذى نال عنه زويل جائزة نوبل ، تم إكتشافه عام 1988 بعد العديد من الابحاث والتجارب التي أجريت في معامل الأبحاث بجامعة كالتك بولاية كاليفورنيا الأمريكية. وهي إستخدام كاميرات خاصة فائقة السرعة لملاحظة التفاعلات الكيميائية بسرعة ثانية الفيمتو وهي أقل وحدة زمنية في الثانية الواحدة.

هذا الاكتشاف المذهل يمكن إستخدامه في العديد من المجالات مثل الطب, الاليكترونيات, علوم الفضاء, الكيمياء, الفيزياء وغيرها.

ويمكن الاكتشاف الملاحظة بالتصوير البطئ ما يحدث خلال أي تفاعل كيميائي ومن ثم يمكن شرح العديد من المعادلات والصيغ الكيميائية الصعبة التي لم نفهمها من قبل مثل معادلة “فانت هوف” التي نال عنها جائزة نوبل.

الكاميرا الفائقة السرعة التي استخدمها الدكتور أحمد زويل يجعل مشاهدة التفاعلات الكيميائية أثناء حدوثها ممكنا .

(وكمثال يقرب الفكرة مشاهدة الإعادة للكرة في المباراة بالتصوير البطئ.)

هذه التقنية تساعد أيضا علي تفسير أسباب حدوث بعض التفاعلات الكيميائية وأسباب عدم حدوث بعضها كما يمكننا تفسير سبب تأثر تلك التفاعلات من حيث سرعتها ونتائجها بالحرارة.

ويستخدم الفيمتو حاليا في مختلف أنحاء العالم لفهم ميكانيكية التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند إذابة أي من الموادالكيميائية المختلفة في السوائل أو لتطوير أنواع جديدة من المواد الصناعية لإستخدامها في الاليكترونيات كما تستخدم في مجالات البحث الخاصة بدراسة الأنظمة البيولوجية المختلفة.

وتساعد معرفة ميكانيكية التفاعلات الكيميائية علي التحكم فيها حيث ان بعض التفاعلات الكيميائية التي نقوم بها لإنتاج مادة معينة قد ينتج عنها بعض التفاعلات الاخري الغيرمرغوب فيها والتي يجب ان يتبعها عمليات التنظيف والفصل لإستخراج المادة المطلوبة فقط ولكن إذا أمكننا التحكم في التفاعلات الكيميائية نستطيع تجنب هذه التفاعلات الغير مطلوبة .

لقد غيرت كيمياء الفيمتو نظرتنا للتفاعلات الكيميائية فبإستخدام ثانية الفيمتو نستطيع ان نري تحركات الذرات كما تخيلناها قبل ذلك بإستخدام كاميرا خاصة فائقة السرعة.

ويستخدم العلماء حول العالم الآن ثانية الفيمتو في دراسة وتحليل العديد من المواد الكيميائية بمختلف أشكالها السائلة والصلبة والغازية وتفاعلاتها مع بعضها البعض وتغطي تطبيقاتها العديد من المجالات بدءا من دراسة العوامل المساعدة في التفاعلات الكيميائية وكيف يتم تصميم المكونات الاليكترونية للجزيئات ووصولا الي أدق العمليات المتعلقة بالحياة مثل الطب وكيفية تطويره في المستقبل.

ويساعد المزيد من البحث والدراسة في هذا المجال علي إكتشاف فوائد اخري له وعلي التفسير الدقيق لجميع المفاهيم الهامة في الكيمياء مثل الإتحاد والإنفصال بين المواد الكيميائية وغيرها من المفاهيم الهامة الاخري.

كان حلما .. واصبح علما
مركز علمى عالمى على أرض مصر..

لم تدفعه الغربة إلى نسيان موطنه الاصلى ،وعاد ليحقق حلمه بمشروع مركز علمى عالمى على أرض مصر كان بمثابة مبادرة لتطويرالعلم والتعليم في مصر.، فعرض إنشاء جامعة خاصة لدراسة العلوم، تسهم في تخريج الالاف من الطلاب القادرين علي البحث العلمى ..وقرر مع لفيف من أمهر علماء العالم المصريين أن يضع حجر الأساس لمدينة العلم والتكنولوجيا، والتي سميت باسمه تكريمًا له “مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا”، وتم تأسيسها فى 2001 ولكن توقف المشروع وظل يحارب من أجل بناء المدينة العلمية،ليعود من جديد عقب 25 يناير 2011،حيث تعرض حلم زويل في بداية عهده إلي ما يشبه الاغتيال، بعد أن تكالبت روؤس الفساد ووقفت ضد حلمه ليتعرض المشروع للتجميد مؤقتا.

