كتاب 11

02:52 مساءً EET

لا تؤاخذونا بما فعل العريان منا!!

السياسة كما تعرفها الكتب الاكاديمية هي فن ادارة الصراع، ومن بين فوائد علم السياسة فتح افاق العقل للتعامل مع الاحداث بطرق حكيمة ونظرة واقعية.

اذا حاولنا تطبيق هذا المفهوم الاكاديمي للسياسة على واحد من اشهر الاخوان الذين يمارسونها وهو الطبيب عصام العريان (لم يحصل سوى على بكالوريوس الطب وبالتالي لا يصح وصفه بالدكتور) سنجد انحرافا كبيرا في كل ما يعنيه التعريف يشبه ذلك الانحراف الذي ادخله الاخوان وباقي رموز تيار الاسلام السياسي من عواجيز على حياة المصريين وقيمهم منذ ان ابتلينا بصعود الرئيس مرسي الى سدة الحكم في مصر لكن ذلك حديث آخر، عموما نعود الى الطبيب عصام العريان ومواقفه وسلوكياته السياسية التي تخالف المفاهيم التي استقر عليها واضعو مناهج علم السياسة، والامثلة كثيرة على "شذوذ" السيد عصام السياسي لعل اشهرها دعوته الغريبة لعودة اليهود الى مصر والادعاء بان عبد الناصر طردهم منها مقدما لابناء عمومته في تل ابيب خدمة مجانية عبر الاقرار بخرافة فشلوا طوال 60 عاما في اقناع احد حول العالم بها.
وامس عاد العريان ليفتح نيران لسانه غير الحكيم على دولة الامارات العربية المتحدة على خلفية رغبة الاخوان غير المبررة اخلاقيا وقانونيا وسياسيا ودينيا حتى في الضغط على السلطة الحاكمة هناك للافراج عن المتهمين المصريين المحبوسين هناك في القضية التي تعرف بالخلية الاخوانية في الامارات والتي كنت واحدا ممن كتبوا عنها وقت الاعلان عنها وطالبت الحكومة المصرية بالتنسيق مع الحكومة الاماراتية والسفارة المصرية في ابو ظبي لضمان حصول المتهمين على محاكمة عادلة وتوكيل محامين للدفاع عنهم ومتابعة احوالهم في السجن المحتجزين فيه، ليس لانهم محسوبون على الاخوان وانما لأن هذا واجب الدولة المحترمة تجاه مواطنيها داخل او خارج الوطن، يومها حاول الاخوان وسعوا للافراج ن اضاء الخلية وتصرفوا مثل الطفل الذي يريد الحصول على لعبة بمجرد ان يطلبها دون مراعاة لاي حسابات آخرى، قبل أن تخيب مساعيهم ويعود عصام الحداد بخفي حنين من ابو ظبي.
وبعد فترة من الهدوء ظننا خلالها ان الاطفال نسوا لعبتهم خرج علينا العريان بتصريحاته التي لا تفتقد اصول الادب والاحترام فقط وهي قيم مهمة يعرفها كل من احسن والداه تربيته، وانما تخالف وهذا هو الاهم المعايير التي استقر عليها علم السياسة، خصوصا أن "عريان مصر" اطلق تلك التصريحات من داخل لجنة الشؤون العربية في مجلس الشورى، بما يحمله ذلك من اكسابها الصفة الرسمية، والاكثر اسفا ان احدا في اللجنة التي يفترض ان تكون موقرة والتي يرأسها شخصا مجهولا كل تاريخه السياسي انه عضو في جماعة الاخوان لم يخرج بعدها ليبلغنا بان تصريحات العريان حذفت من مضبطة الجلسة لمخالفتها قواعد التعامل بين الدول بشكل عام فما بالك اذا كانت الدولة "المشتومة" شقيقة.
والمضحك انه في الوقت الذي تبرأ فيه حزب الحرية والعدالة الحاكم من تصريحات العريان الفاقد للأهلية السياسية فانه لم يشرح لنا سبب الاصرار على بقائه نائبا لرئيس الحزب ورئيسا لهيئته البرلمانية في مجلس الشورى للنجاة من التأثيرات السلبية لزلاته المتكررة.
لا اريد أن اعتذر للاخوة في الامارات على ما فعله العريان منا، فهم يدركون بلا شك ان محنتنا بحكم الاخوان لنا واضطرارنا للعيش في جحيم نهضتهم السوداء تفوق بمراحل تأذيهم المتقطع من سفاهات قيادات الجماعة، ولا اريد ابراز مخاوف البعض من امكانية اقدام السلطات الاماراتية على ابعاد المصريين كونها خطوة غير منطقية لان "لا تزر وازرة وزر اخرى" ولأن المصريين العاملين هناك قدموا طوال عقود ولا يزالوا يقدمون الاضافة كل في عمله ومكانه، ويتعاملون مع الامارات باعتبارها بلدهم الثاني يبادلونها حبا بحب واخلاصا باخلاص، لكنني في النهاية اطلب من الشعب الاماراتي الشقيق أن يدعو لنا بالخلاص من الاحتلال الاخواني لبلادنا على وعد بان ندعوهم لمشاركتنا فرحة التحرر خلال ايام.

التعليقات