مصر الكبرى
السياسة الخارجة لا الخارجية
يظل الخليفة السني محمد مرسي يخبط يمينا ويسارا ويتصرف برعونة لا تتناسب وشخص وصفة رئيس جمهورية مصر العربية ذات التسعين مليونا ربعهم من العاطلينلم يكن مرسي بحاجة الى استقبال احمدي نجاد استقبالا مبالغا فيه وأن يطوف به أهم المزارات السنية في مصر كالجامع الأزهر وأن يمنحه كل هذه الحفاوة خاصة وأن نجاد لم يفعل المثل معه أثناء زيارته الميمونة في سبتمبر الماضي الى طهران. كان من الممكن ان يحظى باستقبال عادي كأحد المشاركين في القمة الاسلامية وكفى.
لماذا يصر مرسي على مخالفة القواعد البروتوكولية التي تقتضي المعاملة بالمثل. ثم يزيد الطين بلة باستفزاز حلفائه من السنة السلفيين المصريين ثم يطلق أصدقائه من أمثال محمد البلتاجي على شاشات التليفزيون يهددون رفاق الكفاح بالعودة الى لسجون.
ما الذي تكسبه مصر من استقبال نجاد بهذه الدرجة من الترحاب سوى استفزاز دول الخليج وخاصة الامارات العربية المتحدة التي مازالت ايران تضع يدها غصبا واقتدارا على جزرهم الثلاثة وتحتلهم بقوة السلاح.
هل تحتمل مصر ان يظل الاخوان يتصرفون برعونة مع دولة مثل الامارات تستوعب مئات الآلاف من المصريين وأسرهم؟
هل يستطيع مرسي الاستغناء عن تحويلات المصريين في الامارات والتي ستنقطع اذا ما تقطعت أواصر المحبة بين البلدين؟ هل سيقدر الخليفة من مقره في الاتحادية ان يجد وظائف وأشغال مناسبة لمئات الآلاف من المصريين حال عودتهم -لا قدر الله- من الامارات
ألا يكفينا التوتر القائم في العلاقات بين البلدين بسبب خلايا الاخوان المخابراتية التي قبض عليها وقدمت الى المحاكمة هناك. ما الذي نستفيده كمصريين من زيارة ود وتقارب تستفز مشاعر الكثيرين في الداخل والخارج.
اما ان مرسي وادارته رغبوا في الحصول على بعض الاستشارات العاجلة من نجاد وزبانيته عن كيفية قتل وسحل وتعذيب المتظاهرين باعتبار أن نجاد يتمتع بخبرة في هذا المجال خاصة بعد أحداث عام 2009
سياسة مصر الخارجية أمر جلل لا يجب أن يترك حسب الظروف والأهواء. وكل خطوة يخطوها الرئيس يجب ان تحسب ألف مرة حتى لا تغرقنا في مشكلات اقتصادية وسياسة نحن في غنى عنها
رئيس التحرير
جمال فندي