رأي 11
رئيس التحرير يكتب: زيارة الجسر والجسارة
عنوان الزيارة الملكية لمصر التي قام بها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الجسر بمعانيه المادية والرمزية فهو جسر بين دولتين شقيقتين وما يحتاجه العرب اليوم هو بناء الجسور في زمن تتقطع فيه الأواصر واوصال الامم. الجسر جسارة وفيه انفتاح من المملكة على شقيقتها مصر رغم اختلاف النظامين السياسيين ( نظام ملكي في الملكة وجمهوري في مصر) وهذا الانفتاح يحتاج الى جسارة الملك سلمان ذلك الرجل الذي عرف العالم عنه الجرأة والحزم فليس غريب عليه ان يقوم بهذه الخطوة الاستراتيجية التي تؤكد متانة العلاقة التاريخية بين البلدين.
الشعب المصري ورجل الشارع العادي عبر عن فرحته بهذه الزيارة الممتدة لخادم الحرمين في بلده الثاني مصر وقد انعكس نبض الشارع متمثلا في احتفاء نواب الشعب في البرلمان بالملك سلمان.
لاشك ان هناك من يتربصون بهذه العلاقة من فلول الاخوان وبقايا تيارات الانغلاق من الناصريين واليساريين والجماعات التي تتعيش على الفوضى وينغص حياتها الاستقرار وقد اتخذت هذه الجماعات من فضية الجزر حديثاً تحاول ان تهيج به الرأي العام.
قضية الجزر لم تصبح ضمن ملف العلاقات المصرية السعودية بعد التوصل الى حل قانوني مرضي لجميع الأطراف، ولكنها أصبحت معركة مصرية داخلية بين ادعياء الفوضي ودعاة الاستقرار . ولا يجب ان تكترث المملكة او تهتم باصوات المتطرفين عندنا، لانها معارك تصفية حسابات تلك التي تسود في مصر منذ 25 يناير 2011.
الاعلام عندما منفلت ولم ينضبط حاله بعد ولكن كما تأتي الأزمات بالمجانين ايضا تظهر الأصوات العاقلة وهناك أصوات كثيرة عاقلة في مصر تقدر قيمة الشراكة الاستراتيجية بين مصر والمملكة. ولا اكون مبالغا لو قلت انه لا توجد عائلة في مصر ليس لها قريب يعمل في المملكة . المملكة ايضا موجودة وجدانيا داخل المجتمع المصري فهي حاضنة وحامية الحرمين الشريفين أقدس مقدسات المسلمين .
العقلاء في مصر يعرفون قيمة المملكة المُضافة لمصر اقتصاديا وسياسيا وروحيا، فمصر لا تستغني عن المملكة والمملكة لا تستغني عن مصر، فهمًا جناحي الأمة التي تطير بهما.
زيارة خادم الحرمين علامة فارقة في تاريخ العلاقات المصرية السعودية حيث تبنى الجسور واوصر المحبة بين دولتين شقيقتين. تبنى الجسور بجسارة ملك الحزم، رجل لا يقل عن سابقيه من ملوك المملكة العربية السعودية، رجل يمثل أنبل ما في العرب من قيم الشهامة والفروسية.
نحن في مصر ممتنين لهذه الزيارة وننتظر نتائجها التي ستعود على البلدين بكل الخير. تاريخيا لم تري مصر من المملكة الا الخير وزيارة الجسر والجسارة هي زيارة خير يعم على البلدين.