كتاب 11
فلسفة الثورة
حول فلسفة الثورة التي صار القائمون بها في حالة استنفار مستمر وأصبح ليس لهم كبير سوي الوطن ومصالحه ومستقبله ولايدينون بالولاء المطلق تجاه أيا كان بفعل أنه قدم للثورة أو الثوار ماينتظر رد صنيعه..لكن أستوقفتني وشدت انتباهي مقارنة طفت على سطح الأحداث قفزت إلى ذهني عندما علمت أن المناضلة الجزائرية "جميلة بو حريد" مازالت على قيد الحياة وتعاني مرضا عضالا وعندما عرض عليها العلاج على نفقة حكومة بلدها رفضت بإباء وشمم ،وطالبت بتوجيه اهتمامهم إلى المليون شهيد وأسرهم ,رغم ماتعانيه من ضيق الحال
ولم نرها ترضي حتي بالظهور في وسائل الإعلام فهي لاتنتظر ثمنا لثوريتها ودورها الوطني الذي لايخفي على أحد فقدخدمت به وطنها وكابدت الأمرين من أجله ..في حين تعالت الأصوات هنا من أجل المطالبة بحق الشهداء الذين أري أنهم قد نالوا حقهم بالفعل بالولوج إلى مرتبة الشهيد المستحق لجنات عدن ,فكيف يريدون النزول والانحدار به إلى درجة "قتيل " ينتظرون دية له وثمنا عوضا عن فقده لحياته ؟! الثوار لايفترض أن ينتظروا ثمنا لتضحياتهم من أجل الوطن هذا أمر معيب للغاية استوقفني كثيرا وتعجبت منه وله ومازلت! وبطبيعة الحال لا أملك سوي الدهشة من تحول الأمور بعد مضي أكثر من عامين على اندلاع ثورتنا الشعبية من انقلاب وتزلزل الاحكام المجحفة تجاه كل الفصائل والجيش في مقدمتها من لصق أطماع لكل منها لم تكن على البال ولا الخاطر من قبل ! فماسبب كل هذا الجموح اللافت؟ليت الجميع يستفيقون ويتجاوزون خلافاتهم وصراعاتهم المذمومة وينظرون بعين الاعتبار إلى مستقبل مصرنا الحبيبة المكلومة التي تئن وتكتوي بنار فرقة أبنائها أكثر من أي شئ آخر..من منا بلا خطيئة ؟لماذا تستوقفنا المثالب وتهدر طاقاتنا ونغض الطرف عن الايجابيات التي لو أنصفنا لعددناها ووجدناها كثيرة وبخاصة في ظل الأوضاع الملتهبة والمرتبكة والخطط التخريبية التي تضربنا في مقتل من حيث لاندري ولانحتسب ..آن الآوان لترتيب الأوراق وإستعادة التوازن واستلهام الروح الأولى التي وحدت الشعب حول مبتغي واحد ففازوا به فلنكمل المشوار بوعي أكثر مستفيدين من التجارب التي مررنا بها كل هذا الوقت الممتد منذ اندلاع ثورتنا وحتي الآن بكل مافيه ليكون نواة نضج للثورة والثوار وللفصائل جمعاء حتي نصل بمصرنا إلى بر الأمان فالسعيد من يضحك أخيرا !.