مصر الكبرى

11:58 صباحًا EET

اتقوا الله في مصر

اكتب هذه السطور قبل الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات الرئاسية من خلال اللجنة العليا للانتخابات,ما يحدث الآن في مصر من قبل تيار الإسلام السياسي بالتهديد والوعيد وحرق البلد وحالة الرعب والذعر التي تسببوا فيها للمواطنين كل ذلك يؤكد أن هؤلاء هدفهم هو مصلحتهم فقط ومصلحة الجماعة او التيار الذي ينتمون إليه,أما كلامهم عن الوطنية والانتماء إلى البلد مجرد كلام أمام الفضائيات يكذبه ما يحدث على ارض الواقع,

وحينما يخرج علينا نوابهم ومشايخهم بعبارات شديدة القسوة مثل الاستشهاد والتضحية وبحور الدماء في الشوارع أي وطنية يتحدثون عنها بعد ذلك.ما يحدث هو صراع على السلطة لا علاقة له بحب البلد او الانتماء إليه هذا البلد الذي لا يستحق منا هذا الجحود وهذه الأنانية وتلك القسوة,اتقوا الله في مصر وشعبها لن يرحمكم التاريخ قدموها خطوة وتأخروا انتم خطوات,حرام عليكم حالة الرعب التي يعيشها الأطفال والمسنين وحالة القلق واليأس والإحباط التي يحيها الشباب والرجال والنساء كل هذا من اجل الكرسي الزائل,من الواضح أن هؤلاء الذين يدعون الإسلام لا يعرفون تعاليمه جيدا,وهنا اذكرهم بسيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام حينما عرضت عليه قريش الملك والمنصب والمال ولكنه رفض من أجل إظهار الدين الحنيف,وهو أيضا القائل إنها أمانة لا نعطيها لمن طلبها.على تيار الإسلام السياسي أن يحدد موقفه إما الدعوة او السلطة ولا يجوز أن يغلف السعي للسلطة بالدين لأنه إساءة للإسلام الحنيف الذي نظلمه نحن المسلمون في إطار اللهث وراء المنصب,مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمر لا يستدعي هذا الرعب الذي نعيش فيه,حتى لو فاز مرشحهم هم يعلمون جيدا ماذا فعلوا مع الفقراء والمساكين وماذا فعلوا مع الإخوة المسيحيين من اجل منعهم من التصويت رغم أنهم يتغنون ليلا ونهارا بمحبتهم وحرصهم على إعطائهم حقوقهم وحمايتهم,ورغم أنني لم أنتخب د مرسي ولكن إذا أُعلن فوزه سوف أحترم ذلك وسوف أكون سعيد به لأنه اختيار الشعب الذي يختار رئيسه لأول مرة في تاريخه والشعوب لا تخطيء في الاختيار حتى لو كانت تكتوي بنيران الفقر والجهل والمرض فإنها قادرة على التصحيح في أقرب انتخابات,أيضا لماذا كل هذه الضجة حول الإعلان الدستوري المكمل وإعادة إنشاء مجلس الدفاع الوطني وقرارات الضبطية القضائية,هل في حالة فوز د محمد مرسي المطلوب من الجيش أن يسلم له البلد وهو عضوا في جماعة الإخوان المسلمين التي هي جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ويؤمن بأن مصر هي مجرد ولاية في دولة إسلامية كبرى قد تكون عاصمتها القدس,وان مصر تأتي في المرتبة الثانية بعد الجماعة او التنظيم,هل مطلوب أن كل ملفات الأمن القومي ودولة بحجم مصر تكون في يد المرشد وجماعته,هل مطلوب من القوات المسلحة أن تنفذ أوامر الرئيس محمد مرسي إذا قرر الحرب علي إسرائيل في أي وقت او قرر إرسال قوات إلى فلسطين او لبنان او الصومال,هل مطلوب من المجلس العسكري تسليم مصر بكل أجهزتها الأمنية والسيادية وملفات الأمن القومي وكل إمكانيتها إلى جماعة الإخوان,لو فعل ذلك لن يرحمه التاريخ وسوف يأتي الوقت الذي نتهمه فيه بارتكاب جريمة الخيانة العظمي في حق هذا الوطن واعتقد أن جيش مصر العظيم المتمثل في المجلس العسكري لن يفعل ذلك.ثم إن الإعلان الدستوري مؤقت لحين وضع دستور يحدد حقوق ووجبات المواطنين واختصاصات وسلطات كل مؤسسات الدولة.
ختما إلى كل المتصارعين على السلطة إلى تيار الإسلام السياسي إلى كل وسائل الإعلام إلى كل القوى السياسية والحزبية إلى كل المصريين اتقوا الله في مصر
 egypt1967@yahoo.com
مذيع بإذاعة الشرق الأوسط

التعليقات