مصر الكبرى
مكسوفة
مكسوفة هو الأسم الذي أخترته لمدونتي والتي بدأت منها الإنطلاق إلى عالم التدوين وتحديدا في شهر يونيو 2006،وقبل أن تحتاروا وتسألوا عن مغزى الأسم،و لماذا أخترت إسم مكسوفة ؟ وياترى مكسوفة من إيه ؟ وكي أجيب لكم علي هذين السؤالين أقص لكم الحكاية ويإختصار شديد حتي لا تصابون بالملل ،كان لي صديق أعتز بة وبأرائة كثيرا وهو بالمناسبة زميل عمرطويل منذ أيام الدراسة وحتي سنوات الكفاح في العمل ، وتربطني بة سنوات كثيرة ربما تجاوزت ربع قرن ، ذات يوم أتصل بي هذا الصديق وسألني هل تتذكرين عندما كنا نتنافش سويا في بعض القضايا التي تخص المرأة ؟
فأجبتة بنعم ، فقال لي أريدك أن تكتبي لي عدة مقالات عن مشاعر وعواطف المراة والقصص التي شاهديتها بنفسك عن العلاقاتا الإنسانية والإجتماعية، وكيف يتناول البشر الحكم عليها من خلال إعتقاداتهم وثقافتهم وتناقضاتهم ،وغيرها مما كنت تلاحظينة بدقة وتعلقين عليه ؟
وقبل أن أسأله لماذا ؟ أجاب سأنشر لك تلك المقالات في مجلة حاليا تحت الصدور، وستكون تحت عنوان مكسوفة، والحقيقة أن كل ما ستقومين بطرحه وتكتبين عنه لا يمت للكسوف بصلة ، لأنك ستكتبين بجرأة ربما لم تعتد المرأة الكتابة فيها من قبل ، وسألني من خلال قراءاتك هل وجدت أمرأة تتحدث عن مشاعرها الحقيقة أو تنقل مشاعر وتجارب النساء كما يجب أن تكون ؟
وقبل أن يسمع الإجابة علي لساني ، عاد ليسألني ثانية لماذا توجد نساء مثلك يستطعن الكتابة بهذا الأسلوب وتتركن أنفسكن للرجال يعبرون عن مشاعركن وقضاياكن؟ ،وقبل ان أجيب.. لحقني وقال كثير من الرجال يتقمصون دور النساء في الكتابة ، فهل يمكن للرجل أن يجسد مشاعر الأنثي وهي تحب وتعشق وتمارس الحب ،أو أثناء تغيرات جسدها الفسيولوجية من أعراض الدورة الشهرية ، او الحمل والولادة ، أو عندما تبغض أو تشعر بالظلم أو الأضطهاد ؟ وأيضا قبل أن أجيبة أجاب هو نعم يمكن للرجل أن يتخيل أو يسمع ماتقولة المرأة في تلك اللحظات الا أنة لم يجرب تلك المشاعر ولم يحس حقيقة بها ، فلن يستطيع مهما أمتلك أدوات اللغة أن يعبر بنفس العمق الذي ستعبر فية المرأة عن نفسها .
وراقت الي الفكرة وبالفعل قررت أن أمضي قدما في طريقي وبعد كتابة أكثر من مقال لم يحالفني الحظ في أن تصدر المجلة الا أنني كنت سعيدة بالفكرة و قررت أن أكتب كتابا يحتوي علي تلك الموضوعات التي نويت التحدث عنها ، الا أن هذا الموضوع لم أتحمس لة كثيرا ، وفجأة قررت أن أمارس الكتابة المجنونة التي أعشقها منذ زمن بعيد ولكن خلال مدونة تحمل أسم( مكسوفة) وعلي الأنترنت ، وتوسعت أطماعي في المزيد من تناول قضايا المرأة الشائعة كعلاقتها بزوجها وزملاء العمل ، وكيف يطاردها بعض الرجال كفريسة سهلة الوقوع ، وكيف تطارد هي الأخري الرجل لتحبة أو تتزوجة ،وكيف تبغض رجلها الذي أحبتة وكيف تنتقم منة كذلك قررت أن أتناول قصص وقوع المرأة في بئر الخيانة والأسباب التي تدفعها لممارسة أشياء لم تكن يوما تصدق أنها تفعلها وذلك بأكملة من خلال تجاربي الخاصة وتجارب الصديقات وزميلات العمل من حولي ، وقمت بسرد تلك المشاهدات من خلال نصوص أدبية ومن خلال رأي المرأة نفسها وليس كما يعتقد الرجل بأنة حقيقة قادرا علي التحدث نيابة عن المرأة حتي في الأشياء الخاصة جدا جدا.
وحاولت مررا إغلاق المدونه وانهاء علاقتي بعالم التدوين،خاصة وبعد أن تعرضت لإنتقادات كثيرة وهجوم ضاري بسبب جرأة وصدق ما أكتبة من المتشنجين والمدعين وفلاسفه المقاهي، ونلت أفظع الشتائم والسباب التي حولت بسببها التعليقات حتي لا أتسبب في أيذاء القراء بما قد يجدونه من كلام بذيء ، وأعتقد البعض أنني رجلا بشنبات يكتب تحت أسم مستعار ويتلاعب بالقراء،وذلك بسبب إنني أخفيت أسمي الحقيقي حتى أكتب بحرية.
الا أنني اعود ثانيه لشعوري أنني أكتسبت من خلالها معرفة أحلي أصدقاء عرفتهم في عمري كله ، فلا مصلحة بيننا ولا منافع تربطنا ببعض ولا كذب ولا نفاق في عالم إفتراضي جميل.لم أعرفهم من قبل الا أنني أحببتهم جميعا من كل قلبي، ورغم أنني لم أشاهدهم بعيني الا أنني رأيتهم بقلبي ومشاعري وأحساسي.
وبعد ظرووف كثيرة صعبة مررت بها قمت بالفعل بالغاء المدونة،ثم شعرت بالحنين فعدت ثانية إلى عالم التدوين بعدة مدونات إلا أن أفتقادي لمدونتي الأولي مكسوفة كان يفوق الوصف،وعندما قصصت الموضوع على الأستاذ جمال فندي رئيس مجلس الإدارة شجعني ثانية أن أعود لأكتب تحت باب مخصوص لي أطلق عليه نفس أسم مدونتي القديمة التي أعشقها كثيرا(MAKSOFA)وتشاء الصدف أن ينشر المقال في نفس الشهر يونيو الذي أطلقت فيه مدونتي منذ 6 سنوات تقريبا، لذلك قررت قبل أن أبدأ حكاياتي أن عرض عليكم نبذة مختصرة عن سبب إختيار أسم المقال.