كتاب 11

12:15 مساءً EET

الكويت- لقاء في ارض القرين

سعدت بدعوة كريمة من وزير الاعلام ووزير الدولة لشوون الشباب في الكويت الخلوق الشيخ سلمان الحمود للحضور والمشاركة في اسبوع القرين الثقافي 22 والقرين، والتعريف بها لمن لا يعرف تاريخها، هي منطقة من مناطق محافظة مبارك الكبير بالكويت ويعود اسمها الى اسم الكويت قديما. وكانت الكويت تعرف منذ اوائل القرن السابع عشر بالقرين ثم طغى اسم الكويت. والقرين هي تصغير قرن وهو التل او الارض العالية. ولا ننسى ما جسدته معركة بيت القرين التي وقعت في 24 فبراير عام 1991م بين المقاومة الكويتية الباسلة وقوات النظام العراقي البائد، من هنا كان هذا الاهتمام من قادة الكويت، وتخليدا لذكراها تم تحويل بيت القرين الى متحف وطني وجه به امير الكويت الراحل المغفور له باذن الله الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، بعد التحرير المجيد.

ولعلي اعود للذاكرة ولزيارتي الاولى للكويت في بداية السبعينيات الميلادية وكان الحراك الثقافي في بداية عهده يشهد تطورا وانطلاقة مستمرة انطلقت عبر مثقفيها بثبات وقوة من خلال دعم ومساندة القيادة الحكيمة ممثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، والذي تم تاسيسه عام 1973 بدوافع ثقافية لدى الموسسين الرواد حينذاك امثال المغفور لهما باذن الله الاساتذة عبدالعزيز حسين واحمد العدواني، ومن الجدير ذكره ان الدول الخليجية استفادت من تجربة الكويت في هذا المجال، بل وقام البعض بانشاء مجالس مماثلة لهذا المجلس، والذي يقوم بدور ثقافي رائد بمشاركة اصحاب القلم من ادباء وشعراء باشراف رسمي ممثلا بوزارة الاعلام مما جعله يتبوا مكانة ثقافية عالية المستوى ويواصل بهمة ونشاط في حراك متنوع هادف.

وهذا حقيقة يعبر عن مدى ما تتمتع به ارض الكويت الشقيقة من عطاء ووفاء لوطن احببناه بشغف واراه كمواطن خليجي منبرا ومنارة تشع فتضيء لنا الطريق وترسم لنا معالم الوحدة الخليجية والعربية والاسلامية من خلال هذه اللقاءات والتجمعات الثقافية الموسمية المتنوعة والهادفة والتي تسعى قيادتها الحكيمة منذ تاسيسها حتى اليوم الى تطوير ودعم مواسمها الثقافية الرائدة من خلال النشاط الثقافي المتعدد ومن اهمها مهرجان القرين الحافل والذي ستنطلق نشاطاته في هذا العام مساء اليوم، متزامنا مع اختيار الكويت عاصمة للثقافة الاسلامية 2016.

ويعتبر هذا المهرجان، كما تم وصفه من قبل المختصين، حدثا بالغ الاهمية، كما ان هناك لجنة عليا تشرف عليه برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك. بالاضافة الى لجنة للتخطيط تحت اشراف وزير الاعلام ووزير الدولة لشوون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الشيخ سلمان الحمود ومشاركة مجموعة من الوزارات والموسسات والهيئات، والتي تعمل بخطى حثيثة ومرسومة لابراز دور الكويت وتاكيد حضورها في خريطة الثقافة العربية والاسلامية، وتعزيز مكانتها عربيا وعالميا، وايضا لاعطاء صورة مغايرة عن الصورة النمطية التي التصقت بالعرب والمسلمين. وتتداخل في هذا المشروع العديد من الجهات الرسمية والاهلية.

‎وسيكون هناك احتفال ضخم خلال اقامة مهرجان القرين الثقافي 22 الذي قال عنه الامين المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بالكويت اخونا العزيز محمد العسعوسي ان له خمسة مرتكزات اساسية: هي الفعاليات الرئيسية بالحدث، انشطة المجلس الوطني، انشطة الجهات الرسمية للدولة، انشطة خاصة بالمجتمع المدني والقطاع الخاص، واخيرا: مشاريع البنية التحتية والاصدارات الثقافية.

فمن قلب محب واخوي.. وشعب سعودي وفي للاشقاء في الكويت نهنئ الجميع بهذه التظاهرة الثقافية الرائدة والتي تبرز مدى قوة التلاحم والتاخي بين قادة دول الخليج العربي وشعوبها بل وجامعة توحد الكلمة وتجمع الصف بلسان حال ابناء الامة العربية والاسلامية بصوت عربي واحد من خلال هذه الملتقيات ثقافية كانت او سياسية او اقتصادية وتبادل الزيارات والمعلومات التي تجمع ولا تفرق.

واي نجاح يتحقق للكويت هو نجاح لنا جميعا خاصة ان الكويت معروفة منذ الازل بتاريخها الحافل والنشط في مجال الثقافة بانواعها المسرحي والادبي والفني كل هذا دافعا لها لمواصلة تلك النجاحات لانها تلقي بظلالها الرائع على دول الجوار اشعاعا ورسالة مودة ومحبة واخاء.

حفظ الله بلدينا بقيادة حاكميهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وربط بينهما وجمعهما على الخير.

وكلمة شكر وتقدير لهذه الدعوة الكريمة من وزير الاعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والاداب لاعطائي هذه الفرصة لحضور هذه المناسبة الثقافية ولقاء هذا الجمع المبارك، والشكر موصول لمنسوبي المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب لجهودهم المتواصلة لانجاح هذا الملتقى الثقافي المبارك.

حفظ الله الكويت قيادة وارضا وشعبا.

والله من وراء القصد،

خاتمة:

بيت القرين بك الوفاء تجسد حتى غدا ثوبا لكل من اقتدى

لله ما احلاك ملحمة.. وهل بسوى توقدها توقدنا اهتدى

ما كنت للشهداء غير منارة تعلو السحاب تالقا وتجددا

التعليقات