المجتمع العربي الذي نريد في أفق منتصف القرن 21

في مقاربة لتشكل بنية الوطن العربي من حيث المجتمع في علاقته بالمواطن الإنسان وبالدين ,بالزمن ,بالعمل و بالنظافة .. نقف أمام الإشكال الحقيقي الذي يعيق تطور البلدان ,بحيث يجعلها غير مواكبة للتقدم ,و لصياغة الحل الملائم بتوافق مع واقع عصر السرعة وجب خط استراتيجية للحضارة الجديدة بوطننا فكيف نريد المجتمع المغربي في أفق منتصف القرن 21 ?!

نريد مغربا يقدس الدين,القيم والأخلاق .. ,نريد شعبا متشبعا بروح الإيمان واعتقاد راسخ بالخير ومحبة الغير ,و يسري فيه التضامن والتكافل بين أبنائه ,بحيث لا يفرق المغاربة انتماء ولا جنس و لا لون ,و نريد سياسة نزيهة لا انتهازية ,تعرف الوضوح و الصراحة ,نريد صحوة ديموقراطية بقيم دينية وانفتاح ,فالديموقراطية بدون دين وقيم تجلب صراع النخب من أجل المصلحة كما أن السياسة بالدين دون ديموقراطية تكون أسوء ديكتاتورية ,كما وجب الإنفتاح وتحصيل التعاون والتوافق بين مكونات المجتمع المدني بما يخدم المغاربة وفقط ..

نريد مغربا يحترم فيه المواطن الإنسان ,وتحفظ له كرامته .. و أن يكون للمغاربة الحق في التعبير عن ارائهم بدون تضيق ,نريد سمو الإنسانية فوق كل اعتبار .. و أن تكون الدولة المغربية في شخص سيادتها الأسرة الحاضنة للجميع يعود إليها حين الجوع و حين المرض وحين الحاجة إلى أي شيء .. نريد دولة تكفل اليتيم و ترعى الفقير و توفر أدنى شروط ومتطلبات العيش الكريم ..

نريد مغربا يقدس الزمن ,يعطي اعتبارا للوقت .. نريد مواطنين و حكاما و عمالا يحترمون الميعاد ,نريد أساتذة و طلبة علم و عمال إدارة شغلهم الشاغل استغلال الوقت أفضل استغلال ,ومجاهدة النفس والكسل والخمول وكل ما من شأنه أن يعيق عملية التصالح مع الزمن .. نريد شعبا يجتهد برمته من أجل الإنتاج ,قد ضاع ما يكفي من الوقت وقد طال صراعنا مع الوقت ,و وجب المضي رفقته ومصالحته واستثماره ..

نريد مغربا يقدس العمل ,لا نريد أن نسمع عبارات التشاؤم و الإساءة للعمل .. أيا نكن و أي منصب نشغل وجب الصدق في أداء عملنا ,و ليس العمل من أجل الكسب فقط والمصلحة ,و إنما العمل أساسا من أجل الوطن ,يجب أن نتعلم حب الوطن و تقديم الوفاء له .. ,ونتذكر على الدوام شعارنا “نموت نموت .. ويحيا الوطن” الذي تربينا عليه منذ نعومة أظافرنا و عليه نربي الجيل الجديد للمغرب الذي نريد ..

و أخيرا نريد مغربا يقدس النظافة ,و يحترم الطبيعة بشكل عام .. ,نريد مجتمعا يحترم عمال النظافة .. نريد مغربا يرتدي لباسا يليق بعصر السرعة ,و مغربا يضع أثاثا جميلا يتوافق و خضرة الأشجار وتفتح الأزهار ,يتجانس و صفاء السماء و زرقة البحر .. ,نريد نسيم الهواء صباحا مساء خال من التلوث ,نريد شواطئ خالية من الأزبال .. و نريد حياة طبيعية بكل أمان .. نريد جيلا جديدا يسود الطبيعة و يعطيها حقها دون تبذير أو إسراف ..

زبدة القول ,إننا إذ نخط استراتيجية لحضارة المغرب الجديد باستحضار التشكل البنيوي للمغرب اليوم و بتوافق مع سير التقدم العالمي .. فإنه بصريح العبارة يبنغي تقديس الدين,ثم المواطن الإنسان قبل كل شيء ,ثم احترام الزمن ,ثم تقديس العمل وفاءا للوطن ,و في الأخير تقدير الطبيعة و السعي بجهد نحو مغرب النظافة وهذا مجتمعنا المغربي الذي نريد