وفي عام 2014، أصدر الرئيس السابق، عدلي منصور، قرارًا جمهوريًّا بتخصيص 200 فدان لبناء المقر الجديد لمدينة زويل في منطقة حدائق أكتوبر بمدينة السادس من أكتوبر. و كَلَّفَ الرئيس عبد الفتاح السيسي الهيئةَ الهندسية للقوات المسلحة بأعمال بناء وتشييد الموقع الجديد للمدينة.، وبالفعل بدأت أولي خطوات حلم زويل بالعبور إلي المستقبل تترجم لواقع،وبدأت العجلة في الدوران ورأينا شباب مفعم بالأمل يجري نحو الإلتحاق بالجامعة في ترجمة عملية تبرز مكانته وقيمته.

صرح علمى متكامل ..

وتتكون مدينة زويل العلمية، من جامعة متخصصة في العلوم والتكنولوجيا، ومراكز البحوث، وهرم التكنولوجيا، ومهمته الأساسية تطبيق الأبحاث العلمية على صناعات القرن ال21 في مصر.

ويعكف علماء مدينة زويل على دراسة تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية، والبحث عن علاج لفيروس (سي) بـ«النانوتكنولوجي»، بجانب إنشاء 8 مراكز على

أعلى مستوى.،و تعد مدينة زويل أحد المشروعات القومية الكبرى التي ستعود بالنفع على الاقتصاد والإنتاج القومي ما يسهم في تحقيق حياة كريمة للشعب المصري.

وادركت مدينة زويل أهمية التعاون البحثي والعلمي مع المؤسسات العلمية الأخرى في مصر وحول العالم، حتى تستطيع معالجة العديد من القضايا على المستويين المحلي والعالمي. بمشاركة أعضاء هيئة التدريس والباحثين في مشاريع متعددة التخصصات عبر شبكة من المؤسسات المحلية والدولية في العديد من المجالات، مثل، علم الجينوم، وتكنولوجيا النانو، وعلوم المواد، والخلايا الجذعية، وعلاج السرطان، والطاقة المتجددة، والمواد الذكية والفيزياء الأساسية.

ومنذ افتتاح المدينة في نوفمبر 2011 وحتى الآن، نشر الباحثون والأساتذة 214 ورقة بحثية في دوريات علمية مرموقة ذات تأثير كبير في مجالات تكنولوجيا النانو، الفوتونات، الخلايا الجذعية، علم الجينوم، العلوم الطبية، أجهزة وإلكترونيات النانو، والفيزياء الأساسية.

كما قاموا بعرض 268 ورقة بحثية في مؤتمرات عالمية في شتى المجالات واستطاعت الجامعة تمكين العلماء من تأمين 34 مليون جنيه مصري، في شكل منح بحثية، من المنظمات القومية والدولية.
وكانت آخر اعمال زويل التليسكوب رباعى الابعاد والذى كان مقررا ان يعلن عنه عند افتتاح المدينة رسميا قبل نهاية 2016 ، الا ان القدرلم يمهله و فاضت روحه إلي بارئها .، لكن زويل الذي نجح في هزيمة الفشل، سيبقي قادرًا علي النجاح مرة أخري علي هزيمة الموت ، بما تركه من علم لا يفني وأجيال تدين له بالوفاء.

وصيته الاخيرة ..

وكانت وصية العالم الجليل الاخيرة أن يتم دفنه في وطنه مصر وأن تظل مدينته منارة مصر ومشروعها المتواصل حتي بعد رحيله.

مجدى يعقوب يستكمل المسيرة ..

مدينة زويل العلمية التي كان يحلم بها العالم الراحل سوف تستمر وتستكمل مسيرتها، في استقبال الطلاب وقبول دفعة جديدة، بمساعدي الدكتور زويل .فالعالم الكبير لم يكن يدير الجامعة وحده وله طلاب سيسيرون على دربه ،ويتكون مجلس المدينة من 30 شخصية عامة،ومن ابرزهم الدكتور مجدي يعقوب والدكتور محمد أبو الغار والدكتورة فايزة أبو النجا مستشار رئيس الجمهورية والدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى السابق والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى

والتكنولوجيا، والدكتور عمرو شعراوى المدير الأكاديمى بالجامعة الأمريكية، فيما تداولت أنباء حول اختيار الدكتور مجدي يعقوب ليكون رئيسًا للجامعة خلفًا للعالم الراحل زويل.

