عرب وعالم

01:56 مساءً EET

حزم الشيخ جابر المبارك يجنب الكويت خسارة مليار دولار

تمكنت الحكومة الكويتية وبحنكة شديدة جداً من نزع فتيل الازمة وانهاء الاضراب والذي كاد يكبد الكويت اكثر من مليار و200 مليون دولار لو استمر عشرة أيام وذلك في الوقت الذي تعاني فيه الكويت من عجز كبير جدا في الميزانية بعد الانهيار الحاد فى أسعار النفط العالمية.

جاء ذلك بعد ثلاثة أيام من التكهنات المتشائمة والتحليلات التي كانت تصف الوضع النفطى الكويتى بالكارثى على المستويين المحلى والدولى والخسائر التى كانت تتكبدها الكويت يومياً وتقدر بحوالى 20 مليون دينار كويتى أى ما يعادل أكثر من 66 مليون دولار يومياً.

واستطاعت حكومة الشيخ جابر المبارك، أن تتخذ منذ بدء  الإعلان عن الإضراب شعار الحزم فى مواجهة الإضراب الذى جاء لاعتراض العاملين الكويتيين فى القطاع على تطبيق البديل الاستراتيجى وهو ما يدعو إلى مساواة رواتب العاملين في النفط مع العاملين فى القطاع الحكومى وتقليص بعض الامتيازات التى كانوا يحصلون عليها إضافة إلى رواتبهم التى توصف بأنها عالية، ونتيجة انخفاض إنتاج الكويت النفطى إلى 1.1 مليون برميل هبوطًا من مستوى 3.065 مليون برميل يومياً، تخطت الخسائر إيقاف ثلثى إنتاج النفط الخام فى حقول شركة نفط الكويت، وكذلك خسرت المصافي في شركة البترول الوطنية الكويتية نصف الطاقة التشغيلية، أما في اليوم الثالث للإضراب، فقد بلغ معدل إنتاج النفط الخام 1.5 مليون برميل يوميًا أي نصف الإنتاج المعتاد .

ويرى المراقبون أن الثبات الحكومي على المبدأ، وقلة خبرة النقابات النفطية في التعامل مع مثل هذا النوع من القضايا ساهم بشكل كبير في إنهاء أزمة إضراب النفط. ويشير المراقبون إلى أن الإعلان عن الإضراب في هذا التوقيت الذي يشهد فيه العالم انهيارا حادا في أسعار النفط ووصوله إلى أقل من 30 % مما كان عليه قبل عدة أشهر ساهم بشكل كبير في عدم تعاطف معظم وسائل الإعلام الرئيسية في الكويت مع المضربين وخاصة مع تسريب إحصائيات ما يحصل عليه النفطيون من امتيازات وصفتها إحدى الصحف بأنها تفوق امتيازات رؤساء بعض الدول .

ولم تأت موافقة الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء على الجلوس مع اعضاء النقابات النفطية بعد الغاء الاضراب للتفاوض حول طلباتهم وانما لتوصيل رسالة مفادها ان مصلحة الكويت والبلاد هي التي يجب النظر اليها في أي قضية يتم مناقشتها ، وأكد الشيخ المبارك  انه لا مجال على الإطلاق للاستجابة لأي مطالب تحت الضغط بالامتناع عن العمل وتعطيل المصالح والخدمات الحيوية للبلاد وعبر عن أسفه الشديد للأضرار المادية البالغة وللخسائر الجسيمة التي أصابت المال العام والاقتصاد الوطني نتيجة للإضراب بالإضافة إلى الأضرار الأخرى المباشرة وغير المباشرة التي تطال سمعة البلاد ومكانتها.

التعليقات