كتاب 11
حديث عن الصحافة وجائزتها
في دبي مكان لكل إنسان، هذا سرها. ومثل الملايين، عندما انتقلت للسكنى والعمل فيها، وجدتها مرحبة ومتسامحة، عشت فيها عقدا ونيفا. المبدعون، والمغامرون، والمبتدئون، والباحثون عن مساحة لأنفسهم، الشباب والكبار، النساء والرجال، وجدوها مدينة النجاح، لا تشعرك بأنك أجنبي، ولا غريب، أو تعاملك منبوذا.
وكعادة هذه المدينة التي تميز نفسها، صارت دارا كبيرة للإعلام والصحافة، الحديث منها والقديم، نجحت رغم شكوكنا في أنها تستطيع أن تفي بوعودها لصعوبة الإعلام وإشكالاته.
وفي الأيام الماضية كررت احتفاليتها الإعلامية السنوية، المنتدى والجائزة. ووجدتني شخصية العام الإعلامية، وشرفني الشيخ محمد بن راشد راعي الحفل بالجائزة السنوية.
ويجب علي الاعتراف بأن الجائزة لا تخصني وحدي، لأن كل ما حققته كان عملا جماعيا، سواء في المطبوع أو التلفزيوني أو الوثائقي أو الرقمي والتواصلي. والذين عملت معهم عددهم أكبر بكثير من أن تتسع سطور هذه الزاوية لذكرهم، والمعارك التي خضتها بعضهم دفع حياته لها، تغمدهم الله برحمته. لم تكن وظيفة روتينية ولم نكن في منافسة مهنية محترمة. ولهذا أهديها أولاً لكل من افتدى حياته لها، ومن عانى بسببها، ومنهم أخي جواد كاظم الذي نجا من الاعتداء عليه، وهناك من عاش في الأسر زمنا طويلا مثل أخي بكر عطياني، وقبله وائل عصام، والذين خاطروا بحياتهم يعبرون الحدود للمجهول. وهناك جيش من الزملاء الأصدقاء الذين كانوا وراء هذه النجاحات، وإن كان لا يرى من الجبل إلا رأسه، يستحقون التكريم بنفس المقدار. مهنتنا صعبة نصارع فيها سنين طويلة، ولأننا نسبح ضد التيار، فأكثرنا لا يجد شيئا من الاعتراف به.
لهذا أنا من القلة المحظوظة وممتن للشيخ محمد بن راشد تقديره وجائزة الإعلام من المنتدى الإعلامي، ليس لأنها الوحيدة لي في أربعين سنة، بل أيضا لأنني أعتبرها التفاتة لتيار أنا منه، يؤمن بالعصرنة، ويصر على استخدام الإعلام من أجل التغيير الإيجابي في منطقتنا التي تستحق الأفضل.