عن الحب

حتى نعيش “حياة “سعيدة لابد أن يكون “الحب ” هو أساس العلاقة مع الجميع ،فهو رباط قوي يفوق “الدم والنسب ” فعندما تحب فأنت ناكر لذاتك متحرر من “الغل والحقد والحسد “صاحب نفس راضيه سامية ،الخير فيها أصيل والعطاء متدفق والإحساس والشعور بالآخرين حاضر دائما .
الحب طاقة متجددة ونهر جاري وبستان مثمر وقمر مضيئاً ،يملك صاحبة كل مقومات “الحياة “وان غابت عن أعين الناظرين ،فالحب هو السعي إلي الخير وان صعب طريقة ،الحب هو طهارة اللفظ وصدق المعني ،فلا يخرج من لسانك إلا قول طيب ولا تئول كلماتك إلا إلي معني هادف صادق .
الحب هو رابط مشترك للروح والجسد والفكر ،الحب هو تلاقي مع أفكار الخير والهروب من كل رذيلة أو شر ،وعندما تحب يصبح كل المحبين جلساء ممتعين وألفاء مؤنسين الخير بينكم موصول والصدق منهجاً للجميع والوفاء والإخلاص قواعد راسخة في العقول والقلوب .
كلمات قصدت أن ابدأ بها حديثي عن” الحب” بين بني البشر فالحب في “الحياة “متنوع ولكن مقصده واحد هو “السلامة في الحياة والرحمة بين الجميع ” فهناك حب الأمومة وحب الطفولة وحب العاطفة”الشهوة ” وحب العظمة والكبرياء وحب المال وحب المرح واللهو وحب الظهور وحب الاستطلاع “الفضول ” وأخيرا أقدس أنواع الحب هو حب الله عز وجل ورسول “صلي الله علية وسلم “و جميع الناس من منطلق الحب في الله .
ولذلك سأبدأ الحديث عن “الحب ” بين الرسول صلي الله علية وسلم والصديق المخلص المحب سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنة ،وذلك عندما مرض الرسول ورقد في الفراش وزارة ابوبكر ووجده منهك مريض ،فلما رجع الصديق من عند الرسول أصابه المرض من شدة الحزن علي الرسول ،ولما شفي صلي الله علية وسلم وعلما بمرض ابوبكر زاره ، فتهلل وجه الصديق رضي الله عنه فرحا بشفاء الرسول وزيارته له وانشد يقول …مرض الحبيب فعدته …فمرضت من أسفي عليه….شفي الحبيب فزارني …. فشفيت من نظري إليه..ما أجمل الحب وما اسعد المحبين في حياتهم .
عندما تكون صافي النفس محب فأنت تمتلك كنز ثمين تحس به وحدك ولن يعرفه سوي المحبين فقط فالمحب “سعيد “لان قلبه خالي من أي حقد أو كراهية،، وهنا يكمن مصدر السعادة والتفاؤل .
واختتم كلماتي عن الحب والمحبين وأقول عندما سئل احد الحكماء عن “الحب ” لحض المعني في كلمات ،فقال … حبيبك من يحمل “همك “…وإذ غبت سئل عنك… ولا يمل ابدأ منك …ويعفر لك خطئك وزلتك …ولا يرحل ابدأ عنك…ويصمت عندما تتحدث إلية ..ويذكرك دائما بربك .
أن الحب شجرة مثمرة تطرح المودة والسلام والتعايش بين الجميع ،فإذا وجد الحب حل “السلام “ونما الأمل ..فما أحوجنا في هذا التوقيت إلي “الحب “بعد أن توغل سرطان الكراهية والحقد بيننا فحلت الفرقة محل الوفاق ودارت الحروب وأزهقت الأرواح .