عرب وعالم

11:15 صباحًا EET

واشنطن بوست: أمريكا وحلفاؤها مستعدون للمساعدة في تسليح القوات الليبية ضد داعش

اهتمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الصادرة، اليوم الثلاثاء، بالتصريحات الأخيرة التي صدرت عن دبلوماسيين من 25 دولة ومنظمة دولية، بينها الولايات المتحدة، بشأن عزمهم بحث مسألة تسليح وتدريب حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في ليبيا حتى تتمكن من مكافحة انتشار الجماعات الارهابية في البلاد ومواجهة تهريب المهاجرين إلى أوروبا.

وذكرت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم – أن هذه التصريحات جاءت في أعقاب قيام رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج بوصف الأوضاع الراهنة في بلاده بـ”بالمتردية والسيئة للغاية”، محذرا من أنه في حال لم يتم اتخاذ أي إجراء، فإن الدول الأخرى لن تكون بمنأى عن مزيد من الهجمات من جانب “قوى الإرهاب التي تقف لها بالمرصاد في ليبيا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن تحذير السراج في هذا الصدد جاء بالتزامن مع قرب بدء جولة أسبوعية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الشرق الأوسط يعقد خلالها مناقشات حول الأزمات في سوريا وليبيا وآسيا الوسطى، فيما تزايدت حدة القلق والمخاوف في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في ضوء تردي الأوضاع وازدياد تفاقمها في ليبيا وسوريا على وجه الخصوص.

ونوهت الصحيفة إلى أن هذه الدول تسعى للوصول إلى حلول سياسية كخطوة أولى لكي تتاح فرصة التدريب أمام المزيد من القوات العسكرية للتصدي لمقاتلي تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية الأخرى التي عززت تواجدها مع انتشار الفوضى.

وقالت “واشنطن بوست” إن الدبلوماسيين أكدوا في بيان مشترك صدر عقب اجتماع مطول تناول سبل كبح جماح الفوضى في ليبيا، أنهم سيدعمون طلب ليبيا لإعفائها من الحظر المفروض عليها من جانب الأمم المتحدة منذ خمس سنوات لمنع سقوط الأسلحة في أيدي المسلحين المتشددين والميليشيات المتناحرة.

ووفقا للبيان، هناك نقاط أخرى من الحظر سيتم الإبقاء عليها وتشديدها، بحيث تذهب الأسلحة فقط للقوات التي يجري تأسيسها من قبل حكومة الوفاق الوطني التي عادت إلى ليبيا قبل ستة أسابيع فقط، عندما وصل رئيس الوزراء فايز السراج إلى بلاده على متن قارب مع حلفائه.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة و20 دولة أخرى، بينها أربع دول من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، إلى جانب أربع منظمات أخرى الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، وقعوا على البيان، وأبدوا استعدادهم لدعم مطالب الحكومة الليبية لتدريب وتسليح قواتها الأمنية التي تعد جزء من ركان بقائها.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي إنه سيتحتم على المجتمع الدولي أن يدعم حكومة السراج، باعتبارها الجهة الشرعية الوحيدة في ليبيا، والتي يجب أن تبدأ على الفور مهام عملها، مؤكدا أن الموقعين على البيان ينتظرون الطلب الرسمي من جانب طرابلس حتى تتم مناقشته والتصويت عليه في الأمم المتحدة.

بدوره، رأى وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أن مفتاح مكافحة الإرهاب وموجات الهجرة غير الشرعية يكمن في استقرار ليبيا.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه رغم نجاح حكومة السراج في السيطرة على عدد من الوزارات المهمة والمؤسسات، من بينها البنك المركزي، إلا أنها لا تزال محرومة من تأييد أغلبية أعضاء البرلمان الوطني، بينما تقع المناطق الشرقية من ليبيا تحت سيطرة حكومة منافسة وميليشيات مسلحة، إذ يسعى الجانبان المتناحران من خلال احتدام أعمال القتال بينهما إلى السيطرة على الاحتياطيات النقدية في البلاد وصناعتها النفطية.

وذكرت أن الغرب يسعى حثيثا لتقديم المزيد من الدعم لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس بحيث يمكن توجيه جهودها ضد تنامي تنظيم داعش، الذي ضاعف عدد مقاتليه في ليبيا خلال العام الماضي، وأصبح عددهم يقدر الآن بنحو 6 الآف مقاتل، كما تريد الحكومات الغربية أيضا من السلطات الليبية أن تقوم بدوريات أفضل لمراقبة سواحلها ووقف عدد تدفق اللاجئين نحو إيطاليا.

التعليقات