مصر الكبرى
خيال المآته
بات جليا أن الثورة المصرية لم تأت بثمارها المرجوة من قيامها حتي الآن رغم الأثمان الفادحة التي دفعت من دماء المصريين ,فلا وجد العيش ولانعم الشعب بالحرية ,ولاحظي بالعدالة الاجتماعية ولاحتي لمس بشائر تحقق أي منها! ناهيكم عن غياب شبه كامل للأمن والأمان وترهل مؤسسات الدولة وتردي الاحوال الاقتصادية وزيادة البطالة ..إلخ.
ومن يضع على عاتقه عقد مقارنة بين ماكانت عليه الأوضاع قبل قيام الثورة المصرية وماآلت إليه الأحوال الآن لوجد بونا شاسعا بين المرحلتين فقد كنا نعيش في رحاب "الدولة المصرية" رغم ماانطوت عليه من سلبيات وفساد على يد حكامها وحكوماتهم المتعاقبة,وصرنا نعيش في "اللا دولة" فلانشعر بوجود حكام نسائلهم عن ممارسات الحكومة وإخفاقها في إدارة شئون البلاد رغم وجود أول رئيس مدني "منتخب" فنحن نستشعر أن وجوده أصبح هلاميا ,يشغل وظيفة"رئيس الجمهورية ولايشتغلها ولايؤدي واجباته المنتظرة بحكم موقعه وصلاحياته التي كان من شأنها لو أحسن استغلالها أن تحسن كثيرا من حال مصر والمصريين لو كان صاحب رؤية مستقبلية وخطة تزرع الأمل في النفوس ولكنا بعد مرور هذه الأشهر من حكمه نعدد في انجازاته ونثني عليه ونتحمل معه كل المعوقات حتي يخرج مصر من عنق الزجاجة !! من منا لايعرف "خيال المآته" الذي يضعه ملاك الأراضي الزراعية لحماية مزروعاتهم من إلتهام حصاد الأرض؟ ! يأخذ شكل الإنسان لكنه مصنوع من من عيدان خشبية وبعض خرق القماش تتحرك مع الهواء فتوهم الطيور بوجود حارس للأرض المزروعة فلايهبطون عليها! هذه هي حال البلد الآن تزدان بهيكل رئاسي زئبقي غير محسوس ولاملموس دوره ولا أدائه لايعدو أن يكون ديكورا ,موجود لكنه ليس فاعلا مأمور وليس آمرا !! يحيط به من الأهل والعشيرة ماأنزل الله بهم من سلطان يبرطعون في مفاصل دولتنا الكسيرة المنهكة دون أدني دراية بتبعات ممارساتهم لمهام لا طاقة لهم بها ولا خبرة ,كل مايشغلهم كيفية إكسابها تلاوين جماعتهم الفكرية والمنهجية ظنا منهم أنهم بمرور الوقت سينمطوننا وسيروضوننا على السمع والطاعة لنصبح شعبا ك"خيال المآته"أيضا!! ولا يوقظهم من غفلتهم تلك انتفاضة الشعب في محافظات عدة ولا التوكيلات المحررة للجيش من داخل مصر وخارجها وعصيان فئات كثيرة من الشعب لقرارات تصدرها الرئاسة أو الحكومة الشاحبة وتعالي الأصوات المرددة بقوة "الثورة مستمرة" ! ليتهم جميعهم ينتبهون إلى خطورة مانحن مقدمون عليه ف"طظ في مصر " التي يضعونها منهجا في التعامل مع مطالب الشعب والتجاهل المستمر لحراك الشارع المحتقن إذا لم تمح من قاموس تعاملهم مع الشعب ولو لم يتوقف الرئيس عن النظر إلى الشعب من خلال ثقب الباب الذي يظهر له جماعته فقط دون أن يفتح الباب على مصراعيه لتتسع رؤيته لتشمل كل أطياف الشعب فالعواقب جد وخيمة على الجميع ولن ينجو أحد من ثورة أكثر ضراوة تأكل الأخضر واليابس وتهدم المعبد وتلتهم كل الزروع رغم وجود.. "خيال المآته"!