عرب وعالم

12:42 مساءً EET

تقرير: صفعة كوبية على وجه أوباما

تحدّث الصحفي مارك ثيسن في واشنطن بوست الامريكية عن استقبال لافت للرئيس باراك أوباما من قبل الحشود المؤيّدة للنظام الكوبي في شوارع هافانا. “لكن قبل بضع ساعات من مجيئه، أطلّت الطبيعة الحقيقيّة للدكتاتوريّة التي يحتضنها بوجهها البشع، حين هاجمت عناصر أمنية وأوقفت متظاهرين سلميين كانوا يغادرون قدّاس أحد الشعانين”.

وكانت مجموعة من المنشقّين المعروفين بـ “سيّدات الرداء البيض” التقت خارج كنيسة القديسة ريتا في هافانا حيث تعرّض لها حشد منظّم ومؤلف من مناصرين لكاسترو أطلقوا هتافات من الشتائم ومن الشعارات الثوريّة ضد المجموعة. وجرّت شرطة كاسترو السرّيّة السيدات الى باصات كانت بالانتظار، في حين طورد الرجال ثمّ ألقي القبض عليهم وتمّ تكبيلهم. وغنّت الجموع: “هذا شارع فيدل (كاسترو)”.

أوباما وصفعة على وجهه
“كانت هذه صفعة على وجه أوباما – عرضٌ هدفَ الى إرسال رسالة واضحة، مفادها أنّه على الرغم من إعادة العلاقات الى طبيعتها، لا شيء تغير في كوبا”.

وعن احترام الأخوين كاسترو لأوباما، أشار ثيسن، إلى أنّه في مارس، وفي ميامي تحديداً، التقى نائب مستشار الأمن القومي بن رودس كارلوس رئيس جناح الشباب في منظّمة كبيرة منشقّة داخل الجزيرة أميل أوليفا. وعند عودة أوليفا الى كوبا، اعتقله النظام بسبب “سلوكه المناهض للإشتراكية”. كان ذلك جزءاً من 526 اعتقالاً سياسياً تمّ تنفيذه في الأسبوعين الأوّلين من هذا الشهر.

أوباما يعد.. لكنّه كالعادة
ويذكّر الصحافي بأنّ أوباما كان وعد سنة 2014 بأنّه لن يزور كوبا تحت ظروف كهذه، بل إذا “كنت على ثقة بأنني أستطيع القول أّنا نرى بعض التحسن في الحرية”. وأضاف أنّه إذا عادت الأوضاع الى ما كانت عليه، “عندها لكن يكون سبب كاف لي كي أكون هناك. أنا لست مهتمّاً بتشريع الستاتيكو(الأمر الواقع)”.

وتوجّه ثيسن بالقول لأوباما “حسناً، سيدي الرئيس، كوبا تعود الى الوراء. القمع في الجزيرة ارتفع بشكل مأسوي منذ إعلان سياسة الارتباط الجديدة لأوباما مع نظام كاسترو”. وتابع متطرّقاً الى نسبة الاعتقالات التي سجّلت الرقم الأعلى منذ سنوات بحسب منظّمة العفو الدوليّة والى المخاطر المرتفعة من الاعتقال او المضايقات التي يتعرّض لها الناشطون الكوبيّون من قبل السلطات.

الاعتقالات بالارقام
ويستفيض المقال بذكر أحداث مشابهة. فيلقي الضوء على ما جرى في ديسمبر الماضي حين كتب 126 سياسياً كانوا معتقلين سابقين في السجون الكوبية رسالة، دوّنوا فيها أنّ الضرب العنيف ضدّ الناشطين المسالمين تصاعد وأصبح أسوأ خلال سنة 2015. فالاعتقالات التعسفية السياسية بلغت في نهاية نوفمبر 7686 وهي على طريق كسر الرقم القياسي السابق المسجّل سنة 2014 بحوالي 8899. وهي بدأت ب 178 معتقلاً في يناير ثمّ 492 في فبرايروأخذت تتصاعد تدريجياً حتى وصلت الى 1093 في اكتوبر و1447 في نوفمبر.

وتابع هؤلاء رسالتهم كاتبين لأوباما:”السياسة الجديدة تجاه كوبا التي اعتنقتها إدارتكم الرسميّة كانت خطأ مؤسفاً. هذا سيطيل حياة الدكتاتوريّة، ويجعل حقوق الانسان أسوأ، ويهمّش المعارضة الديمقراطية ويساوم على الأمن القومي الأمريكي”. أمّا ثيسن فيكتب:”بغض النظر عن ارتفاع القمع السياسي، وبغض النظر عن وعده بعدم تشريع القمع إذا تواصل، من خلال الزيارة، الرئيس في كوبا بجميع الأحوال”.

الرئيس الأميركي والجدار الكوبي
يطرح كاتب المقال سؤالاً متعلّقاً بإمكانية تفكير أوباما بإرسال رسالة عبر الزيارة هدفها “إسقاط هذا الجدار”. لكنّ جوابه هو النفي، إذ بحسب ما قاله رودس للمراسلين، قبل زيارة أوباما الى كوبا، إنّ الولايات المتحدة لم تعد تؤيد إنهاء نظام كاسترو:”سنوضح أنّ الولايات المتحدة ليست دولة عدائية تبحث عن تغيير النظام” لأنّ هذا الأمر “يعود الى الشعب الكوبي”.

الزيارة خيانة
وفي هذا السياق، قال ثيسن إنّ هناك أمراً واحداً يمنع الشعب الكوبي من اختيار التوجه السياسي لكوبا، وهو نظام كاسترو. “كوبا، الى جانب كوريا الشمالية، أكثر نظام توتاليتاري قمعي موجود على وجه الأرض”. وتابع:”زيارة أوباما هي خيانة للمنشقّين على الجزيرة الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان”.

غييرمو فاريناس، صحافي معارض وفائز بجائزة ساخاروف لحقوق الانسان، المقدمة من الاتحاد الاوروبي سنة 2010، يقول بعد إعادة العلاقات الى طبيعتها:”نعيش بخوف يومي من أن يتم قتلنا من قبل الحكومة الفاشية. والآن، إنّ الولايات المتحدة، حليفتنا، تدير ظهرها لنا وتفضل الجلوس مع قتلتنا”.

التعليقات