عرب وعالم

02:18 صباحًا EET

لبنان: رسالة تحذيرية للقطاع المصرفي.. بتفجير «بنك لبنان والمهجر»

تلقى القطاع المصرفي اللبناني تحذيرا شديد اللهجة، في أعقاب تفجير استهدف مصرفا لبنانيا غروب يوم أمس، في عملية كان واضحا أنها لا تهدف إلى إيقاع إصابات بشرية، لكنها أصابت قطاع المصارف التي تواجه أزمة في العلاقة مع ما يسمى «حزب الله» على خلفية إقفال حسابات عائدة لمناصري الحزب؛ تنفيذا لقانون أميركي يضيق على تمويلاته.
ورفض وزير الداخلية نهاد المشنوق توجيه الاتهامات إلى طرف محدد و«استباق التحقيقات»، لكنه لمح إلى ارتباط العملية بالأزمة الواقعة بين الحزب والمصارف، خصوصا أن المصرف المستهدف هو أول من بدأ تطبيق القانون الأميركي. وجزم المشنوق بأن التفجير هو «رسالة واضحة للمصرف».
وقال المشنوق إن «القطاع المصرفي أقوى من كل التفجيرات؛ لأنه يمثل كل اللبنانيين، ونجاحه أكيد، وهو سيلتزم بتطبيق القانون مهما حدث». ورأى المشنوق، أنه من «الواضح أن التفجير هو خارج إطار التفجيرات التي كانت تتحسب منها القوى الأمنية» في إشارة إلى ما كان تردد عن تحذيرات غربية ومحلية من عمليات إرهابية لتنظيم داعش قد تحصل خلال شهر رمضان، وقال «هذا عمل إرهابي، لكنه إرهاب من نوع آخر».
أما النائب وليد جنبلاط، فقد وجه الاتهامات إلى إسرائيل بالضلوع في العملية، داعيا إلى الحوار بين المصارف وما يسمى «حزب الله»، مشددا على أن القطاع المصرفي هو المستهدف، في حين رفض «بنك لبنان والمهجر» اتهام أي جهة بالوقوف خلف الانفجار الذي وقع على مدخل المصرف. وقال نعمان أزهري، رئيس مجموعة «بنك لبنان والمهجر» «لم تصلنا أي رسائل تهديد، ونتمنى عدم استباق الأمور وانتظار التحقيقات»، مؤكدا أنهم بصفتهم مصرفا «حريصون على أن يكون المصرف يعمل بطريقة إيجابية لمصلحة الجميع، ولن نتخذ أي إجراءات تضر بفئة معينة».
وكان انفجار هز مدينة بيروت غروب يوم أمس، ليتبين أن عبوة ناسفة وضعت بالقرب من مبنى «بنك لبنان والمهجر». وبدا من سياق التفجير، أنه معد لعدم إيقاع إصابات، حيث وضعت العبوة في شارع فرعي، عشية يوم العطلة الأسبوعية وفي ساعة الإفطار.
وبالفعل لم يؤد التفجير إلى وقوع إصابات، ما خلا إصابتين طفيفتين جراء الزجاج المتناثر. وقد سارعت القوى الأمنية إلى ضرب طوق حول مكان التفجير، فيما صدرت مواقف سياسية مستنكرة للعملية. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن الصليب الأحمر قوله «إن شخصين خضعا لعلاج من إصابات طفيفة».
وشوهد الدخان يتصاعد من منطقة فردان ببيروت بعد سماع دوي الانفجار. وأظهر تلفزيون محلي لقطات لمبنى متضرر، وقال «إن الزجاج تطاير على الأرض من طوابق عدة». وقال مصدر أمني «إن القنبلة احتوت على كيلوغرامين من المتفجرات». وقال الوزير المشنوق «إن القنبلة وضعت في حقيبة بجانب الجدار الخلفي للمبنى». وتابع «إن من الواضح سياسيا أن المستهدف كان (بنك بلوم)». وقال «إن الهجوم ليست له صلة بتنظيم داعش الذي نفذ تفجيرات انتحارية في بيروت في السابق».
ويأتي التفجير عشية تحذير وجهته السفارة الكندية في بيروت إلى مواطنيها المقيمين في لبنان؛ لتجنب التوجه إلى المطاعم في وسط بيروت ومنطقة الحمرا، ولا سيما خلال فترة عطلة نهاية الأسبوع. كما طالبت موظفيها بتجنب التجمعات الكبرى، واتخاذ أعلى درجات اليقظة والوعي، واقتصار تحركاتهم على الضرورية فقط.

التعليقات