مصر الكبرى

09:51 صباحًا EET

حاتم ندا يكتب : في انتظار جودو

التاريخ يعيد نفسه حقا وان اختلفت الصيغ عبر السنين لكن سخرية القدر انه يعيد نفسه فى مصر عبر الشهور والايام وربما الساعات منذ بدات الثورة فى مصر والحرب ضدها مستعرة ومستمرة بل ومتكررة بصورة مدهشة يقودها رجال مبارك واعوانهم ممن يدعوون الثورة الان والاصلاح الكسيح سابقا وبرعاية الدولة الاعظم وشرطتها من دويلات فى المنطقة .

وكما شارك الجميع بلا استثناء فى تلك الحرب الممنهجة على الثورة تحت دعاوى الديمقراطية تارة والقضاء الطبيعى تارة اخرى تم تمرير الاستفتاء الفاسد للقضاء على الموجة الاولى ومن بعده الانتخابات البرلمانية الاكثر فسادا للقضاء على الموجة الثانية فى محمد محمود وتم الان التجهيز للقضاء على الموجة التالتة عبر انتخابات الاعادة الرئاسية وسحق الثورة بدعوى الديمقراطية مرة اخرى وبمعاونة القضاء الهش المسيس واختصار حركة تحرر الشعب المصرى وسعيه نحو المواطنة الكاملة من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية الى مجرد مواطنة صندوق ليعود الشعب الى حظيرة الطاعة ويتبدد مرة اخرى اى فعل ثورى ديناميكى لمجرد ذكرى سنوية للاحتفال بعظمة الثورة واحلى عصور الديمقراطية وكاننا لم نبارح زمن المخلوع بعد.وعبر الانتخابات الفاسدة يتم سحق الثورة المصرية كما تم سحق غيرها من ثورات اخرى وبنفس المنهج الامريكى الاستعمارى فى الالتفاف على حركات تحرر الشعوب لننعم بالنمط الديمقراطى الامريكى لكن المناسب لشعوب العالم التالت فقط والذى يتم تفصيله وفق رغبات الدوله الكبرى بما لا يتعارض مع مصالح الغرب ولا يرقى الى ديمقراطيه حقيقية كالتى يتمتع بها الشعوب المتقدمةديمقراطية تبدو صحيحة شكلا لكنها فاسدة تماما مضمونا فاى انتخابات هذه التى تتم فى ظل مؤسسات هشة وفاسدة تماما ومجتمع مدنى متقزم ومخترق وبدون فترة انتقاللية لازمة بالضرورة لاى دولة فى حالة ثورة كلها مقدمات فاسدة تؤدى بالضرورة الى نتائج اكثر فسادا وتصب بالقطع فى صالح استبداد جديد ايا كان شكله ومحتواه وللاسف شاركت النخبة الفاشلة التى نشات وتعايشت وتكسبت فى ظل نظام مبارك والتى لم تكن تتجاوز مجرد المطالب الاصلاحية والرغبة فى المشاركة السياسية افقدتها الثورة رشدها وتجاوزتها باضرورة ومازالت تحاول الحفاظ على مكتسباتها هى وتيار دينى مخترق تماما وسمح له مبارك بالمشاركة والاستفادة من انشطته السياسية والاقتصادية .للاسف تامر الجميع للدرجة التى اصبح فيها الثوار يتسولون زعامات وهمية فى انتخابات هزلية اشبه بمسرحية بيكث الشهرة وكانهم فى انتظار جودوالمنقذ لكن جودو بالطبع لا ياتى ولن يفيد التعلق مرة اخرى بزعامات وتيارات ساقطة ويبدو انه لا مفر من انتظار قوى حقيقية وزعامات حقيقية لها جذور قوية تعبر عن الثورة وتخرج من رحم الثورة وليس من رحم جودو.

التعليقات