كتاب 11
“البرلمان والتطبيع”
أسدل البرلمان الستار الأسبوع الماضي علي مهزلة من مهازل المسؤولين بفصل النائب توفيق عكاشة بسبب التطبيع مع إسرائيل ،إذ التقي بالسفير الإسرائيلي “حاييم كورين” في منزلة بطلخا،وهو ما أثار حالة من السخط الشعبي والإعلامي علي عكاشة ،الذي برر لقائه مع السفير الإسرائيلي بان كان يناقشه كتابه الجديد “دولة الرب والماسونية “بالإضافة إلي مناقشة عدد من الملفات المهمة من بينها سد النهضة .
وكانت المعركة مع عدد من نواب البرلمان والشخصيات الإعلامية حامية الوطيس ووصلت إلي درجة غير مقبولة علي الإطلاق من الجميع ،إذ ضرب “عكاشة” بالحذاء من النائب البرلماني “كمال احمد” داخل أروقة مجلس النواب ،وكان التلاسن بين النائب مصطفي بكري وعكاشة علي اشده ،إذ هدد الأخير الأول باقتحام ” صدي البلد” لتأديب بكري ..وبكري يرد لو جدع ادخل ويصفه بالبلطجي . وعكاشة يرد ” كنت جاي “الاستديو” أفهمك غلطك مش أضربك.
في المقابل شن رواد موقع “التواصل الاجتماعي” فيس بوك “حملة ضد عكاشة “تحت اسم ” طول عمرك واطى يا عوكش،… فاكر برنامج الحكم بعد المزاولة والكلام اللى قولته فى حق إسرائيل وانك مستعد للتطبيع معاهم …وبوست أخر يقول الولد لخالة وخالة هو الجاسوس” فاروق الفقي “الذي جندته عشيقته هبة سليم ،التي جندها الموساد الإسرائيلي قبل حرب” 73″ واستطاعت بدورها بتجنيد خال عكاشة للعمل لدي الموساد وتمكنت المخابرات المصرية من القبض عليه , ثم قامت باستدراج عشيقته إلي ليبيا ومنها إلي مصر وتم الحكم عليهما بالإعدام ،ونشطاء يتداولون فيديو وصورا ترصد لحظة إعدام خال النائب توفيق عكاشة “الجاسوس فاروق الفقي بتهمة تخابر مع إسرائيل.
علي الجانب الأخر قالت الإذاعة الإسرائيلية، الناطقة بالعربية، أن اجتماع السفير الإسرائيلي مع توفيق عكاشة، كان لبحث العديد من القضايا الاقتصادية والسياسية والزراعية والتعليمية.
وكان تصويت أعضاء مجلس النواب علي إسقاط عضوية عكاشة للتطبيع مع إسرائيل بعدد “458” نائب وهو أكثر من ثلثي الأعضاء ومع ذلك كنت أتمني أن يكون عدد المصوتين علي إسقاط عكاشة للتطبيع مع إسرائيل هو عدد النواب الحاضرين للجلسة ،لان معني هذا أن هناك نواب داخل البرلمان موافقين علي التطبيع مع إسرائيل وهو أمر مخزي للغاية ومدلول خطير فهل نسي هؤلاء مئات من الجنود المصريين الذين قتلوا في “سيناء “بعد انتهاء نكسة 1967، وأثناء عودتهم لداخل سيناء وانسحابهم للغرب، وبعد نفاذ الذخيرة والعتاد منهم، قامت وحدات من الجيش الإسرائيلي بمطاردة هؤلاء العزل واصطيادهم بالطائرات والأسلحة الثقيلة، ودفن بعضهم أحياء فى مذبحة بشعة تخالف كل المواثيق الدولية.
هل نسي هؤلاء النواب قصف مصنع “ابو زعبل” وقتل عشرات العمال الأبرياء، وهدم المصنع عليهم ،هل نسي عكاشة والممتنعين عن التصويت الموافقين علي التطبيع مذبحة بحر البقر وقتل الأطفال الأبرياء
أن جرائم إسرائيل تجاه العرب والمسلمين لا تعد ولا تحصي ولن ينساه الشرفاء من الشعب المصري أما المطبعين وأنصارهم ففي مزبلة التاريخ .