كتاب 11
الأيام الحلوة
……………………………………………………………………رحم الله اياما حلوة مرت كخلسة المختلس…..مر أكثر من عامين منذ قيام ثورة يناير وتوسط هذه المدة بضعة شهور وصلت فيها توقعات المصريين للسماء
وتعالت الأصوات فى دعم مدينة زويل وممر تنمية فاروق الباز وانبرت مجموعات من الشباب تفكر لمصر وتدعو الجميع للتفكير فى مشاريع للتنمية وظن الكثيرون أن هناك قرارا بحد أدنى وأعلى للأجور وأحس الجميع بأنسام الحرية والكرامة الإنسانية تهب عليهم فترطب حلقهم بأحلى الكلمات ، وتبارى من يكتبون عن مصر المستقبل تدخل فى منافسة مع القوى الكبرى الصاعدة مثل البرازيل والهند وتركيا والمكسيك وجنوب أفريقيا ، ونشطت الدبلوماسية الشعبية لحل مشكلة حصة مصر من مياه النيل …عالم وردى تلاشى تدريجيا مع عربات المطافئ التى بدأت تطفئ حماس الثورة ,وأحلامها ، وكانت البداية غير المنظورة نعم استفتاء مارس الذى وعد الناس بجنة الآخرة بديلا عن جنات وطنهم ، ثم بدأت مليونيات تطالب بمحاكمات لا آخر لها ليختفى بريق الثورة بهذا الماء البارد ، ثم انطفأت الثورة وتلاشت الأحلام الحلوة بشلالات انتخابات البرلمان العجيبة ، ولم يبق من الأحلام شىء سوى ضباب بواقى الحماس الثورى ، ويختفى هذا الدخان وكل الأحلام بانتخابات الرئاسة التى أنست المصريين أنفسهم وثورتهم ووضعتهم فى موقف لايحله العقل ولا كل فلسفات العالم : مرشحان لا يريدانهما ، لكن أحدهما استثور أو أخذ جنسية جمهورية الثورة الآفلة ..ومضى المصريون يصوتون لهذا لأنهم لا يريدون ذاك ويصوتون لذاك لأنهم لا يريدون هذا ..وانتهت الانتخابات وانتهى معها زهو الثورة ,وأحلامها وحدث ما نعرفه جميعا لتصبح المطالب هزيلة وثوب الثورة رث وممزق بين عشرات أو مئات الائتلافات الهوجاء ..ومضت تعود المطالب الهزيلة التى لا علاقة لها بأهداف الثورة …نعم مرت بضعة شهور وردية مليئة بأحلام ممكنة على مرمى حجر ..كانت شهورا جميلة ومضيئة ..رحم الله تلك الأيام ورحم معها سكينة النفوس وطمأنينتها ليحل الاكتئاب ، وينهش فى حرية نسائنا بل وشبابنا الذئاب …لترقص أمريكا وربيبتها اسرائيل من الشماتة والفرح ..وليرقص الخليج فقد وأدنا ثورتنا ..هل من بريق أمل ؟ المصريون لايفقدون الأمل أبدا وهاهم يرون هذا البريق فى سيد قصر العروبة الآن …. والمصريون كثيرا ما يصيبون وكثيرا ما يخطئون ، ولكنهم أبدا لا يتعلمون !