رحلته عبر الكتب ..

رحلة زويل العلمية سجلت في مذكراته وبعض الكتب العلمية المنشورة باللغة العربية والتى نذكر منها :

– رحلة عبر الزمن.. “الطريق إلى نوبل 2002 “: وفيها تحدث عن بدايته ودراسته بجامعة الإسكندرية، وأسطورة “الفيمتو ثانية”، والتي حصل من خلالها على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999.

– “عصر العلم 2005 “أسبوعاً من الاحتفالات الأسطورية” هكذا وصف العالم المصري أحمد زويل الأيام التي تلت إعلان فوزه بالجائزة العالمية في الكيمياء، والتي دائما ما كان يتذكر الدعوة التي وجهت له في الاحتفال: “وأدعوك لأن تتقدم إلى الأمام لتتسلم جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999 من يدي جلالة الملك”.

والكتاب يسرد سيرة صاحب نوبل في الكيمياء، منذ رحلته للتعلم في الإسكندرية حتى حصوله على بعثة علمية في جامعة بنسلفانيا،وصولا إلى دخوله في عالم الأبحاث والتجارب العلمية حتى الترشح لنوبل.،وقام الأديب العالمي نجيب محفوظ، بكتابة مقدمة الكتاب أشاد فيها بموضوع الكتاب وخطورته.

– “حوار الحضارات 2007” وهو نص محاضرة قام صاحب نوبل بإلقائها في محاضرته بباريس أمام منظمة اليونسكو.، وقدّم خلال الكتاب حلولا من شأنها الوصول لحوار حقيقي بين الحضارات، لخصها في قوله: “أعتقد أن الحرية والقيم الإنسانية، والتي تعد مبادئ أساسية في الديمقراطية، هي شيء أساسي لقفزات من التقدّم والاستخدام الأفضل للموارد البشرية، ويجب أن تصدر هذه المبادئ للذين لا يملكون، ولكن مع تفهم الفوارق الثقافية والدينية ومن غير سيطرة أو إكراه”.

كما تحدث عن قوة الإيمان بالمعرفة وخطورة الجهل الذي يصفه بأنه مصدر البؤس والشقاء لكل الناس دون جدال حين قال: “أحاول أن أبرهن هنا على أن الخلل في النظام العالمي المعاصر إنما هو ناجم جزئيا عن الجهل بالحضارات أو التذكر الانتقائي للماضي والافتقار إلى رؤية الأشياء وفقاً لعلاقاتها الصحيحة، وجزئيا عن البؤس الاقتصادي والظلم السياسي اللذين يعاني منهما” عالم الذين لا يملكون” والذين يشكلون نحو 80% من سكان العالم في كل القارات ومختلف الثقافات. تلك هي الحواجز التي تحول دون الوصول إلى حالة متقدمة من النظام العالمي، فإذا ما تخطينا تلك الحواجز، فإننا سوف نصل إلى وضع أفضل في حوار الحضارات”.

– “الزمن 2007” ويمثل نص المحاضرة القيمة التي ألقاها زويل، حول ألغاز الزمن ومعجزاته، حيث يتناول فيها تاريخ قياس الزمن ومستقبل هذا العلم. ويقول: “ومن الأشياء البالغة الصغر – الذرة – إلى البالغة التعقيد – الحياة – فالعظيمة الحجم – الكون – وعلى الرغم من وجود بعض الأسرار المستعصية فإننا مع الوقت سوف نصل إلى آفاق جديدة في العلم”،و”تتحدد كل الظواهر التي نعرفها في كوننا هذا، بمقاييسها الزمنية، ويبدو أن هذه الظواهر سواء كانت ظواهر ثابتة أو متغيرة، تتبع أو تنضبط بمقياس زمني لوغاريتمي يمتد من العوالم البالغة الصغر (الذرات) إلى العوالم البالغة الكبر (الأجرام الكونية)”.

رحل زويل وترك ارثا علميا وسيبقى رمزا للعالِم الذي أفنى حياته من أجل البحث العلمي،وخير معلم لأجيال من العلماء عليهم أن يقتدوا به ويكملوا مسيرة عطائه من أجل توفير واقع علمي أفضل.

التعليقات